وأتت الحادثة بعد أيام من بدء تخفيف الحصار المطبق الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزَّة منذ الثاني من مارس الماضي، والذي تسبَّب بنقص حاد بالغذاء والدواء والماء والوقود، وغيرها من مستلزمات الحياة الأساسيَّة.
وأوضح لازاريني في اليابان «رأينا أمس صورًا صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضويًّا ومهينًا وغير آمن».وأضاف «أرى أنَّه هدر للموارد، وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض. والأوساط الإنسانيَّة في غزَّة بما يشمل الأونروا، جاهزة. لدينا الخبرة والمؤهِّلات للوصول إلى الناس المحتاجين».
وشدَّد «في الأثناء الوقت يداهم من أجل تجنُّب المجاعة، لذا يجب السماح (للمنظَّمات) الإنسانيَّة القيام بعملها المنقذ للحياة».
وأظهرت مشاهد صورتها وكالة فرانس برس حشودًا تخرج من المكان الثلاثاء، حاملة مساعدات في صناديق تحمل شعار المؤسسة.
وأكَّد لازاريني أنَّ «نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانيَّة الأساسيَّة».
ورأى أنَّه «سيحرم جزءًا كبيرًا من سكان غزَّة، وهم الأكثر ضعفًا، من المساعدات التي هم في أمسِّ الحاجة إليها».
وتابع: «كان لدينا سابقًا 400 مكان توزيع في غزَّة. أمَّا مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدَّث عن ثلاثة إلى أربعة أماكن توزيع كحد أقصى».
وأشار «لذا، فهي أيضًا وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانيَّة».
واتَّهمت إسرائيل موظَّفين في الوكالة الأمميَّة بالمشاركة في الهجوم الذي شنَّته حركة حماس على جنوب الدولة العبريَّة في السابع من أكتوبر 2023، وشكَّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزَّة.
بدوره، حضَّ وزير الخارجيَّة الإيطالي أنتونيو تاياني إسرائيل مجددًا أمس، على وقف ضرباتها على غزَّة، محذِّرًا من أنَّ طرد الفلسطينيِّين من القطاع «لم يكن ولن يكون خيارًا مقبولًا».
وقال تاياني أمام البرلمان إنَّ «رد الفعل المشروع للحكومة الإسرائيليَّة على عمل إرهابي فظيع وعبثي، اتَّخذ للأسف أشكالًا مأساويَّة للغاية وغير مقبولة، نطلب من إسرائيل وقفها فورًا»، في إشارة إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.
وأضاف: «على القصف أنْ يتوقَّف، ويجب استئناف المساعدات الإنسانيَّة في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى احترام القانون الإنسانيِّ الدوليِّ».
وتابع: إنَّ «على حماس فورًا إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالت تحتجزهم، والذين لديهم الحق في العودة إلى ديارهم».
كذلك، دان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسيطرة الولايات المتحدة على غزَّة، وإجبار الفلسطينيِّين الذين يعيشون في القطاع على المغادرة.
وقال: «أرغب بالتأكيد اليوم في هذا المجلس وبأعلى درجة من الوضوح، أنَّ طرد الفلسطينيِّين من غزَّة لم يكن ولن يكون خيارًا مقبولًا».
وتابع: «لهذا السبب ندعم بالكامل الخطَّة العربيَّة بقيادة مصر، من أجل تعافي وإعادة إعمار قطاع (غزَّة)، والتي تتعارض مع أيِّ نظريات للنزوح القسريِّ».
وأكَّد أيمن أبو زيد (35 عامًا)، وهو نازح من رفح، ويقيم في مخيم في خان يونس في جنوب القطاع، أنَّه كان يقف في طابور عند نقطة تسليم للمساعدات مع المئات من المواطنين، و»فجأةً بدأ عدد كبير من الأشخاص بالتدافع والدخول بشكل عشوائيٍّ للمركز»؛ بسبب «النقض في المساعدات والتأخير في توزيعها، فحاولوا الدخول وأخذ ما أمكن».
وأضاف: «بعد دقائق بدأت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار، وكان الصوت مخيفًا جدًّا، والناس بدأوا بالتفرُّق، لكن البعض بقي يحاول أخذ المساعدات رغم الخطر».
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس الوضع، مؤكِّدًا أنَّ «الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلًا ذريعًا في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصريَّة».
وأشار المكتب إلى اندفاع «آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالى 90 يومًا، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل».
وأدان -في بيان- استخدام المساعدات «كسلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي».
لافروف: الأوان لم يفت بعد لتسوية عادلة
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، أنَّ روسيا تعتبر، أنَّ الأوان لم يفت بعد، لاتخاذ إجراءات عاجلة في سبيل تهدئة الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال لافروف خلال الاجتماع الـ13 للممثِّلين رفيعي المستوى المعنيِّين بقضايا الأمن: «الوضع في الشرق الأوسط مقلق للغاية. هذه منطقة ذات أهميَّة إستراتيجيَّة، تجد نفسها مجددًا على شفا زعزعة الاستقرار نتيجة لممارسات الأطراف الغربية».
وأضاف: «نعتقد -اليوم- أنَّ الوقت لم يفت بعد لاتخاذ إجراءات عاجلة لتهدئة الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولتكثيف الجهود في إطار تهيئة الظروف لاستئناف عملية التفاوض حول جميع قضايا الوضع النهائي؛ بهدف تصحيح الظلم التاريخي الذي حال دون قيام دولة فلسطينيَّة مستقلَّة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة».
وفي 17 مايو، التقى الممثِّل الخاص لرئيس روسيا الاتحاديَّة للشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا، ميخائيل بوغدانوف، برئيس دولة فلسطين محمود عباس، وذلك عشية القمَّة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربيَّة في بغداد.
وأكَّد الجانب الروسي موقفه المبدئي الثابت الداعم لتسوية عادلة للقضيَّة الفلسطينيَّة على أسس قانونيَّة دوليَّة معروفة، تنصُّ على إقامة دولة فلسطينيَّة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل.
روسيا تدعم جهود المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينيَّة، وتنسق مقترحاتها مع الدول العربيَّة.
«معسكر اعتقال».. صورة من غزَّة تصدَّرت التريند
انتشرت صورة وصفت بـ»المهينة»، على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع الفوضى التي شهدتها مدينة رفح في قطاع غزَّة، جرَّاء تدافع الناس من أجل الحصول على المساعدات ضمن آليَّة أطلقتها مؤسسة غزَّة الإنسانيَّة.
وأظهرت الصورة، التي تم تداولها، حشدًا من سكان قطاع غزَّة محشورين ضمن عدَّة مسارات، تفصل بينها شبكات حديديَّة، في مركز توزيع المساعدات والغذاء، بينما وصف عدد من الإسرائيليين والفلسطينيِّين، المشهد بـ»المشين، والمهين للإنسانيَّة».
إذ وصف شائيل بن أفرايم الأكاديمي الإسرائيلي، ومضيف بودكاست جيوسياسي، عبر حسابه على منصَّة إكس، الصورة، بمعسكرات اعتقال اليهود خلال عهد النازيَّة، فيما وصف الناشط الإسرائيلي ألون لي جرين، المشهد بـ»المروِّع والمُرعب».
من جهتهم، أعرب العديد من الفلسطينيِّين أيضًا عن عجزهم في وصف هذا المشهد المروِّع.
إسرائيل تدمِّر آخر طائرة في مطار صنعاء
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، تنفيذ هجوم على مطار صنعاء وطائرات تابعة لجماعة «أنصار الله» في اليمن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس -في بيان له- إنَّ «سلاح الجو استهدف مواقع لجماعة الحوثي في مطار صنعاء، ودمَّر آخر طائرة هناك»، متوعدًا بتدمير مطار صنعاء كل مرة من جديد.
وأضاف كاتس: إنَّ «الغارات على اليمن رسالة واضحة واستمرار لسياستنا بأنَّ مَن يطلق النار على إسرائيل سيدفع ثمنًا كبيرًا»، متابعًا: «المطارات والموانئ في اليمن ستتعرَّض لضربات شديدة».
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، أنَّ «جماعة الحوثي ستكون تحت الحصار البحريِّ والجويِّ»، مؤكِّدًا أنَّ إسرائيل ستواصل إلحاق أضرار بالغة بالموانئ اليمنيَّة، ونستهدف المطار، والبنية التحتيَّة مرارًا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأول الثلاثاء، اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن تجاه الأراضي الإسرائيليَّة.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان له-: «رصد الجيش إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيليَّة، وتعمل منظومات الدفاع الجويِّ التابعة لسلاح الجو الإسرائيليِّ لاعتراض هذا التهديد».
0 تعليق