وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في بيان رسمي، إن طهران "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استخدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا تقرير الوكالة كأداة للضغط السياسي"، وذلك في إشارة إلى تسريبات تفيد بأن الدول الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على خلفية أنشطة إيران النووية المتسارعة.

وخلال اتصال هاتفي مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، شدد عراقجي على ضرورة التزام الوكالة بالحياد، ومنع "تسييس عملها الفني"، داعيًا إلى عدم السماح لبعض الأطراف باستخدام تقاريرها كذريعة لفرض إجراءات أحادية.

وتأتي التصريحات الإيرانية بعد تسريب تقرير غير علني للوكالة، أشار إلى أن طهران زادت بشكل كبير إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من العتبة العسكرية البالغة 90%. وبحسب التقرير، بلغ مخزون إيران من هذا النوع من اليورانيوم 408.6 كيلوغرام حتى 17 مايو، ما يتجاوز الحد المسموح به بموجب اتفاق 2015 بنحو 45 مرة.

واعتبرت الوكالة الدولية أن هذه الكمية تشكل مصدر "قلق بالغ"، نظرًا لأن إيران تعد الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذا النوع من المواد النووية.

في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الإيرانية نتائج التقرير، ووصفتها بأنها "سياسية ومنقوصة"، مشيرة إلى أن الوكالة "استندت إلى معلومات غير موثوقة قدمتها إسرائيل"، على حد قولها.

يُذكر أن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، كان قد فرض قيودًا صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. لكن الاتفاق تعثر منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، لتبدأ إيران بعد ذلك سلسلة من الخطوات التي قلّصت التزامها ببنوده تدريجيًا.