نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المكانة لمن يستحقّها, اليوم الخميس 22 مايو 2025 02:49 صباحاً
نشر بوساطة عبد الله الحسني في الرياض يوم 22 - 05 - 2025
من يتأمل في تاريخ الأمم، يجد أن هناك لحظات فارقة لا تصنعها المصادفات، بل تصوغها شخصيات استثنائية تحمل بذور التحول وتملك أدواته. وفي تاريخنا المحلي هناك من تلك النماذج ما يجلي هذه الحقيقة بنصاعة لا تشوبها شائبة؛ بدءاً من المؤسس العبقري الذي صنع أعظم مشروع وحدوي في العصر الحديث حتى هذه اللحظة الفارقة. فها نحن اليوم أمام واحدة من هذه اللحظات، حيث تسطع فكرة المكانة حقيقة ماثلة لا مجرّد حديث احتفائي عابر، المكانة بمعناها الشامل العميق الذي يتجاوز العاديّة والمألوف، ليتمثّل أمامنا كمشهد فريد لافت، لا كسعي تقليدي؛ حيث تسعى المكانة إلى من يستحقّها.
وبقراءة عقلانية منصفة نقف على حقيقة تاريخية مهمة، وهي أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما يملكه من رؤية نافذة وعزيمة لا تلين، أعاد تعريف مفهوم القيادة في زمن التحولات الكبرى. وهذا المرتقى الصعب الذي ناله باستحقاق عالمي هو تأكيد على فرادة هذه الشخصية، واستثنائيتها، وتبصّرها العظيم، فلا جديد حين نقول إن هذا الصعود والسموق لحضور سموه لم يكن نتيجة سعي شخصي يتجوهر حول الذات، ولا مدفوعًا بمساعٍ شخصية، ولا مؤسساً على أدوات خطابية مفتعلة ورنانة، بل هو مجد حقيقي مستحق، مجد كان نتيجة طبيعية، وثمرة لمشروع متكامل، اتكأ على العمل الجاد، والإيمان العميق بدور المملكة في صناعة مستقبل المنطقة والعالم.
وكما فرضت الأحداث العالمية نفسها، فقد كانت المملكة محضن تلك الأحداث التاريخية، حيث شهدت بلادنا خلال الأيام الماضية سلسلة من الأحداث المفصلية التي أعادت تشكيل ملامح العلاقات الإقليمية والدولية، وجعلت من الرياض مركزاً لصياغة تحالفات اقتصادية وتقنية غير مسبوقة، وشهدنا الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي حل ضيفاً على المملكة، والتقى قيادتنا الفذة، وتم توقيع اتفاقيات استراتيجية شملت مجالات الدفاع والطاقة والتقنية والفضاء، وغيرها، والحدث الأهم الذي قاده سمو ولي العهد هو رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة دمج دمشق في النظام الإقليمي. جميعها تطورات تؤكد أن المملكة ليست مجرد لاعب إقليمي، بل شريك محوري في صياغة مستقبل المنطقة، مستندة إلى رؤية طموحة يقودها هذا القائد الملهم.
نفخر في وطننا الحبيب، أن ولي عهدنا تحوّل إلى أيقونة ملهمة، لا بما يشيعه من حضورٍ لافت فحسب، بل بما أحدثه من حراك عميق غيّر وجه المملكة في سنوات قليلة. ونخلص إلى أن رؤية 2030 لم تنطلق لتكون شعاراً نتغنّى به؛ بل وثيقة عبور نحو الغد، رسمت معالمها عقلية تخطط بواقعية، وتنفذ بجرأة، وتبني بثقة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق