سبيس إكس تستعد لإطلاق مدينتها الخاصة في تكساس

عالم التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تتجه شركة سبيس إكس نحو خطوة غير مسبوقة في العصر الحديث، مع اقتراب انتخابات حاسمة ستقرر تحويل مجمعها الصاروخي في جنوب تكساس إلى بلدة قانونية بالكامل، في إحياء لنموذج المدن الصناعية التي ازدهرت في القرن التاسع عشر.

تُجرى يوم السبت انتخابات محورية في Starbase، المجمع الذي يضم مرافق تصنيع واختبار الصواريخ ومنصة الإطلاق ومقر تطوير صاروخ Starship العملاق، لتقرير ما إذا كانت المنطقة ستصبح كيانًا إداريًا مستقلًا.

وتكمن المفارقة في تركيبة الناخبين البالغ عددهم 280 شخصًا، حيث غالبيتهم الساحقة من موظفي سبيس إكس الذين يستأجرون مساكنهم من الشركة ويعملون في أراضيها، ما يجعل الانتخابات فريدة من نوعها.

وفقاً لكاثي لويدرز، مديرة Starbase، سيسهل تأسيس البلدة توفير الخدمات للعاملين ونقل إدارة المرافق العامة من الشركة إلى هيئة رسمية، بما يشمل الخدمات التعليمية وإدارة الطرق التي تديرها سبيس إكس حاليًا.

وستمتد البلدة المرتقبة على عدة عقارات قرب طريق الولاية السريع وتضم قرابة 247 قطعة أرض سكنية، تملك سبيس إكس جميعها باستثناء عشر قطع فقط، مما يعزز سيطرة الشركة على المنطقة.

لقد حول استثمار سبيس إكس السنوي البالغ 1.5 مليار دولار منطقة كانت شبه مهجورة على ساحل الخليج إلى مركز تقني متطور، لكن هذا التحوّل أوجد انقسامًا حادًا بين سكان المنطقة.

يشيد المسؤولون المحليون بالفرص الاقتصادية غير المسبوقة التي وفرتها المنشأة لوادي ريو غراندي، أحد أفقر مناطق الولايات المتحدة تقليديًا. ويرى جون كوين، عمدة براونزفيل، أن ظهور سبيس إكس مثّل نقطة تحول للمنطقة، مشيرًا إلى آلاف الوظائف الجديدة وارتفاع الأجور وكسر حلقة الفقر التاريخية.

بالمقابل، يخشى معارضو المشروع من تضخم نفوذ الشركة على المنطقة بأكملها. ويثير النشطاء البيئيون مخاوف حول تأثيرات الإطلاقات الصاروخية على النظام البيئي الهش، فيما تسببت إغلاقات الطرق والشواطئ المتكررة في استياء متزايد وصل إلى المحاكم.

ويقول هومر بومبا، أحد السكان التاريخيين للمنطقة: «كنت هنا أولًا، فلماذا أصوت لشيء لم أرده أساسًا؟»، بينما تخشى ماريا بوينتر، مالكة أرض داخل حدود البلدة المقترحة، من إمكانية تهميشها بعد التأسيس قائلة: «ستكون مدينة شركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.»

يترشح للمناصب القيادية في البلدة المرتقبة مسؤولون من سبيس إكس، حيث يقف بوبي بيدن، نائب رئيس الشركة لعمليات الاختبار والإطلاق في تكساس، لمنصب العمدة، مع ترشح موظفين آخرين لمناصب المفوضين.

وسيواجه المسؤولون المنتخبون تحديات قانونية وأخلاقية معقدة نظرًا لعلاقاتهم الوثيقة بالشركة، رغم وجود قوانين ولاية تكساس التي تتطلب من المسؤولين المحليين الامتناع عن التصويت على المسائل المتعلقة بمصالحهم المالية الشخصية.

وفي حال نجاح الاستفتاء، ستكتسب البلدة الجديدة سلطات واسعة تشمل جمع الضرائب ونزع الملكية واقتراض الأموال، مما يثير تساؤلات عما إذا كان نموذج «مدن الشركات» التاريخي، الذي تجسّد في مدن مثل بولمان وشوغر لاند وغاري، سيُستنسخ في القرن الحادي والعشرين تحت راية التقنية المتقدمة.

بواسطة

WSJ

تابع عالم التقنية على

Google News

أخبار ذات صلة

0 تعليق