نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اضطرابات نفسية.. خطر صادم, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 03:17 صباحاً
نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 09 - 05 - 2025
في عام 2010 انطلقت مبادرة عالمية طموحة هي المسح العالمي للصحة النفسية، بمشاركة جامعة هارفارد، لتوفر دليلاً إرشاديًا ل33 دولة حول واقع الصحة النفسية لسكانها.
في إطار هذا المسعى العالمي بدأت المملكة المسح الوطني للصحة النفسية في العام نفسه، ولأهمية هذا الأمر صدر قرار مجلس الوزراء رقم (4) بتاريخ (1430/8/1)، لدعم الفئات المستهدفة من ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ثم بدأ مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في إجراء المسح من ربيع الأول 1438ه/ ديسمبر 2016م، وبعد سنوات من العمل الدؤوب صدرت النتائج في عام 2019 مستندة إلى مقابلات مع 4004 من المواطنين السعوديين.. وكانت النتائج صادمة، حيث كشفت عن أن 34 % من السعوديين قد تعرضوا لاضطراب نفسي في مرحلة ما من حياتهم. هذه النسبة المرتفعة تدق ناقوس الخطر، وتستدعي تسليط الضوء على واقع الصحة النفسية في المملكة، والتحديات التي تواجهها، والجهود المبذولة لتحسينها.
في تقريري.. النتائج التي أظهرها المسح كانت لافتة للنظر، فقد أظهرت أن نحو 13 % فقط من السعوديين الذين شُخِّصوا باضطرابات حادة في الصحة النفسية يلتمسون العلاج، وهذا يؤكد أن الغالبية العظمى من المصابين لا يحصلون على الدعم والرعاية اللازمة، خاصة إذا علمنا أن 83 % من المصابين باضطرابات نفسية لم يبحثوا عن العلاج.
وكانت خطورة النتائج متمثلة في الشريحة الكبيرة من المرضى النفسيين، التي أشارت إلى أن فئة الشباب تمثل 40 % من المرضى النفسيين في المملكة. هذه النسبة المرتفعة تثير القلق حول تأثير الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على الصحة النفسية للشباب.
وتؤكد النتائج أن اضطراب قلق الانفصال من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في المملكة، وخاصة بين الأطفال والمراهقين، إلى جانب وجود شكاوى من ضعف الإرشاد المدرسي وجدواه، لتعيين غير المختصين في هذا المجال.
أتصور أننا في حاجة ماسة إلى زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية، وتوفير خدمات الصحة النفسية عالية الجودة؛ لتكون في متناول الجميع، إضافة إلى تطوير برامج الوقاية والعلاج التي تستهدف الشباب بشكل خاص، مع تفعيل دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في تعزيز الصحة النفسية.
إن الواقع الجديد للصحة النفسية في المملكة يبشر بالخير، فقد شهدت زيادة ملحوظة في الوعي بأهمية الصحة النفسية، بفضل الحملات التوعوية التي أطلقتها وزارة الصحة والمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، ومن ثم تزايد الحديث عن الصحة النفسية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أسهم في كسر حاجز الوصم المرتبط بالمرض النفسي. كما قامت وزارة الصحة بتطوير البنية التحتية لخدمات الصحة النفسية، وزيادة عدد المراكز المتخصصة في مختلف مناطق المملكة، وإطلاق العديد من المبادرات لتقديم الدعم النفسي للأفراد والأسر، مثل الخطوط الساخنة والمواقع الإلكترونية المتخصصة، كما كان التوجه نحو الرقمنة عاملاً مؤثرًا في سرعة الوصول إلى الخدمات النفسية عبر التطبيقات الذكية والمنصات الإلكترونية.
وما زال الطريق طويلاً لنتقدم أكثر في هذا التخصص، لأن التحديات كبيرة، فما زالت خدمات الصحة النفسية غير موزعة بشكل جيد في جميع مناطق المملكة، وخاصة في المناطق النائية، وهناك حاجة إلى زيادة عدد المراكز المتخصصة وتوفير الكوادر المؤهلة في هذه المناطق، إلى جانب ندرة الكوادر المتخصصة من الأطباء والاختصاصيين النفسيين المؤهلين، كما يجب أن تكون لدينا الرغبة الحقيقية لمواجهة قضية الوصم الاجتماعي التي تشكل تحديًا كبيرًا أمام طلب المساعدة النفسية.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق