الابتكار وريادة الأعمال هما المحوران الأساسيان لتحقيق التنمية الاقتصادية وتجاوز فخ الدخل المتوسط، حيث شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في نقاشات هامة خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية بالجزائر، مؤكدة على ضرورة امتلاك الدول لرؤية تنموية متكاملة لجذب الاستثمارات الخاصة وتعزيز ريادة الأعمال. الجلسة التي تناولت تسريع أهداف التنمية للدول ذات الدخل المتوسط شهدت حضور قوي من قادة الاقتصاد والشركاء الدوليين.

الابتكار وريادة الأعمال وأهميتهما في التنمية الاقتصادية

تحدثت الدكتورة رانيا المشاط حول أهمية الابتكار وريادة الأعمال كدعامة أساسية لتحقيق التقدم الاقتصادي، موضحة أن الحكومة المصرية أسست المجموعة الوزارية لريادة الأعمال لدعم القطاع الخاص والشركات الناشئة من أجل تعزيز التنافسية؛ إذ تسهم هذه الخطوات في خلق بيئة مواتية تتيح فرص العمل وتعزز الشراكات الاقتصادية، مما يدعم الهدف العام لتطوير الاقتصاد المصري بشكل أسرع وأكثر استدامة

كما أن التركيز على الابتكار لا يقتصر على البنية التحتية أو التقنيات الحديثة فقط، بل يشمل تعزيز القدرات المحلية عبر منظومة شاملة تجمع بين القطاعين الخاص والحكومي، إضافة إلى تقديم حوافز للتطوير في الصناعات المختلفة، ومن هنا يصبح الابتكار مفتاحًا رئيسيًا للسير نحو اقتصاد مرن ومتنوع.

تحديات المناخ كمحفزات للابتكار

أكدت وزيرة التخطيط أن تحديات المناخ تمثل فرصة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة عبر الابتكار، خاصة من خلال منصات وبرامج متطورة مثل برنامج “نُوَفِّي”، الذي يربط بين تمويل المناخ ومشروعات التنمية؛ حيث أدى إلى استثمار 4 مليارات دولار في الطاقة المتجددة في غضون عامين فقط، مما يعكس تركيز مصر على تعزيز الاقتصاد الأخضر

وأوضحت المشاط أن نجاح التحول المناخي يتطلب رؤية وطنية محددة، مع سياسات منسقة لضمان استقطاب الاستثمارات الأجنبية ومشاركة القطاع الخاص، كما أن التركيز الدولي على دعم جهود المناخ جعل من الشراكات بين المؤسسات التنموية العالمية والقطاع المحلي أداة مهمة لتعبئة الموارد وتنفيذ مشروعات طموحة.

أهمية الاستثمار في توفير المياه والتكنولوجيات الحديثة

أحد الجوانب التي تناولتها الدكتورة المشاط هو ندرة المياه كأحد التحديات الكبرى، مشيرة إلى أهمية الاستثمارات المستدامة وتحلية المياه كوسيلة لتلبية احتياجات السكان وتعزيز الأمن المائي، إلى جانب تطوير تقنيات حديثة لتقليل التكاليف التشغيلية وتسهيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص عبر نماذج مبتكرة

وأبرزت الوزيرة الجهود التكنولوجية في تحلية المياه باعتبارها عنصرًا استراتيجيًا، مع التأكيد على ضرورة توطين التكنولوجيا من خلال التعاون مع مؤسسات دولية كـ IFC وEBRD لتعزيز الكفاءة والابتكار في هذا القطاع المهم.

الابتكار وتحفيز الاستثمار عبر الشراكات

خلصت النقاشات إلى أن مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي تتطلب جهودًا متكاملة يستند خلالها الابتكار وريادة الأعمال إلى دور واضح للشراكات مع المؤسسات الدولية، مما يعزز قدرة الدول النامية على الوصول إلى التمويل والعمل على تحقيق اقتصاد مستدام، إذ إن الدعم المقدم من الشركاء مثل البنك الإسلامي للتنمية يسهم في إطلاق فرص جديدة بالأسواق المحلية وتحقيق أفضل استغلال للموارد المتاحة.