نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصريحات ترامب التصادمية .. خطط واقعية أم مجرد تكتيك تفاوضي؟, اليوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024 09:23 صباحاً
يشتهر "دونالد ترامب" باستخدامه الدائم لأسلوب التهديد والتصريحات الصادمة سواء ذلك للمسؤولين في الولايات المتحدة أو الدول المعادية أو حتى الحلفاء والشركاء التجاريين.
وهو أسلوب بدأ في ولايته الأولى وخلال حملته الانتخابية الأخيرة التي ركز خلالها على فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، لكنه صعد تلك التهديدات في الأيام الأخيرة وتحديدًا منذ فوزه بولاية ثانية.
من ضمن أبرز التهديدات تلك التي وجهت لمجموعة البريكس، من خلال التعهد بالرد على الحكومات التي تتحدى هيمنة الدولار، من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على تلك الدول.
وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: انتهت فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار، بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب.
وأضاف: نطالب هذه الدول بالالتزام بعدم إنشاء عملة جديدة للبريكس أو دعم أي عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي القوي، وإلا فإنها ستواجه تعريفات جمركية بنسبة 100%، وينبغي لها أن تتوقع أن تقول وداعًا لبيع منتجاتها في الاقتصاد الأمريكي.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
وبالفعل كان اقترح بعض القادة السياسيين في البرازيل وروسيا إنشاء عملة خاصة لدول البريكس للحد من هيمنة الدولار في التجارة العالمية، لكن لم يتطور الأمر بسبب الخلاف الداخلي بشأنها.
وانتقد بعض الخبراء تهديد "ترامب" لأنه يجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة، منهم "براد سيستر" الخبير الاقتصادي السابق بوزارة الخزانة الذي كتب على منصة "إكس" أن التهديد لدول البريكس يشير إلى ضعف الثقة في الدولار.
وأضاف أنه قد يؤدي في الواقع لتسريع تحرك دول أخرى بعيدًا عن الدولار، لأن الجهود المبذولة لإرغام الدول على استخدام الدولار تشكل تهديدًا طويل الأمد للدور العالمي للعملة الأمريكية.
وانتقدت الصين الولايات المتحدة لزعزعة استقرار النظام المالي العالمي واستغلال هيمنة الدولار كسلاح جيوسياسي.
تهديدات مستمرة ومكاسب محتملة
قبل ذلك هدد الرئيس الأمريكي المنتخب بفرض رسوم جمركية 25% على السلع الواردة من المكسيك وكندا، و10% إضافية على الواردات القادمة من الصين -إلى جانب المقترح السابق بفرض تعريفات 60%- حتى يتم وقف المخدرات بما في ذلك الفنتانيل وتدفق المهاجرين غير الشرعيين للولايات المتحدة.
وكان نتيجة ذلك، قيام رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" برحلة غير مجدولة إلى منتجع "ترامب" في فلوريدا "مار إيه لاغو"، لتجنب التعريفات المحتملة.
أما عن المكسيك، فذكرت رئيسة البلاد "كلوديا شينباوم" أن المحادثة الهاتفية التي أجرتها مع "ترامب" والتي ناقشا خلالها القضايا المتعلقة بالهجرة والفنتانيل، تعني أنه لن تكون هناك حرب تعريفات محتملة بين البلدين.
وهو ما أكده منشور "ترامب" على منصة "تروث سوشيال" الذي أشار فيه إلى أنه خلال مكالمته مع "شينباوم" وافقت على وقف الهجرة عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة.
كما أشارت "شينباوم" إلى أنهما لم يناقشا التعريفات الجمركية، لكن المحادثة مع "ترامب" طمأنتها إلى أنه لن تكون هناك حاجة إلى معركة تعريفات جمركية في المستقبل.
وأوضحت أنها أخطرت "ترامب" بالمبادرات المختلفة المتعلقة بالهجرة التي اتخذتها حكومتها، وأن الرئيس الأمريكي أدرك هذا الجهد.
وبالعودة لولايته الأولى وتحديدًا في يونيو 2019، هدد "ترامب" بفرض تعريفات جمركية على المكسيك إذا لم تغير البلاد نظام الهجرة الخاص بها، وهو ما فعلته في النهاية، بعدما سافر وفد من مسؤولي المكسيك إلى واشنطن لإجراء محادثات عاجلة.
ورقة مساومة
لكن خلص تقرير لمعهد "بروكينجز" إلى أن استخدام التعريفات الجمركية كوسيلة ضغط لا يؤدي بالضرورة إلى علاقات تجارية أكثر ملاءمة بشكل كبير، على الرغم من أنها قد تنجح في جذب اهتمام الدول الأخرى.
وفي حين ينظر بعض المحللين إلى تهديدات "ترامب" على أنها خطط سيتم تنفيذها، فإن بعض قادة البنوك يعتقدون أنها استمرار لتكتيكاته التفاوضية السابقة.
"هذا هو أسلوب التفاوض الذي يتبعه "ترامب": الخطوة الأولى لكمة في الوجه والثانية دعونا نتفاوض"، حسبما ذكر "كيران كالدر" رئيس أبحاث الأسهم لدى بنك "يونيون بانكير بريفي" Union Bancaire Privee.
وألمح تقرير لبنك "يو بي إس" إلى أن توقيت وتركيز تهديد الرسوم الجمركية يشير إلى مجال للتفاوض، من خلال التركيز على القضايا غير التجارية وهي الهجرة والمخدرات.
تكتيك تفاوضي
أشاد المشروعون الجمهوريون بتهديد "ترامب" بمعاقبة كندا والصين والمكسيك برسوم جمركية باعتبارها استراتيجية تفاوض ذكية للمساعدة في الحد من أزمة "الفنتانيل" والحدود.
فمثلا ذكر السناتورالجمهوري "تيد كروز" في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز": نظرت إلى التهديد بفرض تعريفات جمركية على المكسيك وكندا، وقد أدى ذلك على الفور لاتخاذ إجراء.
كما أشار "سكوت بيسنت" المرشح لتولي منصب وزير الخزانة في إدارة "ترامب" إلى أن التهديدات بفرض زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية كانت جزءًا من استراتيجيته التفاوضية، وأضاف في مقابلة مع "فاينانشال تايمز": إنه تصعيد من أجل تهدئة الأمور، لأن "ترامب" في النهاية من أنصار التجارة الحرة.
وتحدث "هوارد لوتنيك" المرشح لمنصب وزير التجارة في مقابلة مع "سي إن بي سي" قبل الانتخابات بأن التعريفات الجمركية بالطبع ورقة مساومة وسوف تساعد في إزالة الحواجز أمام السلع المصنوعة في أمريكا في الدول الأخرى.
وأضاف أن هذا مجرد تفاوض، وأن "ترامب" لن يسعى لفرض تعريفات جمركية ترفع الأسعار على السلع التي لا يتم تصنيعها في أمريكا.
وحسبما نقلت "سي إن إن"، ذكر مسؤول في فريق "ترامب" -لم تعلن الوكالة اسمه- لانتقال السلطة أن تعهد "ترامب" بشأن التعريفات الجمركية كان بمثابة تحذير مبكر لمحاولة إجبار الحلفاء والخصوم على الجلوس على طاولة المفاوضات بشأن قضايا الهجرة والتجارة.
وأن هذه الاستراتيجية تنبع من الاعتقاد بأن تهديدات مماثلة نجحت في تحقيق أهدافها خلال فترة ولاية "ترامب" الأولى.
ووصف تحليل قدمه "جولدمان ساكس" أن إعلان "ترامب" عن الرسوم الجمركية يذكر بإدارته الأولى عندما أعلن مثل هذه التعريفات كتكتيك تفاوضي، وفي النهاية رفض فرض بعض التعريفات التي اقترحها.
وبالتالي فمن المحتمل بشدة ألا ينفذ "ترامب" تهديداته بعد تقديم الدول تنازلات وتلبية شروطه، حتى تتجنب خوض حرب تجارية تضر باقتصاداتها.
المصادر: أرقام – الجارديان – بي بي سي – سي إن إن – بيزنس إنسايدر – معهد "بروكينجز"
أخبار متعلقة :