حين تجتمع العقول الشغوفة بالتقنية، يتولَّد الإبداع. بدأت الفكرة من اهتمام الفريق بمجال أمن المعلومات، وتحديدًا بالتحدِّيات التي تواجه المستخدمين أثناء تصفحهم للإنترنت. وكانت الرغبة واضحة، وهي تصميم نظام ذكي قادر على كشف هذه الهجمات في الوقت الحقيقي، معتمدين على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت تمثِّل المستقبل في التصدِّي للتهديدات الإلكترونيَّة. و كانت البداية بتحديد المشكلة بشكل دقيق، وفهم العيوب التي تعاني منها الأساليب التقليديَّة مثل الجدران النارية (Firewalls)، والتي أظهرت في أحيان كثيرة ضعفًا في الدقَّة والسرعة.
رحلة العمل والإنجازرحلة العمل على المشروع استغرقت ستة أشهر، توزعت بين البحث، التجربة، التنفيذ، والتطوير. وقد اعتمد الفريق أسلوبًا منهجيًّا منظَّمًا لضمان تحقيق نتائج دقيقة ومتميِّزة.
وركَّز الفريق على دراسة الأنماط والسلوكيات التي قد تكشف عن وجود اختطاف للجلسة. وتم تحليل تغيُّرات عنوان الـIP، أوقات الجلسة، وسلوكيَّات المستخدم بشكل دقيق لتحديد المؤشرات التي يمكن أنْ تُشير إلى هجوم.
وجرب الفريق عدة نماذج لتعلم الآلة، مثل Decision Trees، Neural Networks، وRandom Forest. وبعد مقارنة الأداء بين النماذج، وقع الاختيار على نموذج Random Forest لما يتميَّز به من دقَّة عالية وسرعة في التنفيذ، وهما عاملان حاسمان في كشف الهجمات السيبرانيَّة في الوقت الحقيقي.
بناء النظام
وبعد اختيار النموذج، انتقلت الشابات إلى بناء نظام حقيقي يمكنه التعامل مع البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي. وواجهت الشابات العديد من التحدِّيات التي تطلَّبت جهدًا مضاعفًا للتغلب عليها، ومنها صعوبة الحصول على بيانات دقيقة وكافية، والموازنة بين الدقة والسرعة، والتأكد من كفاءة النظام في الوقت الحقيقي.
نتائج تفوق التوقُّعات
رغم كل العقبات، نجح الفريق في تحقيق إنجاز يُفتخر به، واستطاع النظام الذي طوَّرته الشابات، الكشف عن هجمات اختطاف الجلسات بنسبة دقة تجاوزت 90% أثناء الاختبارات. وأكدن أنَّ هذا المشروع ليس إلَّا بداية لطموحات أكبر، وهذا المشروع هو شهادة على إمكانيَّات الشَّابات السعوديَّات في الإبداع والابتكار، ودليل على أنَّ رؤية 2030 تُترجم على أرض الواقع.
0 تعليق