بصرف النظر عن كل التفاصيل التنظيمية التي رافقت تقديم الفنانة "دنيا بوطازوت" لعرضها الكوميدي الساخر المعروف باسم "الشعيبية" بمدينة لييج البلجيكية، ليلة الإثنين الماضي، والتي شهدت انقطاعًا للكهرباء، واضطرار بعض الحاضرين إلى مغادرة القاعة، فضلًا عن استعانة المنظمين بالمارة لملء الكراسي الفارغة نتيجة تأخر موعد العرض، فقد أثار هذا العرض جدلًا واسعًا بين أفراد الجالية المغربية في بلجيكا.

عبّر عدد من مغاربة بلجيكا عن استيائهم الشديد من محتوى العرض، الذي وصفوه بأنه صادم، نظرًا لتضمنه عبارات ومشاهد تفتقر إلى الرقي، مستوحاة من عوالم الحانات والعلب الليلية، وهو ما اعتبروه بعيدًا عن الثقافة المغربية الأصيلة.

في هذا السياق، أثار عرض "الشعيبية" نقاشًا حادًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين أفراد الجالية المغربية، حيث شدّد العديد منهم على أن الجالية تستحق عروضًا مسرحية تليق بمستوى ذوقهم الثقافي، وتعرّف الأجيال الصاعدة بموروثهم الثقافي الغني، وقيمهم الأصيلة التي تربّوا عليها.

من جهة أخرى، استنكر العديد من الحاضرين استخدام "الشعيبية" لإكسسوارات مثل "الخمر" و"الشيشة" في مشاهد العرض، معتبرين أن ذلك يحمل رسائل خطيرة للجيل الناشئ في أوروبا، ولا يتماشى مع الجهود التي يبذلها الآباء لترسيخ قيم الهوية المغربية في مجتمع غربي يواجه فيه الأبناء تحديات عديدة.

في المقابل، طالب بعض أفراد الجالية وزارة الثقافة بالتدخل للحد من مثل هذه الانزلاقات الفنية، مشددين على ضرورة إخضاع نصوص العروض الفنية التي تُقدَّم في الخارج لرقابة دقيقة، بهدف تقديم أعمال فنية هادفة تساهم في ربط الأجيال بوطنهم الأم، وتعكس قيم "تمغربيت" التي يحرص الآباء على غرسها في أبنائهم.