دخلت صناعة التسويق الرقمي مرحلة جديدة قلبت موازين اللعبة التي استقرت لسنوات. حيث باتت الشركات تشهد تراجعاً ملحوظاً في زيارات مواقعها الإلكترونية مع تزايد اعتماد المستهلكين على ملخصات الذكاء الاصطناعي التي تظهر في صدارة نتائج البحث، وتطبيقات المحادثة مثل تشات جي بي تي.
تقول إيلين ماميدوف، مديرة تحسين محركات البحث العالمية في Mailchimp، إن الشركة رصدت انخفاضاً مستمراً في حركة المرور إلى موقعها مع تمكن المستخدمين من الحصول على المعلومات عبر أدوات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لزيارة المواقع الإلكترونية.
لمواجهة هذا التحول، بدأت Mailchimp بتطوير مواقعها لتناسب «روبوتات الزحف» – الروبوتات الإلكترونية التي تجمع البيانات لتغذية منصات الذكاء الاصطناعي. وأصبحت العناصر التقنية كسرعة تحميل الصفحات والشفرات البرمجية أكثر أهمية لهذه الأنظمة مقارنة بمحركات البحث التقليدية.
وبحسب استطلاع أجرته شركة بين آند كو، يحل 80% من المستهلكين الآن 40% من استفساراتهم دون النقر على أي روابط فيما يعرف بـ «البحث صفري النقرات». كما أن 42% من مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي يعتمدون عليه في الحصول على توصيات التسوق.
ظهرت استجابة للوضع الجديد موجة من الشركات المتخصصة في مفاهيم تسويقية جديدة مثل تحسين المحرك التوليدي (GEO)، وتحسين محرك الإجابة (AEO)، وتحسين الذكاء الاصطناعي (AIO).
تكيفت شركة باك ماركت، منصة بيع الأجهزة الإلكترونية المجددة، مع المشهد الجديد من خلال تحديث صفحات منتجاتها الفردية واستخدام لغة صديقة للمحادثات في وصف منتجاتها. تقول جوي هوارد، مديرة التسويق في الشركة، إن البحث عبر نماذج اللغة الكبيرة يمثل حالياً 0.2% فقط من حركة المرور إلى مواقعها، لكن هذه النسبة أعلى بـ 470 مرة مما كانت عليه الصيف الماضي.
ومع ذلك، لا تزال محركات البحث التقليدية تهيمن على المشهد. فبينما يعالج تشات جي بي تي نحو مليار بحث أسبوعياً، تتعامل جوجل مع 5 تريليونات بحث سنوياً – أي ما يعادل 100 ضعف. كما أن ثقة المستهلكين لا تزال قيد التطور، إذ أن 15% فقط منهم على استعداد لمشاركة معلوماتهم المالية مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
يرى نيخيل لاي، محلل التسويق في فورستر، أن فرق تحسين محركات البحث «فوجئت» بهذا التحوّل، وأن المعايير التقليدية كحركة المرور والترتيب ومعدل النقرات لم تعد كافية في العصر الجديد. مع تزايد دور الذكاء الاصطناعي، سيتحول اهتمام المسوقين إلى مدى تطابق المحتوى الذي تولده هذه الأنظمة مع صورة علاماتهم التجارية.
هذا وتخطو أوبن إيه آي خطوة نحو مساعدة المسوقين عبر إطلاق زر تسوق على تشات جي بي تي يوجه المستخدمين إلى مواقع التجارة الإلكترونية لإتمام عمليات الشراء، في محاولة لربط التفاعل مع الذكاء الاصطناعي بالتحويل التجاري المباشر.
المصدر
WSJتابع عالم التقنية على
0 تعليق