نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: مع الشروق : نتنياهو.. عبء ثقيل على دولته وعلى العالم, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 12:50 صباحاًمع الشروق : نتنياهو.. عبء ثقيل على دولته وعلى العالم نشر في الشروق يوم 22 - 05 - 2025 لم يسبق أن مرّ رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بفترة ضغوطات و"عواصف" كالتي يمر بها اليوم.. فترة يصفها المتابعون بأنها مفصلية ليس فقط بالنسبة الى نتنياهو بل الى دولة الكيان المحتل برمتها. فرُقعة الضغوطات التي أصبح يتسبب فيها نتنياهو لنفسه ولدولته توسّعت خارجيا وداخليا، والخناق بدأ يضيق عليه كلما أمعن في الهروب الى الأمام وسط تساؤلات عما ستؤول إليه هذه التطورات في قادم الأيام: هل انها ستعجّل باقتراب ساعة الحسم في أمر نتنياهو، داخليا وخارجيا، قبل نهاية عُهدته، أم ان ستكون مجرد سحابة عابرة في مشواره المتواصل على رأس الحكومة إلى نهاية 2026؟ في الأيام الاخيرة، وقف كل العالم تقريبا على مواصلة الكيان المحتلّ تصعيد وتيرة جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تعددت أشكالها بين توسيع العمليات العسكرية الوحشية وسياسة التجويع القائمة على منع ادخال المساعدات الانسانية من غذاء ودواء أو التهجير القسري. وكانت المشاهد الفظيعة والوحشية للمدنيين العزل، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ وهم يموتون إما جوعا او بنيران السلاح قد هزت مشاعر العالم ووسعت رقعة الانتقادات شديدة اللهجة تجاه الكيان المحتل بل وحركت الداخل الاسرائيلي ضد نتنياهو وسياسته.وقد ذهبت دول أوروبية بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا حد استدعاء سفراء إسرائيل لديها ورافق ذلك إدانات غير مسبوقة وبيانات مشتركة تطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما دعا الرئيس الكندي، ومعه الرئيس والبريطاني، إلى إنهاء الحرب وتحدّثت نائبة رئيس الوزراء الإسباني عما وصفته ب "المجازر" التي تُرتكب على مرأى العالم، فيما اتهم جوزيب بوريل مفوض الاتحاد الأوروبي السابق لشؤون الخارجية رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ب"نية الإبادة الجماعية". وينضاف الى ذلك موقف أقرب حلفاء إسرائيل، دونالد ترامب، الذي لم يعد يُظهر حالياً دعماً مباشراً لنتنياهو ولمّح إلى أنه سينتظر انتهاء الحرب ليبني موقفه.على الصعيد الداخلي، لم يكن نتنياهو أوفر حظا بعد ان تصاعدت في اليومين الأخيرين الأصوات المعارضة والمظاهرات والانتقادات تجاهه. فرئيس حزب الديمقراطيين المعارض، الجنرال السابق يائير غولان، وصف سياسات الحكومة بأنها تميل إلى "الفاشية والتهجير الجماعي وقتل المدنيين". ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون حذّر من أن هذه السياسات ستحول إسرائيل إلى "دولة مارقة في نظر المجتمع الدولي". ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت اعتبر ما يجري في غزة "جريمة حرب بلا هدف ولا أمل".تحوّلات وتطورات من داخل دولة الكيان المحتل ومن خارجها تؤكد كلها ان إسرائيل تعيش أخطر أزماتها السياسية والدبلوماسية وتمر بمفترق طرق تاريخي غير مسبوق. وأكثر من ذلك، بات واضحا اليوم ان نتنياهو تحول مع مرور الوقت إلى "عبء ثقيل" على العالم وخاصة على الدول التي جرّها طيلة الفترة الماضية إلى قفص الاتهام كشريكة له ومتواطئة معه في ما ارتكبت يداه من جرائم حرب وحشية وإبادة جماعية في غزة. كما تؤكد هذه التحولات ان نتنياهو تحول ايضا إلى "عبء ثقيل" على دولته في ظل ما أصبح يعيشه الشارع الاسرائيلي والرأي العام والنخبة المدنية والعسكرية والسياسية والمعارضة من احتقان وغضب تجاه سياسته وهو ما عجّل بتراجع كبير لشعبيته..هذه التحولات الخارجية والداخلية، وإن كانت تطورا لافتا، إلا أنها ستظل مُحاطة بالمخاوف من أن نتنياهو سيواصل – كالعادة- سياسة الهروب إلى الأمام والتعنت واللامبالاة بالدعوات الدولية وبالتهديدات القادمة من الداخل الأوروبي ومن كندا وبريطانيا ومن غيرها من القوى الدولية وسيواصل الضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وبالهياكل الأممية . وهو ما يؤكد أن القوى الدولية والهياكل الاممية لا يجب ان تكتفي بمجرد التنديد والتهديد تجاه نتنياهو وسياسته بل عليها ان تكون هذه المرة أكثر نجاعة وفاعلية على أرض الواقع لإيقاف حرب الإبادة والتجويع والتهجير التي ترتكب الى اليوم في غزة.فاضل الطياشي انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.