"درونات" الأمن الوطني.. استشراف ميداني وتحكم تكنولوجي في التهديدات الأمنية المعقدة

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يشكل رواق المسيرات الطائرة (الدرونات)، الذي يعد من أبرز مستجدات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، فضاء بارزا يعكس التحول المتسارع نحو رقمنة العمل الأمني.

ويسلط هذا الرواق الضوء على الأدوار المتنامية لهذه التكنولوجيات المتقدمة في تعزيز نجاعة التدخلات الميدانية وتطوير منظومات المراقبة والاستجابة السريعة لمختلف التهديدات الأمنية.

ويتيح هذا الفضاء لزوار هذا الحدث فرصة التعرف على هذه المسيرات الذكية، وكذا الوقوف على كيفية إدماجها في العمل الأمني اليومي، باعتبارها من الوسائل الحديثة التي باتت تحتل مكانة متقدمة ضمن منظومة التجهيزات والتقنيات الموضوعة رهن إشارة المصالح المختصة، لمواكبة التحديات المرتبطة بحفظ النظام العام.

وفي هذا السياق، أكد عميد الشرطة الإقليمي، محمد المرابط، رئيس قسم مركزي بمديرية الأمن العمومي التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، أن هذه الأخيرة حرصت، في إطار مقاربة متجددة لتحديث الوسائل اللوجستية والدعم العملياتي، على إحداث فرق مركزية متخصصة في تشغيل المسيرات الطائرة، بهدف مواكبة مختلف التظاهرات الوطنية والدولية المنظمة على امتداد التراب الوطني.

وأوضح المسؤول ذاته أن هذه الفرق تضم عناصر أمنية مؤهلة للاضطلاع بالمهام المنوطة بها، مبرزا أن هذه "العيون الذكية المحلقة" تسهم في تعزيز التنسيق الميداني، وتوفير دعم استراتيجي للعمليات الأمنية، بفضل تكنولوجيا متطورة توظف في احترام تام للإطار القانوني، وخاصة القانون رقم 08-09 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي.

وفي ما يتعلق بالمجالات التي يشملها استعمال هذه الوسائل الجوية، أشار المرابط إلى أنها تستخدم في تأطير التظاهرات الكبرى، ولاسيما الرياضية منها، من خلال رصد ومراقبة السلوكات التي قد تخل بالنظام العام، والتعامل معها بصورة استباقية وفعالة.

كما توظف هذه المسيرات الطائرة في عمليات محاربة الهجرة غير النظامية، لاسيما في المناطق صعبة الولوج، حيث تمكن المصالح الأمنية من تغطية واسعة واستشراف أفضل لطبيعة التدخلات، بما يضمن دقة وسرعة الاستجابة.

وفي مجال السير والجولان، أضحت المسيرات الطائرة أداة فعالة لضبط بعض السلوكيات المخالفة، من قبيل تتبع السائقين الفارين الذين لا يمتثلون لأوامر رجال الأمن، ما يتيح تحديد مواقعهم وتوجيه الوحدات الميدانية للتدخل وفقا للمساطر القانونية المعمول بها.

كما يتم اللجوء إلى هذه "الكائنات الاصطناعية الطائرة" في تنظيم الدوريات وتعزيز التغطية الأمنية داخل الفضاءات الحضرية؛ حيث تستخدم كبديل مرن للدوريات التقليدية في مراقبة السيولة المرورية ورصد الوضعيات المشبوهة، مما يتيح تعبئة الموارد البشرية بشكل أكثر نجاعة.

ويعكس هذا التوجه نحو إدماج التكنولوجيا في العمل الأمني حرص المديرية العامة للأمن الوطني على مواكبة التحولات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تدخلا أكثر دقة واستباقية، ويعزز من قدرة الأجهزة الأمنية على التفاعل الفوري والناجع مع مختلف الوضعيات الميدانية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق