نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استضافة كأس العالم.. رؤية وطن وإرادة شعب وقوة اقتصاد, اليوم الجمعة 13 ديسمبر 2024 12:37 صباحاً
نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 13 - 12 - 2024
أصبحت كرة القدم «تحديداً» والرياضة بوجه عام صناعة واقتصاداً قوياً، يدعم برامج التنمية الشاملة المستدامة في كثير من بلدان العالم، فلم تعد كرة القدم مجرد فلسفة للتنافس، بل أضحت رؤية دولة تخطط للمستقبل من خلال دعم هذه الصناعة وتطوير آلياتها، والأمثلة كثيرة، فعلى مستوى الأندية تبرز إنجلترا رائدة هذه الصناعة، وعلى صعيد المنتخبات سنجد البرازيل وإيطاليا، لذا سنجد كبريات الدول تسعى لاستضافة الفعاليات الرياضية بشكل عام وكرة القدم بوجه خاص؛ لأنها محفزة للدولة على تطوير بنيتها التحتية، والسياحية والاقتصادية، من طرق ومستشفيات وفنادق ومدن وملاعب، ثم تأهيل كوادر بشرية قادرة على إدارة هذه المنظومة بفكر جديد، يعزز القوى البشرية الوطنية، والهوية الوطنية للدولة، بثقافتها وتقاليدها وتاريخها؛ لإظهار الدولة أمام العالم بصورة جاذبة للاستثمار والسياحة، بل والقرار السياسي والاقتصادي. وتظل المملكة رائدة في هذا المجال، فلعل البعض يذكر أن فكرة كأس العالم للقارات كانت فكرة سعودية بامتياز، بل واستضافتها وسوقتها، وجعلت «الفيفا» تعتمدها بنفس الفكر والفلسفة السعودية، ومن تلك الخلفية الريادية الرياضية، كان فكر القيادة الحكيمة السابق لعصره الواثق في قدرات ومقومات المملكة وأبنائها، ومن ثم وضع أسساً راسخة في رؤية 2030، لتكون المملكة في قلب المشهد الرياضي العالمي، في كل الرياضات بلا استثناء، وكرة القدم على وجه الخصوص، فتم إعداد ملف لاستضافة بطولة كأس العالم لتقام في المملكة وحدها، باستضافة 48 دولة، هذا الملف الذي حصل على أعلى تقييم في تاريخ الفيفا وفقاً لما ذكرته الفيفا نفسها، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034، على تقييم 419.8 من 500 درجة، الذي يعد أعلى تقييم فنّي يمنحه الاتحاد عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة بطولة العالم، كإنجازٍ سعودي جديد يجسد الدور الريادي والنقلة النوعية والاستثنائية التي تعيشها البلاد.
والمملكة على موعد مع التاريخ؛ لاستضافة أكبر تظاهرة رياضية في العالم، حيث يُتوقع أن يكون للبطولة تأثير عميق على الاقتصاد المحلي، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، وانتعاش القطاعات السياحية والنقل، إضافة إلى تحفيز مشاريع كبرى مثل «القدية» و«نيوم»، كما يسهم الحدث في تعزيز مكانة المملكة بوصفها وجهة عالمية، بما يتوافق مع أهداف «رؤية 2030» لتنويع الاقتصاد، وتعزيز القطاعات غير النفطية، ولتحقيق هذه الأهداف يجب أن تكون هناك استعدادات سعودية غير مسبوقة، من تحسين البنية التحتية الرياضية، وتجديد وبناء ملاعب جديدة كجزء من برامج تطوير المدن التي تدعم نمو كرة القدم.
واشتمل الملف السعودي على خطة للنقل، منها توسيع وتطوير المطارات لتستوعب أعداد المشجعين من بلدان العالم، وإدخال منظومة النقل السريع للقطارات والمترو عالية السرعة، مع تعزيز منظومة النقل العام وتطويرها بما يتناسب مع تطوير الطرق وتوسعتها، ومن العناصر الفاعلة في الملف السعودي اقتراح المملكة خيارين لاستضافة مركز البث الدولي، في منطقة القدية الإبداعية، ومركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، وكلاهما يقع في الرياض، كما اقترحت 10 مواقع محتملة ل«مهرجان مشجعي فيفا»، بما في ذلك موقعين لكل من المدن ال5 المستضيفة المقترحة.
وكان من اللافت ثقة الفيفا في قدرات المملكة في إدارة الملف الصحي والطبي، لخبرة المملكة في إدارة الحشود، كما هو الحال في موسم الحج، حيث تمتلك المملكة خبرة واسعة في التجمعات الجماهيرية، ونظام رعاية الطوارئ، والمرافق الطبية ذات المستوى العالي، وتخطط لتوسيع خدمات الطب الرياضي، إضافة إلى إجراءات قياسية تتعلق بتدابير مكافحة المنشطات. ويؤكد اقتصاديون عالميون أن هذا الحدث الرياضي الكبير، يمثل فرصة تاريخية ذات انعكاسات إيجابية متعددة على الاقتصاد المحلي، فمثل هذه الأحداث العالمية تسهم بشكل مباشر في تعزيز صورة المملكة، بوصفها وجهة استثمارية وسياحية رائدة عالمية، وتفتح آفاقاً جديدة أمام قطاعات متنوعة لتحقيق نمو كبير، في قطاعات مثل الضيافة، والترفيه، والنقل، والبنية التحتية، بل ودعم الاستثمار في السياحة العلاجية، كما سيخلق فرصاً لشراكات استثمارية كبرى، ويضع السعودية في مصاف الدول الرائدة في تنظيم الأحداث الرياضية، مما يخلق الملايين من فرص العمل النوعية، إضافة إلى أن استدامة البنية التحتية سيترك إرثاً طويل الأمد من طرق متطورة، عبر أنظمة النقل الجماعي، والمرافق الرياضية المتخصصة التي تخدم الأجيال القادمة؛ ما يرفع جودة الحياة، ويزيد من تنافسية المملكة دولياً، وستصبح البطولة أداة دبلوماسية تعزز مكانة السعودية عالمياً، وتبرز تطورها الثقافي والاجتماعي، والثقة الدولية بالاقتصاد الوطني، ويدفع نحو شراكات استراتيجية على المدى الطويل.
بالطبع تتوقع «الفيفا» أن يتضاعف أعداد المشجعين، فإذا كان العدد المتوقع حضوره في 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية 5,4 ملايين مشجع، فينتظر أن يتضاعف هذا العدد في 2034، ومن ثم سيسهم هذا الحضور الجماهيري في تنشيط قطاعات الفنادق والضيافة، والنقل، والترفيه، إلى جانب فتح أبواب الاستثمارات الأجنبية التي ستصب في مشاريع ضخمة مثل تطوير البنية التحتية، وتنظيم المنشآت الرياضية، مما يجعل الأنظار تتجه نحو المملكة التي تقف على أعتاب حدث رياضي دولي سيشكل تحولاً اقتصادياً كبيراً في البلاد، وهو يحقق أهدافها في خلق اقتصاد متنوع ومستدام، مع زيادة المتابعة في القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية.
نعلم أن استضافة كأس العالم 2034 ستعزز الاقتصاد السياحي بشكل كبير، وستجذب البطولة ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم في زيادة العوائد السياحية، وزيارة المواقع الأثرية والتاريخية، والترويج للملف السياحي السعودي، إضافة للخدمات الداعمة لهذا الملف، إلى جانب المشاريع الكبرى بالمملكة مثل «القدية»، و«البحر الأحمر» من خلال تحسين البنية التحتية التي سيجري تطويرها استعداداً للبطولة، ما يجعلها واجهة عالمية للسياحة والاستثمار، وتعزيز الثقة الدولية في الاقتصاد السعودي، ويشجع رؤوس الأموال الأجنبية على ضخ استثمارات جديدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرياضة، والترفيه، والتكنولوجيا، وشبكات النقل والمواصلات، إضافة إلى المنشآت الرياضية، وهذه التحسينات ستترك أثراً طويل الأمد يدعم الاقتصاد المحلي، ويخدم المواطنين.
نخبة المنتخبات ستأتي إلى السعودية
الجمهور السعودي سيجعلها البطولة الأفضل في التاريخ
الملاعب السعودية ستكون الأفضل في العالم
0 تعليق