هجرة الاطباء العرب الاسباب والدوافع

جريدة نورت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

مقال مرسل من وهب الحسيني

بواسطة: وهب الحسيني

كما شاهدنا هجرة الاطباء العراقين في سنوات الحصار التي بدأت قبل اكثر من ثلاثين سنة، اي منذ دخول العراق الى الكويت، حتى اصبحت بريطانيا لا تكاد تجد مستشفى في لندن في الخصوص تخلو من وجود اكثر من طبيب عراقي فيها .
والان جاء دور الأطباء المصريون!
مما دفع وسائل الاعلام الانكليزية تسلط الضوء على هجرتهم .
ففي تقرير للبي بي سي يتحدث عن بعض الاطباء المصرين العاملين في بريطانيا فيقول التقرير الذي اعدته مراسلة البي بي سي :
لا يتخيل الطبيب محمد محيسن العودة لممارسة الطب في مصر في وقت قريب، كان محمد من أوائل دفعته، عمل كطبيب مقيم في أحد المستشفيات الجامعية في مصر لسبع سنوات قبل أن يسافر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته العليا في عام 2016، ثم قرر الاستقرار ومواصلة عمله هناك.
يعمل محيسن، حالياً كاستشاري لأمراض القلب في مستشفى “سومرست” التابعة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية، ويقول في حديث مع بي بي سي إن السفر لم يكن هدفه من البداية، لكنه وجد ظروف العمل في مصر صعبة وطاردة.
ويضيف أن “ظروف عمل الأطباء سيئة للغاية، إضافة إلى ذلك نتعرض لاعتداءات متكررة، إذا مر علينا أسبوع دون التعرض لاعتداء كنا نحمد الله، إضافة إلى تعرضنا للضرب، كثيراً ما تعرضنا للشتم والإهانة من أهالي المرضى”.
محمد واحد من آلاف الأطباء المصريين الذين هجروا الطب في مصر في السنوات الأخيرة، حيث يشتكي الأطباء من رواتب متدنية للغاية وبيئة عمل قاسية، واعتداءات متكررة على الطواقم الطبية ونقص في فرص التدريب والتعلم.
وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 60 في المئة من الأطباء المصريين باتوا يعملون بالخارج، بحسب وزارة الصحة المصرية، كما تتزايد أعداد الأطباء الذين يتقدمون باستقالاتهم من وزارة الصحة سنوياً بغرض السفر، إذ يسافر أغلب الأطباء للعمل في دول الخليج، وبريطانيا، وألمانيا، وأمريكا.
وفي بريطانيا، يحتل الأطباء المصريون المركز الثالث في عدد الأطباء الأجانب العاملين بالنظام الوطني الصحي في المملكة المتحدة، حيث يبلغ عددهم نحو 4 آلاف طبيب.

يتذكر محمد اعتداءات متكررة تعرض لها أو شهدها، حيث يقول: “طوارئ أي مستشفى حكومي أو جامعي هي مكان مرعب، في وقت ما كنت أعمل كنائب إداري وهو الشخص الذي يكون مسؤولاً عن المستشفى بعد رحيل مدير المستشفى، أحياناً كنت أخبىء الأطباء خوفاً على حياتهم، وفي إحدى المرات اضطررت للسفر لمدينة بورسعيد (نحو 220 كيلو متراً بعيداً عن القاهرة) لإنقاذ طبيب من أهالي مريض تُوفي أثناء تلقيه العلاج”.
ويفسر محيسن الاعتداءات المتكررة على الأطباء، بغياب نظام يحمي الأطباء والمرضى، ويقول: “الناس في مصر لا تثق في النظام، فالمريض يأتي فاقداً الثقة في المستشفى والطبيب والمنظومة الصحية بأكملها، أيضاً لا أحد يعاقب على جريمة إهانة الأطباء والتعدي عليهم، يتم التعامل مع الاعتداءات على أنها أمر عادي”، كما يطالب محيسن بمسار واضح ومعروف يمكن لأهالي المرضي الشكوى من خلاله في حالة حدوث مشكلة، “حق المريض معرفة طرق المحاسبة، بدلاً من صب الغضب على الأطباء”.
رغم “صعوبة التجربة” يقول محيسن إنه تعلم منها الكثير، “فالضغط والعدد الكبير من المرضى الذي كان يتعامل معهم يومياً رفع من مهارته الطبية بشكل ملحوظ” كما يقول.

محاولات مبكرة للخروج

منذ التحاقها بكلية الطب تخطط الطبيبة نهى (اسم مستعار) للخروج من البلاد فور تخرجها، تعمل نهى الآن كمعيدة في إحدى الجامعات الخاصة، بعدما رفضت العمل كطبيبة في وزارة الصحة واختارت هذا المسار لأنه يوفر لها دخلاً أعلى يمكنها من خلاله الادخار لإجراء امتحانات المعادلات اللازمة للسفر.
تقول نهى في حديث مع بي بي سي إن “ممارسة الطب في مصر صعبة، وأنا لا أريد أن أقضي حياتي كلها أعمل اليوم بأكمله فقط لأتمكن من توفير الحد الأدنى للحياة”.
وتتذكر نهى أنها فور تخرجها عملت كمساعدة في عدد من عيادات التجميل، تقول: “كنت أعمل لنحو 16 ساعة يومياً لأحصل على ما يوازي 20 دولاراً في اليوم الواحد، وفي طريق عودتي للمنزل كنت استخدم المواصلات العامة، مهما كان الوقت متأخراً، حتى أتمكن من ادخار المبلغ”.
وتبلغ رسوم امتحانات المعادلة التي تسعى نهى للتقدم لها للسفر إلى الولايات المتحدة نحو 1000 دولار، إضافة إلى تكاليف الدورات التدريبية والاختبارات التقييمية التي تحتاجها إلى السفر للعمل هناك.
تقول نهى إن غالبية زملائها من الأطباء إما يستعدون للسفر أو يفكرون في السفر، “حتى في الجامعة أشجع طلابي على إجراء اختبارات المعادلات اللازمة للسفر في وقت مبكر، وأخبرهم أن هناك طريقاً للخروج إذا كانت الظروف في مصر صعبة”.
النقابة العامة للأطباء في مصر ترصد تزايداً في أعداد استقالات الأطباء سنوياً
تشجيع حكومي
وبينما تتعالى التحذيرات من الارتفاع المستمر في أعداد الأطباء المصريين المهاجرين سنوياً، وتأثيره على النظام الصحي بالبلاد، تشجّع الحكومة المصرية هذا الاتجاه، وتقول إنها تعمل على رفع رواتب الأطباء وزيادة أعداد الخريجين من كليات الطب لسد العجز في أعداد الأطباء بالداخل.
ويبلغ معدل الأطباء في مصر نحو 9 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، وهو أقل من نصف المعدل العالمي المحدد ب 23 طبيباً، بحسب النقابة العامة لأطباء مصر.
عدد الأطباء الخرجين سنويا
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي إن الحكومة المصرية تعمل على زيادة عدد خريجي كليات الطب من نحو 10 آلاف طالب سنوياً في الوقت الحالي إلى 29 ألف خريج سنويا بعد 6 سنوات.
وأضاف مدبولي: “إذا هاجر منهم 7 أو 8 آلاف طبيب سنوياً، فهذا شيء جيد، أن يخرج جزء من شباب مصر وقوتها الناعمة للعمل بالخارج، ويحقق عائداً مالياً واقتصادياً، هذا يعود بالنفع على الدولة، نحن نرى ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج”.
وأوضح مدبولي أن “هذا جزء من سياسة الدولة، أن نشجع شبابنا على السفر وإيجاد فرص عمل جيدة في كل مكان”.

شارك الخبر:

أخبار ذات صلة

0 تعليق