اليوم الجديد

مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !, اليوم السبت 3 مايو 2025 12:01 صباحاً

مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !

نشر في الشروق يوم 02 - 05 - 2025


عندما بدأ دونالد ترامب ولايته الثانية، كان يبدو للوهلة الأولى أن الولايات المتحدة أمام مرحلة جديدة ومختلفة عن اسلافه استنادا الى كم الوعود والشعارات الزائفة التي لطالما رددها وابرزها وقف جميع الحروب و جعل أمريكا عظيمة مجددا ، لكن، ومع مرور مائة يوم فقط، بدأت تظهر ملامح الفشل والتراجع على أكثر من صعيد.
وإذا كان ترامب قد روج لحملته على أنها ستقود إلى انتعاش اقتصادي وحسم في السياسة الداخلية والخارجية، فإن الواقع كان مختلفا تماما حيث تراجعت شعبيته وخلق حالة من الفوضى الاقتصادية وتسبب في أزمة غير مسبوقة في السياسة الخارجية، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعمه المستمر للعدوان الصهيوني على غزة.
وفيما يخص الوضع المحلي مثلا فان الارقام تكشف عن تراجع حاد في شعبية ترامب، حيث أظهرت استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات موثوقة مثل "واشنطن بوست" و"إي بي سي نيوز" انخفاضا في الرضا العام عن أدائه إلى 39 % وهو ما يمثل علامة فارقة، حيث يزداد الضغط عليه حتى داخل حزبه الجمهوري مع اقتراب الانتخابات النصفية في الكونغرس.
وكان من المفترض أن يجلب له قراره الأخير بإطلاق "الحرب التجارية" موجة من النجاح الاقتصادي، لكنه فشل في تحقيق أي من أهدافه ، بل على العكس فقد أدت التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على الصين والاتحاد الأوروبي إلى محو أكثر من 8 تريليونات دولار من قيمة الأسواق العالمية، مسجلة أسوأ أداء اقتصادي في أول مائة يوم لرئيس أمريكي منذ فضيحة ووترغيت.
وفي هذا السياق، يقول الخبراء إن فشل سياسات ترامب الاقتصادية يكمن في أنه اتبع نهجا يقوم على العنف الاقتصادي بدون النظر في عواقب تلك الحرب التجارية. فهذا النوع من السياسات يؤدي إلى تدمير الأسواق، وزيادة التضخم، وارتفاع الأسعار، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن الأمريكي، ويزيد من معاناته اليومية.
لكن الأزمة الأكبر تتجسّد في السياسة الخارجية لترامب، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، فعلى الرغم من تعبيره عن رغبة في وقف العدوان الغاشم على غزة، إلا أن سياساته كانت دائما منحازة لدعم العدوان الإسرائيلي وخير دليل على ذلك موافقته مؤخرا على تعبئة مخزون السلاح الاسرائيلي .
و في مائة يوم فقط، عادت صورة الولايات المتحدة في العالم ملطخة بدماء الابرياء ، ولتكون كما كانت في فترة ولايته الأولى يغلب عليها الانحياز وعدم التوازن والدعم الأعمى للصهاينة سياسيا وعسكريا وعدم الاعتراف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني ما يجعل ترامب شريكا رئيسيا في تأجيج النزاع، بدلا من سعيه إلى حله.
المفارقة في هذه الأزمة هي أن ترامب قد راح يدافع عن إجراءات الكيان الصهيوني في غزة التي أدت إلى استشهاد آلاف الأبرياء من النساء والأطفال، دون أن يُظهر أي تعاطف حقيقي مع المعاناة الفلسطينية. وكأن مواقفه المتراخية قد جعلته أداة في يد آلة الحرب الإسرائيلية التي تواصل تدمير غزة دون أي رادع.
وفي ظل هذه السياسات، يمكن القول إن ترامب قد أصبح غير قادر على فهم تعقيدات السياسة الدولية بشكل صحيح، إذ أن موقفه يزيد من عزلة الولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين ويثير القلق لدى خصومها.
ويبدو ان حصاد مائة يوم من ولاية ترامب الثانية قد اثبت مجددا أن الرجل الذي كان يعد ب "إعادة أمريكا إلى مجدها" قد فشل في قيادة سفينة الدولة إلى بر الأمان. شعبيته تتراجع، وأسواقه تترنح تحت وطأة قراراته الاقتصادية المتهورة، وعلاقاته الدولية تتدهور أكثر من أي وقت مضى وهو ما يجعلنا نتساءل حول ما إذا كان بإمكانه تغيير هذا المسار المظلم، أم أن الأزمات التي صنعها ستظل تلاحقه حتى نهاية ولايته.
ناجح بن جدو

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار متعلقة :