حظي باستقبال الأبطال.. احتفالات تلاميذ بإطلاق سراح زميلهم الذي اعتدى على أستاذه تثير جدلا واسعا (فيديو)

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في مشهد أثار موجة من الجدل وردود الأفعال المتباينة، استقبل تلاميذ ثانوية سيدي المختار التأهيلية بإقليم شيشاوة زميلهم القاصر الذي كان موضوع متابعة قضائية، استقبال الأبطال، وذلك مباشرة بعد مغادرته لمركز الاحتجاز عقب تنازل الأستاذ المعتدى عليه عن شكايته، حيث انتشر المقطع المصور الذي وثق لحظة دخوله المؤسسة محمولا على الأكتاف وسط تصفيقات وهتافات زملائه، كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، محدثا ضجة في صفوف الأسرة التعليمية والرأي العام الوطني.

وتحولت القضية، التي بدأت بشكاية رسمية تقدم بها أستاذ يدرس بالثانوية ضد التلميذ يتهمه فيها بتعنيفه داخل الفصل، وأرفقها بشهادة طبية تثبت عجزا مؤقتا حدد في عشرين يوما، بسرعة إلى قضية رأي عام بعد توقيف التلميذ من داخل المؤسسة على يد عناصر الدرك الملكي، وتقديمه أمام النيابة العامة، حيث خلف توقيف التلميذ استياء كبيرا لدى زملائه، الذين خرجوا في مسيرة احتجاجية غير مسبوقة صوب مركز الدرك، مطالبين بإطلاق سراحه، ومعتبرين طريقة توقيفه «مهينة»، على حد تعبيرهم.

غير أن المشهد الذي أعقب الإفراج عنه كان أكثر إثارة للانتباه، حيث بدت المؤسسة التعليمية وكأنها تحتفل بعودة بطل رياضي من معركة مشرفة، لا بتلميذ كان موضوع متابعة قضائية بسبب اعتداء جسدي على أستاذ، في واقعة أثارت موجة استنكار واسعة، وفتحت الباب أمام نقاش عميق حول التحولات القيمية التي تعرفها المدرسة المغربية، ومدى تأثير غياب الصرامة والانضباط في تكريس ثقافة اللاعقاب داخل المؤسسات التعليمية.

ووصف عدد من الفاعلين التربويين المشهد بـ"العبثي"، مشيرين إلى أن ما وقع هو تكريس لصورة الأستاذ الضعيف، وإعلاء لقيم التمرد والتجاسر بدل الاحترام والانضباط، كما ذهب آخرون إلى حد القول إن هذا النوع من الحوادث يفتح الباب أمام خطر انفلات أمني داخل المدارس، في ظل غياب سياسة واضحة لحماية الأطر التربوية، وتحقيق التوازن بين صرامة القانون ومقاربة الإدماج التربوي.

من جهتها، لم تصدر أي جهة رسمية، إلى حدود الساعة، موقفا واضحا مما جرى، في وقت تتواصل فيه ردود الفعل على شبكات التواصل بين من يعتبر أن التلميذ ضحية منظومة أسرية وتربوية فاشلة، ومن يرى أن مشهد "الاستقبال البطولي" هو طعنة في كرامة هيئة التعليم بأكملها.

وبين هذا وذاك، تبقى المدرسة المغربية في قلب معركة صامتة، تدور رحاها بين قيم تنهك، وهيبة تستنزف، وسط غياب رؤية حقيقية تعيد الاعتبار للمؤسسة التعليمية كفضاء للعلم والانضباط، لا ساحة لتصفية الحسابات أو لاستعراض مظاهر التحدي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق