علي فضل الله: إطلاق الشعارات المذهبية يخدم العدو والبعض يريد لنا الاستسلام وليس السلام

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أكّد العلّامة السيّد ​علي فضل الله​، أنّ "السّلام هو المبدأ والأصل في الإسلام والقاعدة الأساسيّة فيه، والحرب هي الاستثناء"، مشيرًا إلى أنّ "هناك حالات معيّنة تستوجب أو تفرض القتال، ولكن ذلك لا بدّ أي يحصل ضمن ضوابط أخلاقيّة صارمة وشروط حدّدها الإسلام وأمر التقيّد بها".

وأوضح، خلال لقاء حواري عقده في المركز الإسلامي الثّقافي في حارة حريك، أنّ "الإسلام حَرص على التّوازن بين مبادئ السّلم وضرورات الحرب الّتي قد يلجأ إليها المسلم دفاعًا عن دينه أو نصرةً لمظلوم أو منعًا لفتنة قد تحصل، وأن يكون القتال في سبيل الله ونصرةً لدينه، بعيدًا عن البُعد العصبي والعشائري؛ أو من أجل السّيطرة ونهب ثروات الآخرين".

وعن التّطبيع والسّلام الّذي يُعمل له في المنطقة، شدّد فضل الله على أنّ "لا أحد يجرؤ على طرح موضوع التّطبيع مع الكيان الصّهيوني في ​لبنان​ وهو ما زال يحتل الأرض ويقوم بالاعتداءات اليوميّة ضدّ البشر والحجر. نحن لا ننكر أنّ لبنان يواجه تحدّيات ويتعرّض لضغوط كثيرة على مختلف المستويات، لدفعه في هذا الاتجاه الاستسلامي"، متسائلًا: "هل هذا العدو يريد حقًّا السّلام؟ وهل تخلّى عن مشروعه الهادف الى الإطباق على المنطقة والسّيطرة على مقدّراتها؟".

وبيّن أنّ "البعض يريد لنا الاستسلام وليس السّلام، وأن ينزع كل مواقع القوّة لدينا"، مشدّدًا على "ضرورة ألّا نستضعف أنفسنا أو نقلل من قدراتنا وإمكاناتنا، ولكن للأسف هناك في هذا البلد من يعمل على إسقاط كل مواقع قوّتنا لحساب هذا العدو، أو لأحقاد داخليّة ومصالح ذاتيّة".

كما لفت إلى "أنّنا نعيش أيّام التّحرير الّتي أثبتت أنّنا نملك الكثير من الطّاقات التي عندما اجتمعت وتوحّدت جهود النّاس والمقاومة والجيش، أنتجت تحريرًا. لذلك علينا أن تبقى هذه الصّورة النّاصعة ماثلةً أمام أعيننا، وألّا يدخل اليأس أو الإحباط في نفوسنا، وألّا نستسلم للظّروف الصّعبة الّتي نعيشها، وأن نفكّر بحكمة ووعي حتّى نقدر على تجاوزها".

وركّز فضل الله على "أنّنا نعيش في واقع تطغى فيه العصبيّات على كل الصّعد، والّذي يؤدّي إلى كل ما نشهده من انقسامات وصراعات باتت تهدّد كل واقعنا، ما يدعونا إلى أن نخرج من العصبيّات إلى الالتزام بالحق والعدل والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة، ونحدّد موقفنا من كل الآخرين سواء كانوا قريبين أو بعيدين على أساس ذلك، بأن ننفتح على من نختلف معهم مهما تكن طبيعة الاختلاف"، مضيفًا: "وإذا كان من عصبيّة، فلا ينبغي أن تكون للأشخاص والجهات بل للمبادئ الّتي يلتزمون بها، ما دام هؤلاء قد يصيبون ويخطؤون حتّى لا نقدّس أخطاءهم بل أن نتعصّب للقيم".

وأعرب عن استنكاره وشجبه "كل الشّعارات المذهبيّة الّتي تطلَق هنا وهناك، أو الّتي تسيء لهذا الرّمز أو هذه الشّخصيّة"، محذّرًا من أنّ "هناك من يسعى لاستدراج هذا الوطن إلى فتنة بين مكوّناته، وإلى نشر الفوضى لتحقيق أهداف وغايات تصبّ في مصلحة أعداء هذا الوطن".

وأكّد أنّ "إطلاق هذه الشّعارات لا يخدم سوى العدو الصّهيوني"، محذّرًا من "استخدام هذا المنطق وهذه الكلمات المستفزّة الّتي ستجر إلى ردود فعل من هنا وهناك". وأشار إلى أنّ "دورنا أن نكون الإطفائيّين، وأن نقف في وجه كل من يريد أن يلعب بهذا الوطن ويسعى لإثارة الفتنة، ويدخله في أتون الفتن والمشاكل والصّراعات، وأن يكون دائمًا منطقنا منطق الحجّة والدّليل".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق