نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع تواتر عمليات إخلاء المخيمات: تونس تعطي درسا كبيرا للعالم, اليوم السبت 26 أبريل 2025 04:11 مساءً
نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 26 - 04 - 2025
أعطت تونس درسا في المعاملة الانسانية للعالم بأسره من خلال المقاربة المعتمدة في إخلاء مخيمات المهاجرين الأفارقة الذين يمثلون بشكل أو بآخر ضحايا لجشع وغطرسة القوى الاستعمارية الغربية.
لم يسبق للعالم أن شاهد سلطات رسمية تتفاوض مع مهاجرين غير نظاميين لإقناعهم بالعودة الطوعية إلى بلدانهم وتستخدم أساليب راقية في إخلاء المخيمات بالشراكة مع مكونات المجتمع المدني مجسّدة بذلك قدرة فائقة على التمييز بين واجب حفظ النظام العام وصون الحرمة الجسدية والمعنوية للأشقاء الأفارقة.
والواضح أيضا أن تقدم إخلاء مخيمات المهاجرين غير النظاميين بهذا الأسلوب الراقي ينسف فتنة كبيرة من جذورها حيث فهم العالم بأسره أن تونس لا ولن تكون أرض توطين أو عبور لتدفقات الهجرة غير النظامية القادمة من جنوب الصحراء وأنها تملك من القدرة والمصداقية ما يكفي للالتزام بمبادئها بوصفها دولة ثوابت ليست لها سياسة معلنة وأخرى «تحت الطاولة» خلافا لما يسمى الديمقراطية الغربية التي تستخدم أقذر الأساليب بما في ذلك دفع الرشاوي للميلشيات المستوطنة في إحدى دول الضفة الجنوبية للمتوسط حتى تحول دون وصول المهاجرين إلى سواحلها وذلك باستخدام أساليب مشينة بالمعيار الانساني وصلت إلى حدّ التجويع والتقتيل.
والواضح أيضا أن هذا المزيج من الحسم والحكمة في معالجة أزمة المهاجرين غير النظاميين الموروثة عن العشرية السوداء يؤكد بشكل حاسم واضح أن تونس عصية على استراتيجيا العزل والتقسيم الصهيونية التي شكلت الرهان المحوري لربيع الخراب وسائر أجندات إعادة خلط الأوراق التي واجهتها بلادنا منذ قيام مسار 25 جويلية.
وتتحمّل سائر الحقائب الوزارية في المقابل مسؤولية ملأ الفراغات من خلال مد جسور التعاون مع البلدان الافريقية دون حدود خصوصا أن نجاح سياسة التعويل على الذات في تونس يؤهلها لتكون منصة حيوية لتشبيك القدرات الافريقية وتعميق الوعي الجماعي بحتمية «الازدهار المشترك» فالقارة السمراء تمتلك ما يكفي من ثروات طبيعية وبشرية لتتموقع كإحدى أقوى التكتلات الاقليمية أسوة بدول جنوب شرق آسيا التي استطاعت في ظرف نصف قرن أن تتربع على عرش العالم.
حان الوقت لتكون لتونس سفارة في كل دولة افريقية ونقل جوي وبحري مباشر مع سائر العواصم الافريقية وأن يتواتر تبادل الأسابيع الثقافية على مدار العام حيث أن استدامة الرخاء والأمن في بلادنا لن تتحقق دون فتح أبواب التعاون والتشاور على مصراعيها مع الأشقاء الأفارقة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق