اليوم الجديد

فصائل المعارضة تعلن سيطرتها على المدينة الرابعة

أعلن الجيش السوري صباح أمس أنه نفذ «إعادة انتشار» في محافظتي درعا والسويداء في جنوب البلاد وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، غداة إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان فقدان القوات الحكومية السيطرة على معظم محافظة درعا.وأفادت وزارة الدفاع في بيان نقلا عن مصدر عسكري «قامت قواتنا العاملة في درعا والسويداء بتنفيذ إعادة انتشار وتموضع بعد أن قامت عناصر إرهابية بمهاجمة حواجز ونقاط الجيش المتباعدة بهدف إشغال قواتنا المسلحة».

وكان مقاتلون من الفصائل السورية المعارضة قد سيطروا علي مدينة درعا ، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي خضم هذا التقدم سريع الوتيرة، وجهت الفصائل المعارضة إشارات طمأنة الى الأقليات الدينية التي تقطن في مناطق باتت مؤخرا تحت سيطرتها أو تحاول التقدم اليها، مع تلقي السلطات السورية ضربات موجعة.

وكانت القوات الحكومية السورية قد أخلت كل مواقعها طذلك، في محافظة القنيطرة عند الحدود مع إسرائيل.

وتعد درعا المدينة الرابعة التي تفقدها القوات الحكومية في غضون أسبوع.

من جهته، قال القيادي العسكري في صفوف الفصائل حسن عبد الغني في منشور على تطبيق تلجرام السبت «بات من الواضح للجميع أن قواتنا أثبتت انضباطها الميداني بتوجيهات وأوامر القيادة، وبات تأمين قرى وبلدات أهلنا في المناطق المحررة حديثا وخاصة من الطوائف المختلفة والأقليات حقيقة وواقعا».

وأضاف «نوصي جميع الطوائف بالاطمئنان ومساندة تحركات الثوار، فإن عهد الطائفية والاستبداد قد زال إلى الأبد - على حد قوله».

وزعم عبد الغني أن قوات المعارضة سيطرت السبت على مدينة الصنمين وتقدمت إلى مسافة 20 كيلومترا من البوابة الجنوبية لدمشق.

بدوره، أرسل حزب الله اللبناني حليف دمشق ألفي مقاتل إلى منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان حيث يتمتّع بنفوذ كبير، على ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس أمس.

وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إن «حزب الله أرسل ألفي مقاتل إلى منطقة القصير الحدودية، للدفاع عن مواقعه»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحزب «لم يشارك في أي معركة بعد» ضدّ الفصائل المعارضة التي تحقّق تقدّما كبيرا على حساب النظام في شمال البلاد ووسطها.

سياسيا، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني أمس، إن الرئيس السوري بشار الأسد فشل في التواصل مع شعبه ومعالجة قضايا عدة على غرار عودة اللاجئين خلال فترة الهدوء في الحرب الدائرة في البلاد.

وقال بن عبد الرحمن الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية خلال منتدى الدوحة إن الأسد «لم ينتهز هذه الفرصة للبدء في التواصل واستعادة علاقته بشعبه، ولم نشهد أي تحرك جدّي، سواء في ما يتعلق بعودة اللاجئين أو المصالحة مع شعبه».

بدورها، دعت الولايات المتحدة الجمعة رعايها إلى مغادرة سوريا حيث سيطرت فصائل معارضة على عدد من المدن الكبيرة في هجوم خاطف.

وقالت السلطات الأميركية في رسالة نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي «تحض وزارة (الخارجية الأمريكية) المواطنين الأميركيين على مغادرة سوريا فورا طالما لا تزال خيارات السفر التجارية متاحة».

أما وزير خارجية الهند فقال إن الوضع في سوريا مفاجأة لكن المفاجآت تحدث وسط عدم الاستقرار الإقليمي.

ويتواصل في الدوحة اجتماعا مع روسيا وإيران في محاولة لإيجاد مخرج سياسي وسلمي للأزمة في سوريا وتجنب الفوضى عند أبوابها.

وتشارك الدول الثلاث التي ستكون ممثلة بوزير خارجيتها في صيغة استانا التي بوشرت لاسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة.

زعيم الفصائل يتخلي عن عمامته ويحاول تغيير صورته !!

تحول أبو محمد الجولاني، الذي تمكنت قواته بالتعاون مع فصائل مسلحة أخرى من السيطرة على مناطق واسعة في سوريا خلال أيام معدودة، من تبني خطاب متشدد إلى اتباع نهج أكثر اعتدالا، في محاولة واضحة لتحسين صورته. وتخلى الجولاني تدريجيا عن العمامة التي كانت تميزه خلال بدايات الحرب، ليرتدي بدلا منها زيا عسكريا وأحيانا زيا مدنيا.

وزار الجولاني الذي ولد في العام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، الأربعاء الماضي قلعة حلب التاريخية، موجهاً رسائل طمأنة إلى المسيحيين بأنهم لن يتعرضوا لأي أذى. ثم أعلن السيطرة على حماة في وسط البلاد.

ومنذ انفصال تنظيمه عن القاعدة في العام 2016، يحاول الجولاني تغيير صورته وتقديم نفسه في مظهر أكثر اعتدالا، من دون أن يتمكن فعلا من إقناع المحللين أو حتى الحكومات الغربية التي تصنّف هيئة تحرير الشام مجموعة إرهابية.

ويعتبره المتخصص في المجموعات الإسلامية في سوريا توما بييريه «إنه متطرف براغماتي».

وفي مؤشر جديد على رغبته في تغيير صورته، بدأ بعد بدء هجوم الهيئة والفصائل ضد القوات الحكومية في 27 نوفمبر، بتقديم نفسه باسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدل اسمه الحركي.

وفي العام 2021، قال في مقابلة مع محطة بي بي اس (PBS) الأمريكية العامة أن اسمه الحركي - أبو محمد الجولاني - مستوحى من أصول عائلته المتحدّرة من مرتفعات الجولان.

وقال إن جدّه نزح من الجولان بعد احتلال إسرائيل لجزء كبير من هذه الهضبة السورية عام 1967.

أخبار متعلقة :