وحث الاعلان المجتمع الدولي، ولا سيما الدول ذات التأثير، على «تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في غزة».
كما دعا «إعلان بغداد» جميع الدول لتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية - الإسلامية المشتركة بشأن إعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة، في مارس الماضي، كما اعتمدها وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في الشهر نفسه بجدة.ورحب «إعلان بغداد» بالمقترحات والمبادرات التي تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة.
وشدد على أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية.
كما دعا البيان إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مؤيداً دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعقد مؤتمر دولي لسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.
وطالب الإعلان كذلك، بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
كما دعا مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ «حل الدولتين».
ودعا الإعلان جميع الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية إستراتيجية موحدة. كما ثمن مواقف الدول الأوروبية، إسبانيا، والنرويج، وآيرلندا في الاعتراف بدولة فلسطين، وجدد التأكيد على «مساندة موقف جنوب إفريقيا في الدعوى القضائية ضد إسرائيل».
احترام خيارات الشعب السوري
وفي الشأن السوري،، أكد الإعلان احترام خيارات الشعب السوري، بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا اللذين ينعكسان على أمن واستقرار المنطقة، ودعم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن الداخلي، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية.
كما أكد الإعلان «ضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة، وإعادة بناء سوريا»، مرحباً في هذا الصدد بإعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الأخير رفع العقوبات عن سوريا.
دعم أمن واستقرار لبنان ووحدة أراضيه
وأكد إعلان بغداد دعم لبنان في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحماية حدوده المعترف بها دولياً بوجه أي اعتداءات عليها وعلى سيادة الدولة، مرحباً بالانتخابات البلدية، ومشجعاً جميع الكيانات السياسية على التفاهم والابتعاد عن لغة الإقصاء، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية.
كما أكد التضامن الكامل مع اليمن في حفاظه على سيادته ووحدته ودعم الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن ولإنهاء حالة الحرب والانقسام وإيجاد الحلول عبر الحوار الداخلي.
حل سياسي للصراع في السودان
وشدد على «أهمية إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان بالشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه، والتأكيد على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني.
ودعا الأطراف كافة إلى الانخراط في مبادرات تسوية الأزمة مثل مبادرة إعلان جدة وغيرها من المبادرات، كما رحب بالبيان الصادر عن الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في أفريقيا (إيجاد)، الذي نص على توحيد منابر حل الأزمة في السودان».
حوار وطني في ليبيا يحفظ استقرارها
وأكد «إعلان بغداد» على دعم ليبيا وحلّ الأزمة فيها عبر الحوار الوطني وبما يحفظ وحدة الدولة، ويحقق طموحات شعبها واستقرارها الدائم، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤونها الداخلية، داعياً لخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها في مدى زمني محدد، ودعا جميع الأطراف في ليبيا إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية.
سانشيز يطالب بالضغط على إسرائيل «لوقف المجزرة»
طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال القمة، بضرورة «مضاعفة الضغط على إسرائيل لوقف المجزرة في غزة».
وقال سانشيز الذي اعترفت بلاده العام الماضي بالدولة الفلسطينية والذي يُعد من أكثر القادة الأوروبيين انتقادا لإسرائيل: «علينا أن نضاعف ضغطنا على إسرائيل لوقف المجزرة في غزة، لا سيّما عبر القنوات التي يوفرها لنا القانون الدولي».
ولفت إلى أن بلده سيقدم مشروع قرار في الأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية «الحكم على مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها الدولية»، بالإضافة إلى مشروع قرار يطالب إسرائيل «بإنهاء الحصار الإنساني المفروض على غزة» وبضمان «الوصول الكامل وغير المقيد للمساعدات الإنسانية» إلى غزة.
غوتيريش يرفض التهجير و«العذاب الجماعي» للفلسطينيين
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من التحديات الكبيرة التي تواجه الإقليم والعالم، مشيراً إلى أن قطاع غزة يمثل نقطة انطلاق لهذه الأزمات.
وأدان غوتيريش، أمام القمة ،»العذاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني»، مؤكداً أنه «لا شيء يبرر» هذا الواقع، معربا عن رفض الأمم المتحدة القاطع للتهجير المستمر لسكان القطاع.
وأكد غوتيريش ضرورة احترام سلامة الأراضي اللبنانية وسيادتها، مشدداً على أهمية الحفاظ على السيادة والاستقلال في سوريا، داعيا إلى إجراء حوار يمني-يمني لمعالجة الوضع في اليمن، وأشار إلى الحاجة الملحة لمواجهة العنف في السودان وتقديم الدعم للصومال لتعزيز الأمن والاستقرار فيه.
كما أعرب غوتيريش عن التزام الأمم المتحدة بالتواصل مع الفاعلين الدوليين لإنهاء النزاعات في ليبيا بهدف تحقيق الاستقرار.
أخبار متعلقة :