يمر طريق الفرنسي عثمان ديمبيلي للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من بوابة ملعب أليانتس أرينا في ميونيخ الذي يستضيف نهائي دوري أبطال أوروبا السبت، بعدما تحوّل هذا الموسم إلى قائد لهجوم باريس سان جيرمان الطامح للقبه القاري الأول بمواجهة إنتر الإيطالي.
ويتنافس ديمبيلي على جائزة الكرة الذهبية حسب ترشيحات النقاد مع نجوم برشلونة لامين يامال ورافينيا وبيدري.
«نريد أن نصنع التاريخ. حان الوقت ليفوز باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا» قال ديمبيلي ابن الـ 28 عاماً بعد نيله جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي في 11 مايو.
أعاد المدرب الإسباني لويس إنريكي تموضع لاعب برشلونة الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني السابق ليحمل الرقم 9 على قميصه، فلعب دوراً محوريا في هجوم نادي العاصمة بعد رحيل كيليان مبابي الصيف الماضي إلى ريال مدريد الإسباني.
كان من غير الممكن تصوّر ذلك قبل أشهر قليلة بالنسبة للاعب اشتهر بتسديداته الطائشة خارج الخشبات الثلاث واهداره للفرص السهلة.
قال خلال حفل تسلمه جائزة أفضل لاعب في «ليغ1»: «مع هذا المركز المحوري، أكون أكثر تواجداً في قلب اللعب وأكون أيضاً أكثر تواجداً أمام المرمى، وهذا يساعدني على تسجيل الأهداف وأن أكون أكثر وضوحاً داخل منطقة الجزاء. أنا سعيد بهذا المركز».
ديمبيلي القائد
وإضافة إلى دوره الرئيس في غرفة تبديل الملابس ولعبه رأس الحربة في أسلوب الضغط على المنافس، والتحدث إلى زملائه بانتظام، فقد أصبح أكثر دقة أمام المرمى مما كان عليه منذ بداية مسيرته، في حين ظل مراوغاً من الطراز الرفيع يصعب إيقافه.
بالنسبة لزميله لاعب الوسط البرتغالي فيتينيا، فان ديمبيلي هو «قائد يُحتذى به»، واضاف قائلاً «الطريقة التي يتواجد بها بنسبة 100 في المئة في المباريات تجعلنا نرغب في مساعدته وتقديم المزيد على أرض الملعب».
لعب دوراً أساسياً في عدة مباريات مهمة هذا الموسم، على غرار ذهاب الدور نصف النهائي عندما سجل هدف الفوز أمام أرسنال الإنجليزي (1-0)، وفي إياب دور ثمن النهائي أمام ليفربول 1-0 بعد الخسارة ذهابا بالنتيجة ذاتها، ليحتكم الفريقان إلى سيناريو ركلات الترجيح الذي خرج منه سان جرمان فائزا 4-1.
ديمبيلي في القمة
كان حاسماً 45 مرة هذا الموسم (أهداف وتمريرات حاسمة) في 45 مباراة مع سان جرمان في مختلف المسابقات.
حصل تحوّله الجذري في قلب الشتاء. فارضاً نفسه لعدة أسابيع أفضل لاعب في العالم. ففي يناير، وفي غضون ثلاثة أيام، سجل ثلاثية «هاتريك» من رباعية الفوز على شتوتغارت الألماني 4-1 في المجموعة الموحدة لدوري الأبطال، وكرر الإنجاز ذاته من خماسية الفوز على بريست 5-2 في الدوري الفرنسي. هذه السداسية النادرة في مباراتين عكست ذكاءه التمركزي ومهاراته الفنية، إضافة إلى ثقة بالنفس غير مسبوقة.
اللاعب الباريسي الذي بات يحسن إدارة لياقته البدنية مع قلة الإصابات، باستثناء مشكلة في عضلات الفخذ الخلفية ضد أرسنال، تباطأ في أدائه خلال شهري ابريل ومايو، فسجل هدفه اليتيم في الشهرين الماضيين أمام الـ«غانرز» في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال.
كان الهدف الأول له منذ الأول من ابريل عندما سجل مرتين في الفوز على دانكيرك من الدرجة الثانية 4-2 في نصف نهائي كأس فرنسا.
بالنسبة للجناح الفرنسي الذي تحوّل إلى مهاجم صريح، قد ينتهي موسمه الناجح على كافة الأصعدة، بتتويج تاريخي في حال نجح سان جيرمان في احراز باكورة ألقابه في المسابقة القارية الأم، والتألق في مونديال الأندية بنسخته الجديدة في الولايات المتحدة هذا الصيف، حيث سيدخل دائرة أبرز المرشحين للفوز بالكرة الذهبية.
قال ديميبلي أمام الصحفيين الاسبوع الماضي «يمازحوني كثيراً حول الكرة الذهبية. لكن عندما تكون لاعباً في باريس سان جيرمان، هناك أمور أهم بكثير من الجوائز الفردية. لم يفز النادي بهذه الجائزة من قبل» في إشارة إلى دوري الأبطال.
أثنى المهاجم الدولي السابق تييري هنري على مواطنه الذي شارك في سحب قرعة الدور الأول لبطولة رولان غاروس خلال إجازته «لو استطاع عثمان إنهاء ما بدأه، سيكون أحد أفضل لاعبي العالم. إن لم يكن الأفضل، وهذا بالضبط ما يعكسه الآن. عندما تنظر إلى ما حققه منذ عام 2025، تجد أنه في القمة وفي طريقه لتحقيق الثلاثية».
موهبة كبيرة
يعتبره زميله المغربي أشرف حكيمي «لاعباً من نوع مختلف، يجعلك ترغب في الذهاب إلى الملعب لمشاهدته، فهو يُحدث فرقاً، إنه عبقري في التعامل مع الكرة».
وأثنى الموهبة الصاعدة ديزيريه دويه (19 عاماً) على زميله قائلاً «إنه لاعب يُساعدنا كثيرا، ونحن سعداء جدا باللعب إلى جانبه، هو لاعب استثنائي».
رغم فوزه برهان مع أصدقائه بشأن الأهداف التي سيُسجلها هذا الموسم، مع ساعات فاخرة كهدايا، قال ديمبيلي إنه سيُقدم لهم «ضعف المبلغ أو لا شيء» للنهائي، وحذّر قائلاً «أنا جشع».
0 تعليق