ما بعد الثانوية.. بين شغف الأبناء وواقعية الآباء

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما بعد الثانوية.. بين شغف الأبناء وواقعية الآباء, اليوم الاثنين 26 مايو 2025 12:58 صباحاً

ما بعد الثانوية.. بين شغف الأبناء وواقعية الآباء

نشر بوساطة بندر السالم في الوطن يوم 25 - 05 - 2025

1165726
أيام قلائل تفصلنا عن انتهاء العام الدراسي لتبدأ بعدها واحدة من أهم محطات الحياة للطلاب وأسرهم وتحديدًا طلاب الصف الثالث الثانوي ألا وهي مرحلة اختيار التخصص الجامعي. هذه المرحلة لا تحدد فقط شكل السنوات الدراسية المقبلة، بل قد ترسم ملامح المستقبل المهني والاجتماعي للشباب. هنا، تطرح العديد من التساؤلات نفسها: هل نختار نحن كآباء تخصصات أبنائنا، أم نمنحهم الحرية ليقرروا ما يحبون؟ وماذا لو اختاروا تخصصًا لا يضمن لهم مستقبلاً وظيفيًا واضحًا؟ وكيف يمكن التوفيق بين طموحاتهم وما يتطلبه سوق العمل؟
حرية الاختيار أم التوجيه؟
كثير من الآباء يعتقدون أنهم أدرى بمصلحة أبنائهم، فيرون أن اختيار التخصص يجب أن يكون بيد الأسرة، خاصة إذا كان التخصص المطلوب في السوق واضحًا. لكن في المقابل، يرى آخرون أن الابن أو الابنة هو من سيقضي سنوات في الدراسة والعمل، ولهذا يجب أن يختار ما يحب ويبدع فيه.
والحقيقة أن كلاً من الرأيين يحمل بعضًا من الصحة. فالابن الذي يدرس ما لا يحبه قد يشعر بالضيق أو الفشل، لكن الابن الذي يختار تخصصًا دون النظر لمستقبله قد يصطدم بواقع سوق العمل الصعب.
ماذا لو اختار تخصصًا محدود الفرص؟
حين يختار الطالب تخصصًا لا يُقبل عليه السوق، تظهر المعضلة الحقيقية. في مثل هذه الحالات، لا بد من النقاش الهادئ، لا الفرض ولا الإلغاء. يجب توعية الطالب بواقع السوق بلغة الأرقام، وشرح ما يمكن أن ينتظره بعد التخرج. كما يمكن البحث عن طرق لتعزيز هذا التخصص بمهارات إضافية تفتح له أبوابًا أخرى، كتعلم لغات أو برامج تقنية داعمة.
كيف نرغّب أبناءنا في التخصصات المطلوبة؟
أحيانًا يكون التخصص المطلوب وظيفيًا بعيدًا عن اهتمامات الأبناء، لكن يمكن التأثير على اختياراتهم بأسلوب غير مباشر. هنا، تلعب النظريات السلوكية دورًا مهمًا. عبر تعزيز الإيجابيات، وربط التخصص بقدراته الشخصية، وإظهار قصص نجاح ملهمة لأشخاص في نفس المجال، يبدأ الابن في تقبل الخيار وربما الإعجاب به. المهم أن يشعر أن القرار قراره، حتى لو ساعدناه في توجيهه.
هل النظريات السلوكية تصلح للجميع؟
النظريات السلوكية – التي تعتمد على التوجيه غير المباشر والتعزيز – ليست وصفة جاهزة تنطبق على الجميع بنفس الدرجة. فكل شخص له طبيعته واستجابته الخاصة. بعض الطلاب يتأثرون سريعًا بالتجارب والنماذج، وآخرون يتمسكون برأيهم حتى النهاية. لذلك، من الخطأ تطبيق نفس الأسلوب مع الجميع. يجب مراعاة شخصية الطالب وظروفه وميوله، والتعامل معه على هذا الأساس.
ختامًا
المرحلة التي تلي الثانوية العامة تحتاج إلى حوار، لا صراع. إلى شراكة بين الأسرة والطالب، لا فرض من طرف واحد.
التوفيق بين ميول الطالب ومتطلبات الواقع ليس مهمة سهلة، لكنها ممكنة إذا كانت قائمة على احترام الرغبة، وتقديم النصيحة، والبحث عن حلول مبتكرة توازن بين الشغف والاحتياج. ففي النهاية، النجاح لا يصنعه التخصص وحده، بل يصنعه الشغف، والإصرار، والقدرة على التعلم المستمر.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق