نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نحن شعب عبقري, اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 12:25 صباحاً
نشر بوساطة عبد الله السعدون في الرياض يوم 10 - 12 - 2024
هذا الشعب أبهر العالم بحسن تعامله مع ضيوف الرحمن في الحج والعمرة، وأعجب السائح بدماثة خلقه وكرمه.. هذا السلوك يجب أن يبرز ويعزز حتى يصل لكل وافد للعمل في المملكة، ومنهم السائقون وخدم المنازل والعاملون في الفلاحة والرعي، يجب أن يعود كل زائر إلى بلده وهو يحمل معه حب هذا البلد وأهله..
العنوان هو شطر من بيت أنشودة جادت بها قريحة أحد المعلمين المصريين، وأنشدها الطلبة في ابتدائية الغاط في عام 1374 حين زارهم الملك سعود بعد أن أصبح ملكاً بعد وفاة والده الملك عبدالعزيز -رحمهما الله-، أنشودة كلماتها جميلة وبسيطة يقول فيها:
يا حمام الأيك غنِّ .. نحن في عهد السعود
نحن شعب عبقري .. علم الدنيا السجود
خالد منا وعمرو .. وعلي وسعود
وأبوه الليث أمسى .. في حمى رب الوجود
يا حمام الأيك غنِّ .. نحن في عهد السعود
ما أنبل هذا الشعب وأكرمه، وما أقربه لقيادته، ووفائه لوطنه، وصفاء معدنه، شعب أحب هذه الديار وظل حنينه إليها باقياً مهما ابتعد عنها، كم تغنى بها الشعراء، وكم تمنوا العودة إليها وهم في الغربة يبحثون عن الرزق، حين يحاصرهم الجوع، ويتأخر المطر وتجف آبارهم، وها هو الشاعر حمود الحسن العضيدان من أهالي الغاط يتوجد على نجد، ويتمنى العودة إليها رغم شظف العيش فيقول:
حتيش لو غطيت خبز على شاي .. ودي بنجد لو ريوقي حزاها
حتيش (اي حتى ولو)..
والمعنى أنه حتى لو كان إفطاره في الغربة مكون من الخبز والشاي، وهذا بالنسبة له منتهى الرفاهية، إلا أنه يتمنى العودة إلى أهله في نجد، حتى ولو كان إفطاره من شجرة الحزا، وهي شجيرة صعبة المذاق، وتستخدم للعلاجات الشعبية فقط، ولهذا الشاعر بيته المشهور الذي شبه فيه سلامه وأشواقه إلى أهله بالماء الصافي والبارد في ظل غار، يجده من حاصره العطش، ولم يبق في قربته قطرة ماء فيقول:
ألذّ من نبعٍ بنقر تحت غار .. يلقاه من لا في صميله اقطاره
سألني أحد الزملاء من دولة عربية، هل لا تزالون تبتعثون الطلبة للخارج؟ أجبته: نعم، وبأعداد كبيرة تصل إلى عشرات الآلاف سنوياً، وهل يعودون إلى المملكة؟ سألني.. أجبته بنعم. تأوه وقال: للأسف من يبتعث من طلبتنا لا يعود.
وعودة لهذا الشعب الوفي أجده وبحكم تنقلي بين كل مناطقه، سواء أثناء عملي السابق في القوات الجوية، أو بعد التقاعد في مجلس الشورى، أو في الأنشطة الرياضية، كرياضية المشي الجبلي (الهايكنغ) أجد هذا الشعب من أكرم الشعوب وأطيبها، وأكثرها وفاء وحباً لبلده. وفي المقابل تنقلت بين دول كثيرة، ومدن ومسارات رياضية في مختلف دول العالم، فلم أجد مثل هذا الشعب في طيبته وكرمه. هذه الصفات يجب إظهارها والتأكيد عليها، وزرعها في الأجيال القادمة، وفي الوقت نفسه محاربة العادات التي تسيء إلى سمعة المجتمع وترابطه وقوة اقتصاده، كعدم نظافة البيئة والعبث بالممتلكات العامة، وضرورة زرع ثقافة التوفير بدل الهدر والتبذير، ومن وسائل زرع هذه العادات الجميلة ومحاربة السيئة اقترح ما يأتي:
أولاً: الأسرة هي التي تتكفل بالطفل منذ ولادته، تحيطه ببرها وعطفها وحنانها، تطعمه وتكسوه، وتقيه الغوائل، وفي الوقت نفسه تلقنه قيمها وعاداتها، ومعارفها وآدابها. وكلما كانت الأسرة حريصة على تربية أطفالها كانت النتائج أفضل. وعلى الأم والأب أن يكونا قدوة لأولادهم في سلوكهم داخل البيت وخارجه. ولا شيء كالقدوة معلماً، ومن أهم ما يجب أن يتعلمه الطفل من والديه الحب والاحترام والتقدير لمن يتعامل معهم من إخوة وأخوات وخدم وزملاء مدرسة.
ثانياً: التعليم هو الذي جعل من الشعب الياباني شعب نظيف ومنضبط، ولا يمكن أن ينجح التعليم بزرع العادات الجميلة والتي تبهر العالم إلا بالتطبيق، وتضمين ذلك في المناهج، ابتداء بإعداد المعلم والمقررات المختلفة، ومنها مقرر الدين، لتكون الأخلاق الفاضلة عبادة، وحاضرة في محتواه، وتطبيقها على كل مستوى في المدرسة.
ثالثاً: كما يجب أن نركز على العادات الفاضلة يجب أن نحذر من العادات المضرة ومنها التبذير والعبث بالبيئة، والقسوة في المعاملة، والأنانية في الشارع وفي أماكن العمل.
هذا الشعب أبهر العالم بحسن تعامله مع ضيوف الرحمن في الحج والعمرة، وأعجب السائح بدماثة خلقه وكرمه، هذا السلوك يجب أن يبرز ويعزز حتى يصل لكل وافد للعمل في المملكة، ومنهم السائقون وخدم المنازل والعاملون في الفلاحة والرعي، يجب أن يعود كل زائر إلى بلده وهو يحمل معه حب هذا البلد وأهله.
0 تعليق