تشهد وزارة الأوقاف اهتماما كبيرا بمواسم الطاعات وأيام الفضائل لتوعية المسلمين بأهميتها وفضلها، ولهذا أعلنت الوزارة موضوع خطبة الجمعة المقبل الموافق 30 مايو 2025 ميلادي، الذي يركز على “فضائل عشر ذي الحجة”، هذه الأيام تعد من أعظم مواسم الخيرات التي تحمل فضلًا عظيمًا للمسلمين، وضرورة اغتنامها بالأعمال الصالحة والتقرب إلى الله، كما أكدت الوزارة على التذكير بما ورد عن فضلها في النصوص القرآنية والسنة النبوية.

فضائل عشر ذي الحجة

تُعتبر عشر ذي الحجة من أعظم الأيام عند الله، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {والفجر * وليال عشر}، حيث أكدت كتب التفسير على أن المقصود بهذه الليالي هي أيام عشر ذي الحجة، هذه الأيام التي تحمل في طياتها فضلًا عظيمًا يتيح للمسلم فرصة الاستزادة من الطاعات ومحو الذنوب، وقد أشار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى فضل الأعمال الصالحة في هذه الأيام حيث قال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، وعليه يجدر بالمؤمن أن يبذل جهده في الإكثار من الطاعات في هذه المواسم.

أعمال مستحبة في عشر ذي الحجة

• الصلاة: الحرص على الصلاة في أول وقتها والإكثار من النوافل تُعد من أفضل العبادات، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عليك بكثرة السجود لله”؛ فكل سجدة ترفع درجة وتحط خطيئة.
• الصيام: يُحبذ صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، وخاصة يوم عرفة، لما له من فضل عظيم يُكفّر السنة الماضية والسنة الآتية كما ورد في السنة.
• الذكر والتهليل: التكبير والتهليل والتحميد في هذه الأيام يُعد من الشعائر الإسلامية المميزة، حيث يسن الجهر بها للرجال في الأماكن العامة.
• الصدقة: التصدق على الفقراء والمحتاجين من أبرز الأعمال المستحبة التي تُقرب المسلم من رضا الله.
• أداء العمرة أو الحج: لمن استطاع الوصول إلى البيت الحرام، فإن أداء هذه المناسك يُعد من أفضل القربات والمغفرة العظيمة المصاحبة لها.

يوم عرفة وأهميته في عشر ذي الحجة

يُعد يوم عرفة أفضل أيام عشر ذي الحجة لما يحمله من مغفرة الذنوب والعتق من النيران، ولعل أبرز ما يميزه صيامه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”، وهو أيضا يوم تفيض فيه الرحمة على الحجاج الواقفين بعرفات، وتتجلى رحمات الله التي تُعم المسلمين أجمع، لتكتمل فضله في دعوات مستجابة ومغفرة تشمل الجميع.

فضل الأضحية في عشر ذي الحجة

شُرعت الأضحية في العشر من ذي الحجة على المسلمين كقربة إلى الله، إحيائًا لسنة إبراهيم عليه السلام، وقد نص النبي -صلّى الله عليه وسلم- على فضل هذه العبادة؛ حيث قال: “ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إراقة دم”، وتُظهر الأضحية أوجه التكافل بين المسلمين من خلال تقديم لحومها للفقراء وإشاعة السعادة في قلوب المحتاجين، كما يجب على من أراد أن يضحي الامتناع عن قص شعره وأظافره مع بداية هذه الأيام المباركة.

استعداد المسلم لعشر ذي الحجة

تحمل عشر ذي الحجة فرصة عظيمة للعودة إلى الله، لذا يجب على المسلم استقبال هذه الأيام بمظاهر التوبة الصادقة والابتعاد عن المعاصي والذنوب، والحرص على استغلال كل لحظة في طاعة الله، سواء بالصلاة أو الصيام أو قراءة القرآن أو ذكر الله بالتهليل والتكبير، إنها أيام قليلة تحمل الأجر العظيم؛ فليجعلها المؤمن فرصة لتجديد إيمانه والتقرب إلى خالقه بأعمال مرضية تضمن له مرضاة الله في الدنيا والآخرة.