نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"سيوة الخضراء".. أول مكتبة صديقة للبيئة في مصر, اليوم الخميس 1 مايو 2025 03:38 مساءً
منارة بيئية
افتُتحت المكتبة في 24 نوفمبر 2022. كأول مكتبة صديقة للبيئة في مصر. وسط احتفاء مجتمعي كبير. حيث تم تشييدها بالكامل من مواد طبيعية محلية مثل "حجر الكرشيف" وجذوع النخيل. بما يتماشي مع العمارة السيوية التقليدية التي تندمج بتناغم مع الطبيعة المحيطة. وتُعد نموذجًا فريدًا للهندسة المستدامة. يجمع بين الجمال والوظيفة. ويحترم الهوية الثقافية للمكان.
يقول محمد عمران جيري. مدير مكتبة مصر العامة بسيوة: نحن لا نتحدث عن مكتبة فقط. بل عن تجربة بيئية وثقافية متكاملة. المكتبة بُنيت بروح سيوة ولأجل سيوة. وهي امتداد للهوية. وتجسيد لرؤية ثقافية عادلة تصل للجميع دون استثناء.
إحياء التراث
ساهم إنشاء المكتبة في إنعاش الصناعات التراثية المحلية. مثل صناعة الأبواب والنوافذ من الجريد. والمشغولات اليدوية من ليف النخيل. وهي حرف تقليدية كانت علي وشك الزوال. كما وفرت المكتبة فرص عمل حقيقية لأبناء الواحة. سواء في البناء أو الإدارة أو تنفيذ الورش. مما أضاف بُعدًا اقتصاديًا واجتماعيًا إلي المشروع.
مختبر للمواهب
تضم المكتبة عدة أقسام متخصصة قاعة كبري للاجتماعات والندوات ومعمل حديث للحاسب الآلي وقسم متكامل للأطفال مزود بألعاب تربوية وكتب مصورة وورش تدريب علي الحرف اليدوية وجاليري للمعارض الفنية وقسم للمطالعة للكبار ومسرح مفتوح وحديقة للطفل.
وتضم المكتبة أكثر من 10 آلاف كتاب في شتي المجالات. من الأدب إلي العلوم. ومن التاريخ إلي التنمية الذاتية. بالإضافة إلي فعاليات ثقافية وفنية مستمرة. تستهدف تعزيز روح الإبداع والانتماء لدي أبناء الواحة.
هنا بدأنا نحب القراءة
مريم عبد الكريم. طالبة في المرحلة الإعدادية. تقول: قبل افتتاح المكتبة. لم أكن أحب القراءة. لكن هنا شعرت أن الكتاب صديقي. أحب قسم الأطفال وأشارك في كل الورش.
أما عبد السلام محمد. حرفي سيوي. فيقول: كنت أعمل بصناعة النخيل. لكن الطلب تراجع كثيرًا. اليوم أدرّس في ورش المكتبة وأصنع قطعًا فنية تباع في المعارض. المكتبة أعادت لي مهنتي وكرامتي.
ماجد رجب. زائر من ألمانيا. عبّر عن انبهاره قائلاً: زرت مكتبات كثيرة حول العالم. لكن سيوة الخضراء لها سحر خاص. كل شيء فيها حيّ ومتصل بالبيئة. إنها درس معماري وإنساني رائع.
هالة طه. "ناشطة في مجال البيئة". المشروع يمثل نقطة تحول: ونموذج يحتذي به في البناء المستدام. وتستحق أن تُدرّس في كليات الهندسة. إنها تترجم فلسفة البيئة إلي واقع نافع وجميل.
منذ افتتاحها. لم تقتصر المكتبة علي رواد سيوة فقط. بل تحولت إلي وجهة سياحية وثقافية للزائرين من مختلف الجنسيات. وأصبحت منصة لتبادل الأفكار. وملتقي للمواهب. ومصدر إلهام لمشروعات مماثلة في بيئات صحراوية أخري.
وفي وقت تسعي فيه الدولة لتطوير الريف المصري والاهتمام بالمجتمعات الطرفية. تقف "مكتبة سيوة الخضراء" كدليل علي أن التنمية تبدأ من الثقافة. وأن بناء الإنسان لا يقل أهمية عن تشييد المصانع والطرق.
ليست سيوة مجرد واحة في عمق الصحراء. بل أصبحت عبر مكتبتها الخضراء رمزًا لما يمكن أن تصنعه المعرفة حين تتجذر في الأرض. وتحمل ملامح المكان وروح ناسه. وبين جدران الطين ونوافذ النخيل. يُكتب فصل جديد من فصول الثقافة المصرية. في صمت الرمل وصوت الحكمة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق