تشهد مصر بين الحين والآخر تأثيرات بسيطة نتيجة هزات أرضية تحدث في مناطق قريبة منها مثل اليونان وتركيا وقبرص، وهو ما أثار تساؤلات عدة لدى المواطنين حول مدى قدرة البلاد على مقاومة الزلازل وهل يمكن أن تصل هذه الهزات إلى مستوى كبير قد يؤثر على البنية التحتية في مصر، تأتي الإجابة من خبراء جيولوجيا يؤكدون أن مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية المباشرة.

مصر والأحزمة الزلزالية

أكد الخبراء أن مصر ليست ضمن الأحزمة الزلزالية السبعة الموزعة عالميًا، مشيرين إلى أن النشاط الزلزالي فيها هو نتيجة تأثرها بالمناطق المجاورة النشطة، مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر، وهي مناطق معرضة لزلازل متوسطة القوة، ورغم ذلك فإن التأثير الفعلي لهذه الزلازل على مصر محدود للغاية، خاصة أن مراكزها تكون بعيدة نسبياً وفي أعماق كبيرة.

تفاصيل الهزات الأرضية في مصر

سجلت الشبكة القومية للزلازل هزات غير مؤثرة على الأراضي المصرية، ففي الأسبوع الماضي وقعت هزة أرضية في منطقة شرق البحر المتوسط تحديداً عند جزيرة كريت، حيث وصل عمق الزلزال إلى 60 كم، مما حدّ من تأثيره على المناطق المجاورة، وأوضح الخبراء أن هذه الزلازل تكون عادة مصحوبة بهزات ارتدادية خفيفة تتراوح قوتها بين 2.3 و3.5 درجة على مقياس ريختر.

النشاط الزلزالي في شرق المتوسط

شرق البحر المتوسط يعد من أكثر المناطق نشاطاً زلزالياً حول العالم؛ بسبب وقوعه على حدود الصفائح التكتونية المتقابلة بين الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوربية الآسيوية، في هذا السياق، توضح الدراسات أن الزلازل في هذه المناطق غالباً ما تكون بين قوة 2 إلى 4 درجات، وتحدث بشكل يومي تقريباً، هذه المنطقة تشهد الأمر بشكل دائم نتيجة التغيرات الجيولوجية المستمرة.

هل الزلازل في مصر تشكل تهديداً؟

على الرغم من أن مصر تتأثر بحدوث الزلازل على أطرافها كسيناء والساحل الشمالي، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن معظم هذه الزلازل تكون غير مؤثرة ولا تؤدي إلى أضرار جسيمة، كما أن الشبكة القومية للزلازل تمتلك تكنولوجيا حديثة تُمكّن من رصد أدق التغيرات الزلزالية، يضاف إلى ذلك الموقع الجيولوجي المميز لمصر الذي يجعل احتمالية التعرض لزلازل مدمرة قليلة جداً، فضلاً عن عدم تسجيلها نشاطاً يسبب تسونامي مدمر، إذ يتطلب الأخير قوة فوق 6.5 وعمق منخفض.

الشبكة القومية للزلازل

الشبكة القومية لرصد الزلازل في مصر تعد من أحدث وأهم الشبكات العالمية في هذا المجال، وهي تراقب النشاط الزلزالي منذ بدايات القرن العشرين، معتمدة على بيانات تراكمت على مدار ما يزيد عن 150 عام، ما يجعلها قادرة على دراسة وتحليل أي نشاط جيولوجي في مصر، هذا التقدم ساعد في تقليل مخاوف المواطنين بشأن أي تأثيرات كبيرة للهزات الأرضية.