بعد فترة عصيبة مرّ بها البلد جراء العدوان الصهيوني الغاشم، وعقب توقف هذه الأحداث الأليمة، كان لصحيفة "السبورت" الإلكترونية هذا اللقاء المميز مع أحد أبرز نجوم الكرة اللبنانية، لاعب منتخب لبنان ونادي الصفاء الرياضي السابق، والمدرب المساعد الحالي للكابتن فؤاد حجازي في نادي البرج، الكابتن الخلوق محمد مرتضى.. فكان معه هذا الحوار:
بداية الحديث كان بالسؤال عنه وعن عائلته والإطمئنان بعد نهاية هذه الحرب القاسية و الهمجية، يقول مرتضى: الحمدلله على كل شيئ، كانت حرباً قاسية، لم يوفّر فيها العدو الصهيوني أحداً، فصّب جام غضبه على البشر والحجر دون رحمة، آلاف من الشهداء والجرحى، من بينهم العديد من لاعبي كرة القدم رحمهم الله.
أمّا بالنسبة للإنطباع الذي تركه هذا العدوان، للأسف الشديد لا زلنا نرى عائلات وأُسَر بأكملها تبحث عن مأوى حتى بعد وقف إطلاق النار، مرارة لا توصف ولكن الأهّم مع كل ذلك هذا الإلتحام والتعاطف الشعبي الذي أظهره الشعب اللبناني في إحتضان النازحين من مختلف المناطق، وهذه نقطة إيجابية تُميّز اللبنانيين و تَجلّت اليوم بأبهى صورة طيلة فترة العدوان.
بالإنتقال للحديث عن عودة النشاط الكروي بعد فترة التوقف القسري، يؤكد مرتضى مدى قدرة اللاعب اللبناني على التكيّف في كل الظروف، والحياة يجب أن تستمر.
لا شك هناك أثار سلبية متعددة ومنها على سبيل المثال، ضعف اللياقة البدنية عند اللاعبين وإن كان معظمهم بقي يمارس هوايته في مباريات ودّية على ملاعب صغيرة، لكن ذلك لا يكفي بإعتبار أن المدّربين لديهم نظام إعدادي خاص وخطط مرسومة، غير ذلك أنّ الحرب شَتّت العديد منهم في مختلف المناطق اللبنانية وبات من الصعب تحقيق جزء بسيط من الخطط والتنفيذ عن بعد.
يُشكر الإتحاد اللبناني الذي بدأ وفور إعلان وقف إطلاق النار بدعوة الأندية وإتخاذ قرار بإستئناف النشاط المحلي مطلع العام المقبل، هذا سيساهم إلى حد بعيد في إعادة سكة الإعداد والتجهيز للأندية، بالطبع مع تكثيف التمارين اليومية و أستطيع القول بأننا سنتأقلم شيئا فشيئاً، ونقدم ما هو مطلوب مِنّا هذا الموسم.
وحول إستعدادات فريق البرج للعودة المرتقبة لبطولة الدوري، أكد مرتضى أنّ الإدارة حتى اللحظة لم تجتمع مع الجهاز الفني واللاعبين، من اجل وضع اللمسات الاخيرة قبل إنطلاق التمارين.. ولكن بطبيعة الحال الخطوات المرتقبة ستكون إعداد فكري وذهني للاعبين، من بعدها الإعداد البدني للوقوف على مدى جاهزيتهم.
في سياق آخر، يقول لم نطّلع حتى اللحظة على نتائج إجتماع الأندية مع الإتحاد، ولكن أنا على يقين مطلق بأنّ إتحاد اللعبة سيقف إلى جانب أنديته، خاصة منها التي تضررت بشكل كبير بسبب الحرب، و الجميع متضرر دون إستثناء.
أمّا فيما خَصّ العنصر الأجنبي وإستمراره من عدمه، يقول كُنّا النادي الوحيد الذي بدأ مشوار البطولة دون اللاعبين الأجانب بمواجهة فريق العهد، ولكن يبقى هنا القرار الأخير والحاسم للإدارة، ومدى قدرتها على إستقطاب أجانب مجدداً للفريق في ظل الوضع المادي الصعب، وتحديداً بعد إنسحاب الرئيس فادي ناصر من اللعبة.
ويمكنني أن أؤكد وهذا ما صرّح المدرب فؤاد حجازي في حديث صحفي، أنّ فريق البرج يستطيع إكمال البطولة بالعنصر المحلي ولدينا كامل الثقة بلاعبينا.
وعن الفارق بين جيل اليوم والجيل الذي عايشه محمد مرتضى قال: "قلتها سابقاً وأعود وأكررها اليوم، لكل مرحلة وجيل نجومه ولاعبيه، ولكن أيامنا نحن، كُنّا نلعب بروحية و بولاء أكبر للنادي، كما أنّ الإعلام لم يكن في أوّجه وكان على اللاعب أن يجتهد ويقدم للحصول على رضا الجماهير التي كانت تواكب النادي إلى مختلف الملاعب والمناطق.
أمّا اليوم، لعلّ الماديات هي التي تتحكم في أداء بعض اللاعبين، أقول البعض منهم ولا أقصد بحديثي هنا التعميم، وهذا ما ينعكس سلباً على الأداء سواء مع النادي أو المنتخب، ومع هذا يبقى هناك نجوم لمعت وتركت بصمتها في الملاعب من الجيل الحالي.
سؤالنا التالي تَرّكز حول إذا ما كانت كرة القدم اللبنانية بخير؟ يقول لا أعتقد، فقبل إندلاع الحرب كانت نتائج المنتخب سيئة إلى أبعد الحدود ومنتخبات ضعيفة تخطتنا في التصنيف العالمي، ولكن لا يعني ذلك بأنّ القيّمين على اللعبة، لا يعملون على تقديم كل التسهيلات للعودة بها إلى مستويات متقدمة.. أضف إلى ذلك، جاءت الحرب لتضيف بثقلها على هموم اللعبة، لكن أنا على يقين أنّه مع التخطيط الجيّد وإختيار العناصر الجيدة من اللاعبين المميزين وهم كثر في بطولة الدوري، وإعطائهم فرصة كاملة لتثبيت أنفسهم، قد نرتقي في السنوات القليلة القادمة، ونكون قادرين على إعداد منتخب قادر على المنافسة وتقديم صورة تليق بالكرة اللبنانية، كما أنّ رفع مستوى اللاعبين الأجانب في بطولة الدوري سيساهم إلى حد كبير في تطوير اللعبة.
وقبل الختام، توجهنا لكابتن مرتضى بالسؤال عن نجله حسين لاعب النجمة الحالي، الصفاء والعهد سابقاً.. هنا يقول في القلب غصّة عندما أتحدث عن هذا الموضوع، أنا أقدّر وأحترم نادي النجمة ورئيسه وأي قرار يصدر عنهم، ولكن نأسف لما آلت إليه الأمور ولا نعلم حتى اللحظة السبب، هناك غموض كبير في العلاقة بين حسين والجهاز الفني، لديه عقد يمتد لمدة خمس سنوات ونأمل أن يبصر الحل النور قريباً وينتقل ابني حسين لنادٍ آخر على سبيل الإعارة، فهو حكماً لا يزال يتدرب بشكل يومي ويخوض المباريات الودّية للبقاء بالجاهزية المطلوبة.
ختاماً، أتوجه بالشكر لموقعكم الكريم على هذه المقابلة، متمنياً لكم دوام التقدم والنجاح، كما أتمنى لرجال منتخب الأرز الذين تنتظرهم إستحقاقات هامة، لعلّ أهمها التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا.. وأن ينعم بلدنا الحبيب بالأمن والإستقرار.
0 تعليق