نشر في باب نات يوم 24 - 05 - 2025

مثّل إيجاد حلول مبتكرة للاقتصاد في استعمال المياه في قطاع النسيج محور أشغال الندوة الوطنية حول "قطاع النسيج والتصرف الدائم في الموارد المائية" التي انتظمت أمس الجمعة بالقطب التنموي بالمنستير.
وأوضح مدير الاستغلال بالقطب التكنولوجي بالمنستير، رياض بن عزيز، أنه تم خلال الندوة تقديم حلول مبتكرة للادارة المستدامة للمياه في قطاع النسيج تأخذ في الاعتبار حالة الشح المائي التي تمر بها بلادنا.
وأضاف في تصريح لوكالة "وات"، أنه تم خلال الندوة تقديم أربع طرق مهمة لمعالجة المياه ذات الاستعمال الصناعي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بعض الشركات توصلت إلى إعادة معالجة حوالي 80 في المائة من المياه المستعملة رغم تكلفتها الباهضة.
ولفت إلى أن أحد أهم معوقات معالجة المياه هو "الحمية" ذات التركيز العالي بالمواد الكيميائية التي يصعب التصرف فيها، خاصة في ظلّ عدم وجود شركات عاملة في هذا المجال بعد توقف الشركة الوحيدة العاملة عن العمل، مشيرا في هذا الصدد إلى أن شركة ناشئة هي الآن قيد المرافقة في محضنة المشاريع بالقطب التنموي، وستعمل على عزل المواد الكيميائية في الحمية وتوظيفها في صناعة الآجر او بناء الأرصفة.
وبيّن أنّ العمل جار حاليا على تجميع الشركات العاملة في تكملة النسيج وغسله وصباغته في مكان واحد بالقطب بكلفة 30 مليون دينار، وإحداث محطة خاصة لتصفية المياه المستعملة قبل سكبها في البحر بما يحد من التلوث في خليج المنستير، مضيفا أن هذه المحطة ستكون في إطار مشروع جهوي يجري البحث عن التمويلات اللازمة له بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
من جهته، أكّد محمد المكسي ممثل أحد أهم شركات النسيج في تونس، في تصريح ل"وات"، أن توفير المياه الكافية لقطاع النسيج يعد تحديا هامّا أمام الشركات للايفاء بتعهداتها والتزاماتها مع حرفائها بالخارج، لافتا في هذا الصدد إلى أن الحل الوحيد لمشكلة ندرة المياه هي معالجة المياه وإعادة استعمالها وهو الحل الذي لجأت إليه شركته ومكّن من تنقية حوالي 90 في المائة من المياه المستعملة، وإحداث محطة مكّنت من رسكلة ما بين 80 و90 في المائة من المياه.
وأبرز وزير التعليم العالي منذر بلعيد، في اختتام الندوة أن التوصل إلى حلول مبتكرة في مجال معالجة المياه لم يعد حلما بفضل الحلول المنبثقة عن المنظومة الوطنية للبحث العلمي ومراكز البحث التي تساهم في تقديم حلول مبتكرة تكرس ديمومة القطاع، مؤكدا على التزام وزارته الكامل بمواصلة دعم البحث الموجه المركز على ايجاد حلول لمختلف التحديات المطروحة.
و يعد قطاع النسيج أحد دعائم الاقتصاد الوطني، حيث يُساهم بنسبة 30% من مواطن الشغل في القطاع الصناعي من خلال أكثر من 150 ألف موطن شغل، كما يساهم ب15% من إجمالي الصادرات الصناعية الوطنية، لتبلغ قيمة صادراته حوالي 3000 مليون دينار خلال الأشهر الأربعالأولى من سنة 2025.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.