الحكومي والمرصد يعتبران فيديو الاحتلال المفبرك للتنصل من قتل طالبي مساعدات فضيحة

المشرق نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان  مساء الأحد، الفيديو المفبرك الذي نشره الجيش الإسرائيلي لتبرئة نفسه من قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين من طالبي المساعدات الإنسانية، فضيحة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب الأحد، مجزرة مروعة، بعد استهداف آلاف المواطنين المجوعين المحتشدين قرب موقع المساعدات الأمريكية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 31 مواطنًا وإصابة 200 آخرين.

وقال المكتب، في بيان: "الاحتلال الإسرائيلي ينشر فيديو تضليليا مفبركا للتغطية على جريمته البشعة".

وأدان إقدام الجيش على "محاولة فجّة ومكشوفة لتبرئة نفسه من جريمة قتل 31 مدنيا وإصابة 200 آخرين من المُجوَّعين أمام مركز توزيع ما يُسمى بـ(المساعدات الإنسانية الإسرائيلية الأمريكية) برفح" جنوبي القطاع.

وجاء بيان المكتب الإعلامي بغزة ردا على بيان لمتحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" الأحد، أرفقه بفيديو، ووادعى أدرعي أن "توثيق التقطته مسيرة درون اليوم يكشف مسلحين وملثمين وهم يلقون الحجارة ويطلقون النار نحو سكان قطاع غزة الذين يحاولون جمع المساعدات الإنسانية التي تم سرقتها في جنوب خان يونس".

وواصل ادعائه: "حماس (...) تقوم بتجويع سكان قطاع غزة، وتعمل كل ما بوسعها لمنع نجاح توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة".

وأضاف المكتب: "نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطعا مصورا التُقِط بطائرة استطلاع، زاعما أن (مسلحين) أطلقوا النار على الجموع التي كانت تبحث عما يسد رمقها من المساعدات الإنسانية".

وتابع: "أولا، إن توقيت نشر المقطع بعد أكثر من 15 ساعة من وقوع المجزرة، ومعالجته بوضوح لتوجيه التفسير نحو تبرئة الاحتلال، يؤكد أنه جزء من حملة إعلامية مدروسة".

وأوضح المكتب الحكومي، أن هذه الحملة "لا علاقة لها بالحقيقة، بل تسعى لتشويه الواقع وقلب الحقائق، وإن كانت طائرة الاستطلاع قامت بتصوير الحدث، فلماذا لم ينشر وقتها؟"

"ثانيا، ما يدّعيه الاحتلال حول إطلاق نار من (مسلحين) محليين هو كذب صريح يتناقض مع ما كشفته الوقائع الميدانية وشهادات الناجين من المجزرة"، وفق البيان.

وأردف المكتب أن هذه الوقائع هي: "عشرات الجثث الملقاة على الأرض، إصابات مباشرة في الرأس والصدر والبطن، وسقوط مدنيين نساءً ورجالا وأطفالا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال محاولتهم الوصول إلى المساعدات".

وأكد أنه "لم يُشاهد أي اشتباك مسلح، كون أن جيش الاحتلال يسيطر على المنطقة بالكامل، بل كان المشهد واضحا: طيران إسرائيلي يحلق في الأجواء، ورصاص مباشر نحو الجياع".

واضاف المكتب الحكومي: "ثالثا، الفيديو – على الرغم من محاولاته إقحام رواية ملفّقة- هو فيديو من شرق خان يونس وليس غرب رفح (مكان مراكز ما يسمى بالمساعدات، وهذا فضح الاحتلال أكثر مما خدمه".

وتابع: "حيث تبيّن بوضوح أن ما جرى كان فوضى ناجمة عن افتعال عصابات معروفة بعلاقتها الأمنية مع الاحتلال، وهو من يقوم بدعمها ورعايتها وتوفير لها الحماية، وهذه العصابات "أقدمت على نهب المساعدات أمام أعين الطيران الإسرائيلي، ثم أطلقت النار في الهواء لبث الرعب والتخويف، بينما لم تُظهر اللقطات أي تبادل نار".

وشدد المكتب الإعلامي الحكومي، على أن ما حدث "كان محاولة تبرير لاحق لإطلاق النار الحقيقي، الذي نفذته قوات الاحتلال في مواقع أخرى وأوقع عشرات الشهداء".

وأكمل: "رابعا، الأهم من كل ذلك: الفيديو نفسه الذي نشره جيش الاحتلال لإثبات روايته يحتوي على عنصر فاضح يُسقط تلك الرواية من جذورها؛ إذ يُظهر توزيع أكياس طحين".

وأضاف المكتب: "رغم أن مراكز ما يُسمى بـ(المساعدات الإنسانية الإسرائيلية-الأمريكية) لا تقوم بتوزيع الطحين أصلا، بل مساعدات سرقتها من مؤسسات دولية، مثل مؤسسة رحمة، ووزعتها على الناس قبل أن تقتلهم، خامسا، مزاعم الاحتلال بأن حماس، هي من تمنع وصول المساعدات وتفتعل الفوضى، تُكذّبها الوقائع اليومية".

وبيَّن المكتب الإعلامي أن هذه الوقائع "تؤكد أن إسرائيل هي التي تعرقل تدفق المساعدات، وتغلق المعابر، وتستهدف الشاحنات، وتسهّل سرقتها من عصاباتها الإجرامية".

وتابع: كما أن إسرائيل "تمنع حتى عمليات التنسيق لتأمين الغذاء للمدنيين لمدة زادت عن 90 يوما متواصلا، في سياسة ممنهجة تهدف لتجويع السكان كأداة من أدوات الإبادة الجماعية".

و"سادسا، قوات الاحتلال دأبت طوال العدوان على استخدام الفيديوهات المفبركة والمقاطع الممنتجة (المُركّبة) سلفا لتبرير جرائمها، وهي سياسة إعلامية أمنية باتت مكشوفة"، وفق البيان.

وأكد المكتب الإعلامي أن هذه السياسية "فقدت مصداقيتها أمام المنظمات الدولية، وآخرها فضيحة محاولة تبرير قصف مدارس الأونروا بادعاء وجود (مسلحين)، رغم أن كل الضحايا كانوا أطفالا ونساءً ومسنين ومدنيين".

وشدد على أن "جنود الاحتلال الإسرائيلي هم مَن أطلقوا النار على جموع الجوعى الباحثين عن الطعام. والمجازر المروعة في رفح شاهدة على جريمة قتل جماعي موثقة، لا يمكن تبريرها بفيديو مُظلم، مُفبرك، فارغ المحتوى، بل وفاضح في تضليله".

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات إنسانية، عبر ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا.

ويتم توزيع المساعدات في ما تسمى "مناطق عازلة" جنوبي غزة، وسط مؤشرات على فشل المخطط، إذ توقف التوزيع مرارا بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، وإطلاق القوات الإسرائيلية النار على الحشود، ما خلف قتلى وجرحى.

ومنذ الثلاثاء الماضي، بلغ إجمالي الضحايا في مواقع توزيع المساعدات 49 شهيدا و305 جرحى، حيث حولتها إسرائيل إلى "مصائد للقتل الجماعي"، وفق بيانات للمكتب الإعلامي الحكومي ووزارة صحة بغزة حتى ظهر الأحد.

في السياق أكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، يوم الأحد، أن الفيديو الذي نشره المتحدث باسم جيش الاحتلال لينفي مسؤولية “إسرائيل” عن مذبحة المدنيين المُجّوعين قرب نقطة توزيع المساعدات الأمريكية في رفح جنوبي قطاع غزة ارتد عليه وتحول إلى فضيحة.

وقال عبده في بيان صحفي: إن الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال كان لعملية سرقة 7 شاحنات دقيق نفذتها عصابة مدعومة من “إسرائيل” في خانيونس وليس رفح.

وأضاف “مدنيون حاولوا استعادة بعض المساعدات المسروقة فأطلقت العصابة- التي تعمل تحت مراقبة طائرة إسرائيلية مسيرة- النار”.

وأشار عبده إلى أن أي شخص حاول أخذ كيس دقيق دون دفع 100 شيقل (30 دولارًا) أطلقت العصابة المدعومة من جيش الاحتلال النار صوبه أو ضربته.

وأوضح أن كل ذلك جرى تحت مراقبة الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي لم تفعل شيئًا.

وتابع عبده أن اللقطات الجوية التي بثها جيش الاحتلال نُشرت في محاولة للتنصل من المسؤولية عن “مجزرة ويتكوف” لكنها كشفت في النهاية عن جريمة أخرى وهي حماية عصابات النهب ورعايتها.

انتهى

غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز

أخبار ذات صلة

0 تعليق