نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأمم المتحدة: انقراض النحل خطر على الأمن الغذائي العالمي, اليوم الخميس 22 مايو 2025 01:22 مساءً
نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 22 - 05 - 2025
حددت الأمم المتحدة يوم 20 مايو من كل عام يوماً عالمياً للنحل، لإبراز أهمية النحل والملقّحات ومساهمتها في التنمية المستدامة، والتوعية بالتهديدات التي تواجهها، بهدف تعزيز التدابير الرامية إلى حماية النحل والملقّحات الأخرى، مما يسهم بشكل كبير في معالجة المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالمي والقضاء على الجوع في البلدان النامية.
وتؤكد الأمم المتحدة على فداحة التهديدات التي تواجه النحل، بسبب فقدان المواطن الطبيعية، والممارسات الزراعية غير الجيدة، وتغير المناخ، والتلوث، ومن ثم تراجعها، مما يعرّض إنتاج الغذاء للخطر، ويزيد من التكاليف، ويفاقم انعدام الأمن الغذائي، خاصة في المجتمعات الريفية في دول العالم.
إن التلقيح أمر أساسي لأنظمة الزراعة والغذاء؛ إذ يدعم إنتاج أكثر من 75% من محاصيل العالم، بما في ذلك الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور. وبالإضافة إلى زيادة الغلات، تُحسّن الملقّحات من جودة وتنوع الغذاء، لذا سنجد أن العالم يزخر بأكثر من 200,000 نوع من الحيوانات تُعد ملقّحات، ومعظمها بري، منها الفراشات، والطيور، والخفافيش، وأكثر من 20,000 نوع من النحل.
كما يُعدّ النحل وغيره من الملقّحات مؤشرات على صحة البيئة، إذ تقدم رؤى حول النظم البيئية والمناخ. إن حماية الملقّحات تُعزز التنوع البيولوجي والخدمات البيئية الحيوية مثل خصوبة التربة، ومكافحة الآفات، وتنظيم الهواء والماء.
وتظل الممارسات الزراعية الصديقة للطبيعة مثل الزراعة الإيكولوجية، والزراعة المشتركة، والزراعة الحرجية، والإدارة المتكاملة للآفات، من العناصر المساعدة في دعم الملقّحات، مما يضمن زراعة مستقرة ويقلل من نقص الغذاء والتأثيرات البيئية.
إن الجهود المعتمدة لحماية الملقّحات تُعزز في النهاية صون مكونات أخرى من التنوع البيولوجي، مما يُحسّن الخدمات البيئية مثل مكافحة الآفات، وخصوبة التربة، وتنظيم الهواء والماء. ومن الضروري تبني نهج شامل يضمن التعايش طويل الأمد للممارسات الزراعية؛ لإنتاج الغذاء، والألياف، والوقود، لتحقيق أنظمة زراعية مستدامة.
يواجه النحل تهديداً وجودياً؛ إذ ترتفع معدلات انقراض الأنواع الحالية بمقدار 100 إلى 1,000 ضعف المعدل الطبيعي بسبب الآثار البشرية، كما يواجه حوالي 35% من الملقّحات اللافقارية – وخاصة النحل والفراشات – و17% من الملقّحات الفقارية مثل الخفافيش خطر الانقراض عالمياً.
إذا استمر هذا الاتجاه، فإن المحاصيل المغذية مثل الفواكه والمكسرات والعديد من الخضروات ستُستبدل بشكل متزايد بالمحاصيل الأساسية مثل الأرز، والذرة، والبطاطس، مما يؤدي في النهاية إلى نظام غذائي غير متوازن. كما أن ممارسات الزراعة المكثفة، وتغيير استخدام الأراضي، وزراعة المحاصيل الأحادية، واستخدام المبيدات الحشرية، وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، تُشكّل تحديات لمستعمرات النحل وتؤثر بالتالي في جودة الأغذية المنتجة.
أبعاد أزمة التلقيح والتنوع البيولوجي
في عام 2000، انطلقت المبادرة الدولية لحفظ الملقّحات في الاجتماع الخامس لمؤتمر الأطراف، كمبادرة مشتركة في الأمم المتحدة؛ لتشجيع العمل المنسق عالمياً من أجل: رصد تدهور الملقّحات وأسبابه وأثره على خدمات التلقيح، ومعالجة نقص المعلومات المتعلقة بتصنيف الملقّحات، وتقدير القيمة الاقتصادية للتلقيح، والتأثير الاقتصادي لتدهور خدمات التلقيح؛ واستعادة التنوع في الملقّحات واستخدامها بشكل مستدام في الزراعة والنظم البيئية المتصلة بها.
إلى جانب تنسيق المبادرة الدولية لحفظ الملقّحات، تقدم منظمة الأغذية والزراعة المساعدة الفنية للبلدان في مجالات عدة مثل: تربية الملكات، والتلقيح الصناعي، والحلول المستدامة لإنتاج العسل، وتسويق التصدير.
النحل والتوازن البيئي
يلعب النحل – على الرغم من صغر حجمه – دورًا لا يمكن الاستغناء عنه في التوازن البيئي والأمن الغذائي العالمي. إن دوره كملقّحات أمر حيوي للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، وإنتاج المحاصيل التي تدعم جزءًا كبيرًا من التغذية البشرية. ومع ذلك، فإن تراجعها العالمي دق ناقوس الخطر في المجتمع العلمي والبيئي.
الملقّحات الرئيسية معرضة للخطر
تعد الحشرات مسؤولة عن تلقيح أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية على كوكب الأرض، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حيث تعتمد الفواكه، والخضروات، والمكسرات، والبذور على عملها لتتكاثر بنجاح. بالإضافة إلى ضمان التنوع البيولوجي للنباتات، فإن النحل يمكّن من إنتاج العناصر الغذائية الرئيسية في نظام غذائي صحي ومتوازن. ولا تقتصر مساهمته على الزراعة؛ فلا ننسى الإنتاج المتميز من العسل، وحبوب اللقاح، وغذاء ملكات النحل، وغيرها من المنتجات الفاخرة، التي أصبحت ضرورية في مختلف القطاعات الإنتاجية.
وتمثل تربية النحل مصدراً للعمالة لآلاف الأشخاص في المناطق الريفية، وفي الاقتصادات المحلية التي تعتمد على التنوع البيولوجي.
عوامل انهيار تلك الصناعة
ويرجع تراجع أعداد النحل إلى عدة عوامل مترابطة؛ فقد أدت التغيرات في استخدام الأراضي، التي تقلل من توافر الزهور البرية، إلى جانب الزراعة المكثفة، والاستخدام الواسع النطاق للمبيدات الحشرية، إلى خلق بيئة معادية لهذه الملقّحات. ويُضاف إلى ذلك آثار تغير المناخ، وفقدان الموائل الطبيعية، وتلوث الهواء والماء. كما يؤثر غياب التنوع الزهري بشكل مباشر على تغذية النحل وتكاثره. ويؤدي استخدام المواد الكيميائية السامة إلى تعطيل أنظمة التوجيه والاتصال لديه، التي تُعد ضرورية لعمل الخلية.
إن انقراض النحل من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات في الموائل التي من شأنها أن تؤثر على العديد من الأنواع، مما يؤدي إلى توليد تأثير على شبكات الغذاء. وبحسب الموسوعة البريطانية، فإن هذه التغيرات قد تؤدي إلى انقراضات جديدة، مما يؤثر على النحل الذي يعتمد على هذه النباتات كمصدر للغذاء، ويغير التوازن البيئي بشكل عميق.
وبعيداً عن الجانب البيئي، فإن انخفاض أعداد النحل من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على توافر الغذاء وتنوعه وإمكانية الوصول إليه. فهناك نباتات معينة تعتمد عليه، مثل التوت الأزرق والكرز بنسبة تصل إلى 90%، وإذا اختفت هذه المنتجات، فإن العديد منها سوف يتوقف إنتاجها على نطاق واسع، أو سوف تصبح أكثر تكلفة إلى حد كبير، بسبب التكاليف العالية للتلقيح اليدوي أو الاصطناعي.
وتحذر منظمة الأغذية والزراعة من فقدان الملقّحات، لأن ذلك سيفرض على العالم نوعيات أخرى من الزراعات مثل الأرز، والذرة، والبطاطس، مما يؤدي إلى تراجع الجودة الغذائية للنظام الغذائي العالمي. وحتى المنتجات الاستهلاكية مثل القهوة، والكاكاو، والتفاح، واللوز، والطماطم، سوف تكون مهددة.
وتحث منظمات مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة، على اتخاذ إجراءات عاجلة؛ لاستعادة الموائل الزهرية، وتنظيم استخدام المواد الكيميائية الزراعية، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق