مع الشروق : تفعيل مجالس الأقاليم والجهات

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : تفعيل مجالس الأقاليم والجهات, اليوم السبت 26 أبريل 2025 10:54 مساءً

مع الشروق : تفعيل مجالس الأقاليم والجهات

نشر في الشروق يوم 26 - 04 - 2025

2351806
في سبتمبر 2023 صدر الأمر الرئاسي المتعلّق بتحديد تراب أقاليم الجمهورية التونسية والولايات الراجعة بالنظر لكل إقليم. وقد تم تقسيم البلاد إلى خمسة أقاليم، ويرتكز التقسيم الجديد إلى خلق فضاء تنموية متكاملة تربط بين الساحل والمناطق الداخلية، حتى يتمّ القضاء على السياسات التنموية التي تتسبب في تهميش المناطق الداخلية، وإضاعة الفرص التنموية الكبرى، وبالتالي إضاعة جزء كبير من الثروة التي يمكن خلقها.
والحقيقة أنّه منذ صدور ذلك الأمر الرئاسي وإجراء الانتخابات الخاص بالمجالس المحلية و مجالس الجهات والأقاليم ثم المجلس الوطني للجهات و الأقاليم، لم يقع اتخاذ خطوات سريعة حتى نمرّ إلى الفعل في الواقع، اي التحول إلى برمجة السياسات التنموية الخاصّة بطبيعة كل إقليم ومن ثم رسم سياسة وطنية متكاملة للتنمية الشاملة. و الحقيقة الثانية تتضح في أننا نخسر الكثير من الوقت ربما في التحجج بتأخر صدور الأوامر الترتيبية المنظمة لعمل هذه المجالس، و إن كان هذا الأمر معقولا و منطقيا، فإننا في المقابل لم نشهد خطوات عملية حتى كمؤشر لبداية تشبيك ولايات الإقليم الواحد و تعزيز الروابط بينها و تعزيز التنسيق بين إطارات الإقليم الواحد قصد بلورة مشاريع أفكار و عمل موحدة والاستعداد للعمل الفعلي عندما يحين الوقت. وإن كانت هذه الأقاليم قد بدأت فعلا مثل هذه الخطوات ولم تعلن عنها فتلك نقيصة وجب تلافيها، لأن بث الأمل في الناس ودفعهم إلى المشاركة الفعلية انطلاقا من محلياتهم التي انتخبوها إلى مجالس أقاليمهم ، يعدّ في اعتقادنا مسؤولية جسيمة لمن قدموا أنفسهم و تم انتخابهم للقيام بتلك المهمات.
وحتى لا نخسر المزيد من الوقت، نعتقد أنّ مجالس الأقاليم يجب أن تنعقد في أقرب وقت، و أن تكون الاجتماعات دورية مرة في كل ولاية، و ليس الاجتماع هو المهم والغاية، بل ضرورة البدء الفوري و دون اي تأخير، في بعث ورشات مشتركة تناقش الإمكانات المتوفرة في كل إقليم والفرص المتاحة للتنمية، ثم القدرة على تحويل مخرجات تلك الورشات إلى مشاريع واقعية يمكن تنفيذها وفق الممكن. واعتقادنا راسخ أنّ ابناء الجهات والأقاليم لديهم من التصورات ومن الحلول ما يمكنه أن يحقق ثورة تنموية حقيقية تقطع مع الماضي وتؤسس لمستقبل أكثر ازدهارا. فتونس كما أكد رئيس الجمهورية في تصريحه مؤخرا ليست دولة فقيرة، و لكن السياسات البالية هي التي فقرتها، و اليوم يمكن استعادة نسق خلق الثروة، بعقول و سواعد تونسية.
كمال بالهادي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق