نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصهيونية الابراهيمية: صوفية ابراهيمية فصهيونية صوفية بغطاء صهيونية أكاديمية أو علمية (ج-1), اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 09:29 مساءً
نشر بوساطة صلاح الداودي في الشروق يوم 18 - 04 - 2025
لو نأخذ في البداية مثلا، قبل مسألة استخدام الصوفية ذاتها، الجانب الذي يمكن أن نسميه صهيونية علمية أو صهيونية أكاديمية أو حتى ما تحول إلى تصنيف صهيوني عالمي للجامعات ومراكز الدراسات والبحوث وأجنداتها وصناع الفكر المرتبط بالفعل (Think Do Tank)، والأطر والبرامج والمنظمات والشبكات، سنفهم على الفور ان البرنامج كبير جدا وأكبر من كل توقع يستهدف تغيير العقول والقلوب (وهو ما وقع في جملة من الدول "العربية" قبل 2011 وبعد ذلك طبعا) وتغيير التاريخ والجغرافيا والدين والانسان والعالم. ولنركز النظر على أمثلة لبعض المنظمات العاملة في مجال الدبلوماسية الروحية اعتمادا على صاحبة كتاب "الديبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمي" والتي تذكر بدورها المراجع التي اعتمدت عليها في الصفحة 99. والأمثلة كما يلي: المركز العالمي للديبلوماسية الروحية، الشبكة الأمريكية للعقائد المتشابكة، منظمة الأديان من أجل السلام، مركز شارلوتسفيل المجتمعي، مجتمع الشباب بين الأديان، مركز سانت ايثلبورغا للمصالحة والسلام، مشروع الأرض الجديدة، مبادرة الأديان المتحدة، مجلة التفكير بالكتاب المقدس، مركز تشايدرد تشاي، مدرسة أوبورن الاكلينيكية للتعليم متعدد العقائد، مؤتمر الأديان في العاصمة واشنطن، مجلس التنسيق بين الأديان في "إسرائيل"، كلية العلاقات المسكونية والاديان (جامعة انديانابوليس)، معهد أبناء ابراهيم (جامعة فرجينيا)، مبادرة Buxton، برنامج وجها لوجه الإيمان بالإيمان، مجلس برلمان أديان العالم، مؤسسة بوسطن للحوار، رؤية ابراهيم، مركز العلاقات اليهودية-المسلمة، برنامج كامبردج للأديان (جامعة كامبردج)، جمعية التفكير التوراتي، مجموعة طلاب جامعة فرجينيا، جمعية التفكير العقائدي، جامعة انديانابوليس، اتحاد تراث ابراهيم، إعادة اتحاد عائلة ابراهيم (برنامج معهد ايسالن بجامعة كاليفورنيا)، الشبكة السياسية للدين والديبلوماسية، المركز الدولي للديانة والديبلوماسية، مشاريع بحث جامعة جورج تاون وبنسلفانيا ونوتردام (اصدار عناوين مثل "التسامح في السياسات الدولية" و"تناقض المقدسات"). وإن أبسط وآخر ما نفهمه كيفية تعامل النظام الأمريكي مع التحركات الداعمة لفلسطين أثناء طوفان الأقصى. وتتعلق الغاية بوضع دليل ارشادي يطلق عليه معهد أبناء ابراهيم "دليل العقل والفعل". هذا وتم انشاء مراكز إقليمية للرابطة الابراهيمية هدفها التحول إلى مراكز حكم سياسي ومدني. وكذلك انشاء جامعات عالمية كجامعات فرجينيا وبنسلفانيا (نفس الكاتبة، ص. 95) وإطلاق برنامج يسمى دورات الممارسين الابراهيميين وتوليد ما يسمى أسر ممارسات السلام. والأهم، حتى لا نغفل عن هدفنا الأصلي من سلسلة هذه المقالات، هو إنهاء الحرب العربية الصهيونية (الحرب وليس الصراع فالوجود غير قابل للتسوية ولا التحكيم ولا الوساطة ولا التقادم ولذلك هي حرب مهما كان شكلها وليست صراعا) ومن ضمن الطريق إلى الهدف القضاء على كل من يسمونه معاديا للسامية والصهيونية (ليس هذا مجال تفكيكها).
تهدف الصهيونية الابراهيمية إلى تنفيذ برنامج احتلالي موحد وصهيونية مستقرة ومقبولة وآمنة ومعترف بها. وتسلك مسار التحول إلى صوفية ابراهيمية ومن ثم صهيونية صوفية فصهيونية مقبولة.
يجب أن يكون هذا البرنامج واحدا موحدا وبنموذح واحد كدين عام وسياسة عامة واقتصاد عام. ولكن، لأجل صهيونية واحدة موحدة مستقرة ومقبولة، آمنة ومعترف بها. السيناريوهات مختلفة. وكذا المداخل. المهم أن يكون كل شيء واحدا أي نموذج واحد بهدف واحد وعام بمعنى للجميع وبنفس الطريقة عالميا أو كوكبيا (تجنبا لمفهومي عولمي وكوني نظرا لشدة تلغيم هذه المفاهيم وطول الجدل حولها).
القدس في القلب من كل هذا وهي قلب قلب ما يسمى الشرق الأوسط وشمال افريقيا وطبعا بطبيعة جذور هذه المفاهيم الاحتلالية الاستدمارية (تجنبا لعبارة استعمارية التي تحافظ لغويا على معنى الإعمار والتعمير) وبوصفها مدينة "سلام ابراهيمي عالمي" مزعوم (كما يروج المركز العالمي للأديان والديبلوماسية، 2015). ولذلك لا بد من نشر عبارات من نوع "أسرة واحدة" و"حوار أخوي" و"ضيافة لاهوتية" و"قيم دينية مشتركة" و"أخلاقيات عالمية" و"أخلاقيات ابراهيمية عالمية" و"تراث مشترك للأديان الثلاثة" (الفاتيكان 1962-1965) و"مواطن عالمي" و"دين عالمي" (ليس بالمفاهيم الفلسفية المعروفة) (أوباما، تقرير الدين والديبلوماسية، معهد بروكنغز الدوحة 2013) و (القس الكوري الجنوبي جايروك لي في كتاب "القدس الجديدة" باعتبارها "مدينة ابراهيمية").
ورغم ادراك الإختلاف الكلي حول أنبياء الله ورسله عليهم الصلوات والسلام في كل التقاليد والنصوص، مضافا إلى ذلك الاختلاف الجذري حول القدس والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وجبل ما يسمى "الهيكل" أو الحائط الغربي وكنيسة القيامة... وهكذا، يطرح ما يعرف ب "الدين العام" ويضم الأديان الابراهيمية والأديان الأخرى ليكون إطارا أشمل ويدمج كل شيء تقريبا: من مفاهيم وغايات نبيلة وغير نبيلة وتطلعات قديمة وحديثة ومداخل ترغيبية وأخرى تنفيرية كلها موظفة للغرض في سلة واحدة مثل "حماية البيئة" و الصداقة والمصالحة والتسامح والتعايش السلمي و"تحالف الحضارات" (مبادرة تحالف الحضارات) وحقوق الإنسان و"الوئام العالمي" (أسبوع الوئام العالمي بين الأديان) و"الهوية الإنسانية المشتركة" و"حيادية الدولة" والتفاهم بين الديانات والثقافات والشعوب (المؤتمر العالمي للائمة والحاخامات ببروكسل، 2005 برعاية مغربية و2006، المؤتمر الثاني في اشبيلية). (سعد سلوم، العنف ومستقبل الدين...، الرباط، مؤمنون بلا حدود، 2013). و"الأمن البشري" و"الحس الإنساني المشترك" (مشاريع جامعات جورج تاون ونوتردام ومعهد الولايات المتحدة للسلام). و"تطوير المناهج التعليمية" (المركز الدولي للدين والديبلوماسية في باكستان) و"حل النزاعات" (المركز الدولي للدين والديبلوماسية في مصر، حلقات القاهرة بين "السوريين المتعارضين"، 2012). وتحويل الحوار إلى خدمات والاقتصاد إلى اقتصاد أخلاقي والشمول والادماج في الحكومات التوافقية بين كل الطوائف، المهم المواجهة لا والتحرير لا وكل وارتباطاته بالعدو. وعلاوة على كل ذلك ما يعرف بميثاق نحو "القيم الفضلى" و"بناء رأس مال اجتماعي من القيادات الروحية والأخلاقية" و"تمكين الطوائف الدينية لأتباعها حول العالم" و"خلق توافق بين القادة العلمانيين والدينيين" و"التغلب على أي عوائق ايديولوجية" بما يعني الاغراق التام للعقول في كل المفاهيم وبكل المفاهيم. وفوق ذلك كله "الاستدامة الصحية" (المنظمات القائمة على العقائد والمستشفيات التابعة لتلك المنظمات) و" التعليم المشترك" (مدارس داعمة لفكر الديبلوماسية الروحية) و"الاستدامة البيئية" و"النوع الاجتماعي وتحقيق المساواة" و"السلام وبناء الشراكات الدولية" ودعم "العدالة الاجتماعية ودولة القانون القائمة على احترام السلطة المتمثلة بمراكز صنع القرار في العالم أي مراكز الديبلوماسية الروحية" (جامعة فرجينيا، أبناء المعهد الإبراهيمي).
لا شك ان ذلك يدفع في مواضع عديدة نحو تغذية النزعة المحلية ونحو الانفصال والالتحاق بالابراهيمية. ولا شك ان ذلك ساهم في إسقاط الدول القومية وبحجج أخرى مضافة مثل تغير المناخ وندرة الموارد والعنف الذي يوصف بالديني وفي الحقيقة الإرهاب الذي تمت صناعته من أجل هذا حتى يصل الأمر، وهو ليس صادما، لا فقط إلى الدعوة والتخطيط ل "اتحاد فدرالي بين الدول القومية" وإنما أكثر من ذلك "التشارك في الموارد طواعية" من أجل ما يمكن أن نسميه الخلاص الإبراهيمي وإلا إشعال الحروب الدينية إذا لم يتم تبني ذلك وهو اعتدال (كاذب طبعا) بالمعايير الأمريكية، وإلا الصراعات الاثنية والعرقية والطائفية والمذهبية والنزوح والهجرة والتهجير والصراعات الحكومية وغير الحكومية وتضارب الفاعلين الإقليميين من داخل ومن خارج النطاقات المستهدفة والصراع حول الهويات الذاتية والتناحر حول نوعية الحوكمة والاقتتال حول تضارب المصالح والاحتراب بعنوان ما يسمى معارضات مختلفة الارتباطات (حتى إذا كانت كيانات ارهابية) والمعسكرات المختلفة (بما فيها معسكرات الإرهاب والعدوان داخل وخارج الدول والتي يسميها البعض بؤر توتر وأهلية) والمناطق المختلطة والمناطق الحدودية وتنشيط العامل الإرهابي السياسي والجيوسياسي (الذي يسميه البعض ظاهرة) ووظائفه الاقتصادية والانتخابية. (أنظر، دراسة مركز راند لسنة 2017، مستقبل العلاقات الطائفية في الشرق الأوسط، مركز السياسات الاستخبارية التابع لمعهد أبحاث الدفاع الوطني "راند").
أما إذا أخذنا أبرز المؤسسات الحركية للفكر الصوفي الروحي العالمي فسوف نفهم نفس الأمور. ومن بين هذه المؤسسات "معهد بولدر للطبيعة والروح البشرية" (منظمة غير ربحية تأسست سنة 1994 ويقودها إلياس عميدون - وسوف نعود لنبين رمزيته الصهيونية الابراهيمية لا الدينية فقط باعتبار ان الابراهيمية شاملة لكل الصهيونيات وتطال حتى بعض ما لا يسمى صهيونية- ومعه اليزابيث رابيا روبرتس. ويتم تمويل المعهد بالكامل من خلال تبرعات كبيرة وصغيرة من أشخاص ومؤسسات مثل Threshold، Kalliopea،Rudolf Steiner، Soros ومنه فرع "القدس الشرقية" تدرس فيه المدعوة استفاني سالدانا أبرز كوادر جامعة هارفارد ببرنامج ما يسمى مسار ابراهيم الخليل. )). ومؤسسة "مسار الأصدقاء" (إلياس عميدون، تمت زيارة سوريا تسع مرات والتواصل مع الناس في أكبر مساجد دمشق علاوة على الكنائس والجامعات والوزراء والتلفزيونات والهدف تحديد الأشخاص الرئيسيين في مجرى مسار ابراهيم، وهي عدة مسارات في عدة دول منها ما تم بالفعل ومنها ما هو بالصدد ومنها ما هو آت وسيأتي الحديث عنها لاحقا، وتقول الكاتبة في الصفحة 66: "تم الاهتمام بسوريا لأنها تمثل عنصرا رئيسيا في المعادلة التي ستطلق التوترات الإقليمية في نهاية المطاف. ويرجع ذلك جزئيا إلى حدودها المشتركة مع إسرائيل والأردن ولبنان وتركيا والعراق وجزئيا بسبب دورها الطويل كموقع ومناسبة لدمج الثقافات العربية والأوروبية.). ومؤسسة "صندوق الروح في تدفق الحركة" (نفس المدعو إلياس والمدعوة اليزابيث ووصلت المنح إلى العراق ولبنان وسوريا والضفة الغربية والفيليبين وتايلند وبورما ولاوس والبرازيل وكوستاريكا والصين واليابان ودارفور ودعم اللاجئين العراقيين ودعم مشاريع "التنمية الشعبية" في أفغانستان). ومؤسسة الرابطة الدولية للصوفية (ناهد عنقا وشاه نزار سيد وعلي كيانفر، تأسست سنة 1983 وهي منظمة غير طائفية غير حكومية تابعة للأمم المتحدة، تعمل طبعا مع عدد من الدول لا يحصى). ومؤسسة "اتحاد الرسائل الصوفية" (تأسست عام 1997، مظلة غير تراتبية للمجموعات الصوفية متحدة في تفانيها في اتباع المرشد عنايات خان والرسالة الصوفية، وتضم الحركة الصوفية الدولية وأمر عناياتي وروحانيات صوفية عالمية و التواصل الصوفي واخوة النور والطرق الصوفية). ومؤسسة "الحركة الصوفية الدولية" (تم تشكيلها بموجب القانون السويسري في العشرينيات ومقرها الحالي هولندا). ومؤسسة "الأخوة النور" (أسست سنة 1977 منظمة غير طائفية غير ربحية، بوجهة نظر حضرة عنايات خان والتي تقول انه لا يوجد حقيقة سوى الله وكلنا نعيش ونتحرك ونتواجد في الداخل وهي حقيقة واحدة والله في قلب كل إنسان إذا عرفنا كيفية النظر في الداخل.). ومؤسسة "الروحانيات الصوفية" (صمويل لويس الذي يؤكد على الوحدة الإنسانية وكون الصوفية كنز للبشرية لا تنتمي إلى عرق أو دين معين. ومن أهم برامجها: برنامج الدراسات الباطنية. الشبكة الدولية لرقصات السلام العالمي ودرع شفاه الدرويش وخدمة السلام العالمي والتدريب الوزاري وعلم النفس الروحي وعلم الروح والزراعة المقدسة.).
إنها بعض "القوى الفاعلة لتطبيق الديبلوماسية الروحية والقبول بالمشترك الإبراهيمي" عن طريق الوسطاء المحليين وشبكة قاعدية تسمى شبكة الشبكات تتكون من منظمات ترتكز على العقيدة ومراكز البحث الابراهيمية. الصوفية الروحية العالمية "حركة صوفية غربية عالمية غير إسلامية تم تأسيسها منذ قرن من الزمان تتلاقى أفكارها مع المبادىء الروحية وميثاق العمل الذي يضعه أنصار الدبلوماسية الروحية(...) وتتواصل تحت ستار نعتها بالصوفية مستغلة عدم العلم بمضمون ما تدعو إليه من شعارات ماسونية كما سيتضح فيما بعد". وتعود ارهاصات هذه التيارات إلى سنة 1910. وتم تطويعها في بداية الألفية. و"تشارك الرابطة الدولية الصوفية كمنظمة غير حكومية في الاجتماعات والقمم العالمية بمقر الأمم المتحدة في جلسات حوار مع قادة دينيين آخرين في شأن القضايا ذات الاهتمام كقضايا حقوق الإنسان والعدالة والتعليم وقضايا المرأة، حيث حصلت على عضوية دائرة العلاقات غير الحكومية التابعة للمنظمات غير الحكومية في إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة". (International Association of Sufism, April 2019).
لا نحتاج في هذا السياق إلى الحديث عن صهيونية دينية بالمعنى الضيق الموجود داخل كيان الاحتلال حاليا ولا يتعلق الأمر بالصوفية التي يعرفها الناس ولا الصوفية المقاومة ولا العرفانية ولا غير ذلك حتى تلك التي إما شاركت في قبول الاحتلال أو تلك التي شاركت في التحرير، وإنما بالصهيونية المقبولة التي يريدها العدو والنظام الصهيوني العالمي وهو يفعل كل شيء ويدنس كل شيء من أجل صناعة صهيونية مقدسة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق