غواصات ودبابات وأنظمة دفاع جوي.. اهتمام مغربي بالصناعات العسكرية الكورية

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

قالت تقارير إعلامية إن المغرب بصدد فتح فصل جديد في علاقاته الإستراتيجية مع كوريا الجنوبية، وهذه المرة من بوابة الصناعات العسكرية المتطورة، حيث وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الاقتصادية بين الرباط وسيول دينامية متسارعة، لم يعد التعاون بين البلدين مقتصرا على القطارات والتكنولوجيا، بل امتد ليشمل مجالا لطالما اتسم بالحساسية والتعقيد، وهو قطاع الدفاع.

وحملت زيارة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إلى كوريا الجنوبية إشارات قوية عن توجه مغربي جديد يروم تنويع مصادر التسلح والاستفادة من الخبرة الكورية التي باتت تحجز لنفسها مكانا وازنا في السوق العالمية للأسلحة، حيث لم يكتف الوزير المغربي بعقد لقاءات روتينية مع نظرائه الكوريين، بل قام بزيارات ميدانية واطلع عن قرب على نماذج من أحدث الأنظمة القتالية، وفي مقدمتها دبابة "K2 بلاك بانثر"، والغواصة "KSS-III"، ونظام الدفاع الجوي "تشونغونغ" المعروف بفعاليته في التصدي للطائرات والصواريخ.

وتزامن هذا الاهتمام المغربي بالصناعات العسكرية الكورية، مع تحولات جيوسياسية عالمية، وارتفاع منسوب التوتر في عدد من المناطق، وهو ما دفع عددا من الدول، من بينها المملكة، إلى مراجعة عقيدتها الدفاعية واستراتيجيات تسليحها، حيث أن كوريا الجنوبية وإن كانت قد رسخت مكانتها كفاعل رئيسي في صناعات الذكاء الصناعي والتكنولوجيا الدقيقة، فإنها اليوم تقدم نفسها أيضا كبديل موثوق ومبتكر في مجال التسليح، وهو ما لم تغفله الرباط التي تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية عبر شراكات متقدمة تراعي الجودة والتكلفة والبعد الاستراتيجي.

وكشفت مصادر كورية أن الاهتمام المغربي ليس مجرد زيارة استكشافية، بل هناك توجه جدي نحو فتح قنوات تفاوض بشأن اقتناء معدات عسكرية، خصوصا بعد النجاح الذي حققته صفقة القطارات بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة "هيونداي روتيم"، وذلك باعتبار أن الدبابة K2، على سبيل المثال، تعد من بين أفضل الدبابات القتالية في العالم، وقد أثارت اهتمام دول كبرى في أوروبا والشرق الأوسط، كما أن الغواصة KSS-III تمثل نموذجا متطورا في فئتها، بقدرات تقنية تجعل منها خيارا مغريا لأي بحرية تبحث عن التحديث والتفوق.

ومن اللافت أن المغرب لم يربط تعاونه العسكري بكوريا الجنوبية فقط بصفقات شراء، بل عبر عن رغبة واضحة في إقامة شراكات صناعية واقتصادية متكاملة، تشمل نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتوسيع دائرة الاستثمار بين الطرفين، وهو ما تجلى في لقاءات الوزير مزور مع مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الكورية، وأيضا مع كبار الفاعلين في القطاع الخاص الصناعي والعسكري، حسب ما أكدته تقارير متطابقة.

وتعكس تحركات المغرب في هذا الاتجاه نضجا دبلوماسيا وتخطيطا استراتيجيا يروم تأمين مصالح البلاد في عالم متغير، وتؤكد أن المملكة لم تعد تكتفي بدور المتلقي، بل تسعى إلى أن تكون طرفا فاعلا ومبادرا في بناء منظومتها الدفاعية وفق رؤية متكاملة تستشرف المستقبل وتستند إلى تنويع الشركاء واعتماد مقاربة واقعية تقوم على الكفاءة والتكامل.

وأكد خبراء أن الخطوة المغربية تجاه كوريا الجنوبية قد تكون إحدى البدايات الفعلية لتأسيس محور تعاون دفاعي بين الرباط وسيول، ولا يستبعد أن يمتد لاحقا إلى مجالات أكثر عمقا، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والرهانات الأمنية التي تفرض على الدول أن تحسن تموقعها وتستبق التحولات بقرارات جريئة وواقعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق