تحت عنوان "سقط بيت الأسد أخيرا لكن سوريا الفوضوية لا تزال قابلة للتمزيق"، ألقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء فى تحليل لسام كيلى على تداعيات ما يحدث فى سوريا لاسيما بعد فرار بشار الأسد واستيلاء جماعة هيئة تحرير الشام المسلحة على العاصمة دمشق، وقالت إنه رغم ترحيب السوريين بالإطاحة بالأسد، إلا أن الاحتفالات لن تدوم طويلا إذ تواجه البلاد التي مزقتها الحرب مستقبلا مضطربا.
وقال الكاتب، إنه لعقود من الزمان، رأى حافظ، ثم ابنه بشار، أن كونهم جزءًا من "الهلال الشيعي" الذي ربطهم بطهران ولبنان هو أفضل وسيلة للبقاء. وانضم العديد من المسيحيين إليهم خوفًا من الأغلبية السنية. ومع انهيار سوريا في حرب أهلية في عام 2012، بذل بشار وأتباعه كل ما في وسعهم لزيادة الخصومات الطائفية التي كانت تهدد دائما بتمزيق البلاد. وتصوروا أنهم سيبقون على قيد الحياة لفترة أطول إذا أفرغوا سجونهم من المعتقلين السياسيين الإسلاميين، وسمحوا للأكراد بالقيام بأمرهم، وقتلوا الباقين بمساعدة من إيران وروسيا.
ونجا الأسد لمدة اثني عشر عامًا أخرى. ولكن مع تشتت انتباه روسيا في أوكرانيا وضرب حزب الله بالضربات الجوية الإسرائيلية، تمكنت المعارضة السورية بقيادة الجماعات المسلحة من إزاحة الأسد في أقل من أسبوع.
وقال الكاتب، إنه لا عجب أن الأقليات السورية، وخاصة العلوية والمسيحية، تحتفل بنهاية الدكتاتورية من خلال الانضمام إلى هتافات "سوريا واحدة. أمة واحدة. نحن شعب واحد!" بأعلى صوت ممكن. الآن ليس الوقت المناسب لتسليط الضوء على اختلافك. واعتبر الكاتب أن مأساة سوريا هي أنها ليست أمة واحدة وأن أياً من جيرانها تقريباً لا يرى أي ميزة في خروجها من موت نظام الأسد كأي شيء آخر غير الفوضى.
وأكد الكاتب البريطاني، أن إسرائيل لا تريد سوريا مستقرة، حيث احتلت الدولة اليهودية مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، واستولت على المزيد منها في عام 1973. ولن تسمح لدمشق أبداً بالعودة إلى الضفة الشرقية لبحيرة طبريا.
أخبار متعلقة :