نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتظار الآخر, اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 03:51 صباحاً
نشر في البلاد يوم 17 - 12 - 2024
في خضم الحياة، ومسؤولياتها التي تقع على عاتقنا، قد نجد أنفسنا رهناء للانتظار، والانتظار المتواصل، والذي لسان حاله يقول للآخرين: أرجوكم هل تروني؟ هل تشعرون بما أشعر به؟ وماهية معاناتي؟
قد لا تتوارد الإجابات إلى الذهن، بسبب أن الآخرين لديهم ما يكفي من المسؤولية التي تجعلهم في حالة انشغال دائم، وليس بالضرورة أن يكون هذا تجاهل مباشر من الآخر .
تلعب العوامل النفسية دوراً مهماً في هذا الانتظار، و تتمحور هذه العوامل أولًا في رغبة التقدير والقبول من الآخرين، ثم الخوف من الرفض أو الرد الفورى على مشاعرنا. كما أن الرغبة في الفهم العميق من الآخر، يسبِّب الانتظار حيث أننا نريد أن يلمس الآخرون مشاعرنا، ويعرفوا ما بداخلنا دون الحاجة إلى التعبير عنه.
ويجب أن لا يخفى علينا أن انتظار الآخرين ليفهموا ما بداخلنا، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، وغالباً الشعور بالانتظار والتفاؤل المبنييْن على الغموض، يمكن أن يؤديان إلى التوتُّر النفسي، والقلق الحادّ، بالإضافة إلى الشعور بالإحباط والخيبة عند عدم الفهم لهذا الشعور، يمكن أن يؤدي بنا إلى العزلة والانطواء، وهذا ما يؤثر سلباً على علاقتنا الاجتماعية والشخصية.
من المهم جداً على الأفراد انً يتعاملوا بوقود الوضوح، فمن المهم التعبير عن المشاعر بطريقة واضحة ومفتوحة، كما أن التواصل الفعّال مع الآخرين، يساعد على تحقيق الفهم المتبادل، و الحصول على الدعم العاطفي. ويجب أن نتعلم كيفية تقبل الآخرين كما هم دون انتظارهم ليفهموا كل شيء بداخلنا، كذلك الاعتماد على النفس، والثقة في القرارات الشخصية، يساعدان على تقليل الاعتماد على فهم الآخرين.
إنتظار الآخرين ليفهموا ما بداخلنا، يمكن أن يكون مصدرًا للتوتر والقلق، ومهدِّدا لاستقرار العلاقات، فالآخرون لا يملكون عصا سحرية يشعرون من خلالها عما نشعر به، والصمت الذي يدفعنا إلى اعتماد هذه الطريقة، قد يفسر بطرق غير صحيحة.
لذلك، الإفصاح عن الشعور، يعالج ثلث المشكلة، ولذلك، علينا ان نمنح الآخرين فرصة لفهمنا جيّداً، حتّى نتخلَّص من هذا الترقُّب، لتدوم علاقاتنا، وتزدهر.
أخبار متعلقة :