السيلياك: اضطراب مناعي يهدد الصحة

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيلياك: اضطراب مناعي يهدد الصحة, اليوم الأحد 4 مايو 2025 11:13 صباحاً

السيلياك: اضطراب مناعي يهدد الصحة

نشر بوساطة محمد الحيدر في الرياض يوم 04 - 05 - 2025

alriyadh
يأتي شهر التوعية بمرض السيلياك في مايو كل عام، نظراً لأهميته وخطورته، فمرض السيلياك اضطراب وراثي في المناعة الذّاتية، يتسبّب في ردّ فعل في الجسم تجاه بروتين الغلوتين، فهو مرض مناعي وليس نوعاً من الحساسية حيث يسبب للمصاب به سوء تغذية وتأخراً بالنمو، وذلك عند تناول أطعمة تحتوي على غلوتين، متمثلاً في بروتين غذائي، يتواجد في ثلاثة أنواع من الحبوب، وهي القمح والشعير والذرة.
وتتعلق الأهداف الرئيسة بالتوعية بخطورة هذا المرض، لزيادة التوعية به ومخاطره، وتثقيف مرضى السيلياك بنمط الحياة المناسب لهم، حيث تتضاعف حالة الإصابة به عند المرضى المصابين بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية، والسكري من النوع الأول، ومتلازمة داون، ومتلازمة تيرنر، كما يمكن أن يتطور مرض السيلياك في أي عمر.
ومن الحقائق المهمة في مرض السيلياك، أنه اضطراب وراثيّ في المناعة الذّاتيّة، وليس مجرد نوع من الحساسية حيث يسبب للمصاب به سوء تغذية وتأخراً بالنمو.
ويتعاظم تأثير هذا المرض من خلال تحفيز الغلوتين لجهاز المناعة في الجهاز الهضميّ، على إنتاج أجسام مضادّة ضده، فتدمّر الأجسام المضادّة بطانة الأمعاء الدّقيقة - الغشاء المخاطيّ - مما يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطيّ فيها، وبالتالي قدرتها على امتصاص العناصر الغذائيّة من الطّعام، ممّا يتسبّب في نقص التّغذية.
الغلوتين والحبوب:
الغلوتين هو بروتين موجود في الحبوب، خاصّةً القمح والشّعير، وتدخل هذه الحبوب في العديد من الأطعمة الأساسيّة للنظام الغذائيّ القياسي من الخبز والحبوب إلى المعكرونة والمخبوزات، إلى جانب ذلك غالباً ما يظهر الغلوتين كمادّة مضافة في المنتجات الغذائيّة مثل الصّلصات والحساء والأطعمة المعلّبة، كما يدخل الشّعير في أنواع من المشروبات.
تأثير مرض السيلياك على الجسم:
يؤثّر السيلياك على الأمعاء الدّقيقة، وهي المكان الذّي يتمّ فيه امتصاص معظم العناصر الغذائيّة من الطّعام، بما في ذلك البروتينات مثل الغلوتين.
وعند الإصابة بمرض السيلياك، فإنّ الغلوتين في الأمعاء الدّقيقة يؤدّي إلى استجابة مناعيّة، فيرسل الجهاز المناعيّ الخلايا الالتهابيّة والأجسام المضادّة لتدمير جزيئات الغلوتين، فتدمّر هذه الخلايا الغشاء المخاطيّ المبطّن للأمعاء الدّقيقة، وتبدأ الحالة المرضية الشديدة.
خطورة مرض السيلياك:
إن تلف الأمعاء الدقيقة له مضاعفات خطيرة، حيث إنّ وظيفة الأمعاء الدّقيقة تعتمد على امتصاص العناصر الغذائيّة من الطّعام من خلال الغشاء المخاطيّ، وفي حالة تلف الغشاء المخاطيّ، لن يكون قادرًا على امتصاص العناصر الغذائيّة كما ينبغي، وهذا ما يسمّى بسوء الامتصاص، الذي يمكن أن يؤدّي بدوره إلى سوء التّغذية والعديد من الحالات الأخرى التّي تنجم عن نقص العناصر الغذائيّة المختلفة، التي قد تؤدي عند الأطفال إلى التسبب بتوقّف النّموّ والتّطوّر، وهنا تكمن خطورته الكبيرة.
بين حساسية الغلوتين والسيلياك:
تتشابه الأعراض بين حساسية الغلوتين وحساسية السيلياك، وذلك عند تناول أطعمة تحتوي على الغلوتين، ولكن عند إجراء الفحص تكون النتيجة سلبية، أما مرضى حساسية القمح، فلا يحدث لديهم تغيرات كبيرة في الأمعاء وليس لهم علاج سوى حمية خالية من الغلوتين.
من يصاب بمرض السيلياك؟
ينتشر السيلياك بشكل شائع عند الأشخاص من أصول أوروبّيّة شماليّة في الغالبية العظمى، إذ إن ما يقارب من 97 ٪ من الأشخاص الذّين تمّ تشخيص إصابتهم بمرض السيلياك، لأن لديهم طفرة جينيّة يمكن التّعرّف عليها، كما يعدّ مرض السيلياك أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذّين يعانون من بعض الاضطرابات الصّبغيّة الموروثة مثل متلازمة داون، وأكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذّاتيّة الأخرى، وغالباً ما تشترك هذه الأمراض عبر جينات مشتركة لما لديها أيضاً من قدرة على تحفيز بعضها البعض، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومثل باقي أمراض المناعة الذّاتيّة الأخرى، يعدّ مرض السيلياك أكثر شيوعاً عند الإناث، وتزداد احتمالية الإصابة بالسيلياك عند أصحاب العرق الأبيض، الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة من قبل، وكذلك من لديهم اضطراب في الكروموسومات مثل متلازمة تيرنر أو متلازمة ويليامز أو متلازمة داون، والذين لديهم مرض آخر من أمراض المناعة الذّاتيّة مثل داء السّكّري من النّوع الأوّل والتهاب المفاصل الرّوماتويديّ والتهاب القولون المجهريّ أو مرض أديسون.
أسباب مرض السيلياك:
في الغالب تكون معظم أمراض المناعة الذّاتيّة مثل مرض السيلياك موروثة جزئيّاً على الأقلّ، وهذا يدل على أنّ طفرة جينيّة معيّنة تنتقل عبر سلالات العائلة تكون هي المسّبب للإصابة، مع العلم، ليس كلّ شخص لديه طفرة جينيّة قد يصاب بالمرض، ولا يمتلك كلّ من يصاب به أحد الجينات المعروفة.
كيف تكون الإصابة بمرض السيلياك؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية - بحسب بعض النظريات الطبية الحديثة - أنّ المرض ناتج عن نوع من الإجهاد البدنيّ الكبير الذّي يؤدّي إلى زيادة الإفراط في نظام المناعة، فقد لاحظ مقدّمو الرّعاية الصّحّية أنّ المرض يظهر بعد مشكلة جسدية مثل الجراحة أو المرض أو الحمل أو حدث عاطفيّ شديد، كما هناك نظريّة أخرى تشير إلى دور الكائنات الحيّة الدّقيقة التّي تعيش في الأمعاء تؤدي إلى الإصابة به.
ويمكن أن يظهر مرض السيلياك في أيّ عمر بعد تناول الغلوتين، حيث يرى مقدّمو الرّعاية الصّحّية، أنّه يظهر بشكل شائع خلال فترتين عمريّتين مختلفتين، في مرحلة الطّفولة المبكرة ما بين 8 و12 شهراً، ومنتصف العمر بين سنّ 40 و 60 سنة.
أعراض مرض السيلياك:
تختلف أعراض السيلياك بشكل كبير بين الأشخاص، ممّا يجعل التّعرّف عليه أمراً صعباً، حيث إن بعض النّاس لا يلاحظون أيّ أعراض على الإطلاق، بينما يعاني البعض الآخر من عسر الهضم وأعراض أخرى في الجهاز الهضمي بعد تناول الغلوتين، فالأعراض في الأغلب مختلفة من شخص لآخر، كما قد يعاني البعض من أعراض غامضة لنقص التّغذية في وقت لاحق وذلك عند حدوث ضرر حقيقيّ، وعند هؤلاء الأشخاص قد تكون أعراض فقر الدّمّ هي أوّل ما يظهر.
وتشمل أعراض الجهاز الهضميّ: آلام في المعدة وانتفاخ بها، وكثرة الغازات، والإمساك، وربما الإسهال، وظهور البراز الدهنيّ.
وتتمثل أعراض فقر الدّمّ النّاجم عن نقص الحديد في الضعف والتعب، وشحوب البشرة، وبرودة الأيدي، وهشاشة الأظافر وتقعرها، والصداع المستمر، مع تقرحات بالفم.
وينتج عما سبق كله أعراض لسوء التّغذية مثل: فقدان الوزن، وتأخّر النّموّ وفشل النّموّ عند الأطفال، وهزال العضلات أو ضعف العضلات، وظهور عيوب في مينا الأسنان مثل تنقّر الأسنان أو مظهرها نصف الشّفّاف، مع صعوبة في الحمل، وتغيّرات في الحالة المزاجيّة والتّهيّج الأكثر شيوعاً عند الأطفال والاكتئاب عند البالغين.
التشخيص:
من المهم جداً - حسب تحذيرات الصحة العالمية – عندما يتمّ الشّكّ بالإصابة بمرض السيلياك إذا كان الشّخص يعاني من أعراض بالجهاز الهضميّ بعد تناول الغلوتين، فيجب إجراء اختبارات لمرض السيلياك قبل تجربة نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، حتى تكشف الاختبارات كيف يؤثّر الغلوتين فعليّاً على الجسم؟، حيث إنّه بمجرّد أن يبدأ المريض في تجنّب الغلوتين في وجباته الغذائية، تبدأ الأمعاء في التّعافي.
ويستخدم مقدّمو الرّعاية الصّحّيّة طريقتين لاختبار مرض السيلياك، يفضّل استخدام كلاهما معاً لتأكيد التّشخيص، وتكمن الطّريقة الأولى في فحص الدّم، حيث يقوم مزوّدو الخدمات باختبار عيّنة من الدّم بحثاً عن الأجسام المضادّة للغلوتين التي تضرّ بالأمعاء، كما يتمّ تحليل نسبة الهيموغلوبين والحديد والعناصر الغذائيّة مثل: الفيتامينات والمعادن في الدّم لكشف وجود فقر الدّم بعوز الحديد أو كشف نقص العناصر المغذّية بسبب سوء التّغذية.
الطريقة الثّانية هي الخزعة، ففي حال ظهور الأجسام المضادة في الدم، يلجأ الطبيب لأخذ خزعة للتأكد، حيث يقوم أخصّائيّ الجهاز الهضميّ بإجراء فحص بالمنظار للأمعاء الدّقيقة، ويتمّ أخذ خزعة ودراستها تحت المجهر لكشف وجود تسطّح بالزّغابات المعويّة وهي العلامة المشيرة للإصابة بمرض السيلياك أو سوء الامتصاص.
علاج مرض السيلياك:
الخطوة الأولى في علاج مرض السيلياك هي التّوقّف عن تناول الغلوتين، حيث إنّه لا يمكن تغيير الطّريقة التّي يتفاعل بها الجسم مع الغلوتين، ولكن يمكن منع الغلوتين من إثارة هذا التّفاعل، وعند التّوقّف عن تناول الغلوتين ستبدأ الأمعاء الدّقيقة في الشّفاء، وستكون قادرة على امتصاص العناصر الغذائيّة مرّة أخرى.
ويشمل العلاج الإضافيّ: المكمّلات الغذائيّة لتعويض أيّ نقص خطير، وأدوية معيّنة لعلاج التهاب الجلد مثل الدّابسون، مع المتابعة المستمرّة، بما في ذلك الفحوصات المنتظمة للتأكّد من السّيطرة على المرض.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق