تراجع سعر الذهب العالمي بشكل محدود خلال تداولات اليوم الجمعة، وذلك بعد أن شهد انخفاضا حادا أمس، ولكنه في طريقه إلى تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي مدفوعاً بتقارير أفادت استئناف الصين لشراء الذهب في نوفمبر الماضي بالإضافة إلى توقعات بقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضا اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى عند 2674 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2680 دولارا للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 1.4% ليسجل أدنى مستوى عند 2675 دولارا للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
وبالرغم من انخفاض أمس فإن الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 2% وقد سجل أعلى مستوى في أسبوعين خلال تداولات الأمس عند 2726 دولارا للأونصة.
جاء الانخفاض أمس في أسعار الذهب بسبب الدولار الأمريكي الذي استكمل اليوم ارتفاعه للجلسة السادسة على التوالي ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسية ويقترب من أعلى مستوياته منذ عامين، ليحد من مكاسب الذهب ويدفعه إلى الانخفاض بشكل واضح يوم أمس.
قوة الدولار الأمريكي جاءت من ضعف العملات الرئيسية الأخرى بعد أن قام البنك المركزي السويسري أمس بخفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس دفعة واحدة، بالإضافة إلى قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة ربع درجة مئوية للمرة الرابعة هذا العام، لتتراجع العملات متسببة في ارتفاع الدولار الأمريكي ليكون التأثير سلبيا على أداء الذهب.
بيانات التضخم الأخيرة عن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت ارتفاع التضخم على مستوى المستهلكين إلى أعلى مستوى في 7 أشهر ولكن معدلات التضخم جاءت وفقاً للمتوقع مما زاد من التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير هذا العام خلال الأسبوع القادم.
الأسواق المالية تضع احتمال بنسبة 98% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم، على أن يتوقع البنك تباطؤ في سياسة التوسع التي اتبعها منذ سبتمبر الماضي، وقام خلالها بخفض الفائدة 75 نقطة أساس حتى الآن.
خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع القادم لن يكون مفاجئ بالنسبة لأسعار الذهب، لأنه قد تم تسعيرة بالفعل في الأسواق المالية، ولكن التركيز سينصب على مخطط النقاط الذي يتوقع أداء أسعار الفائدة والمؤشرات الاقتصادية الرئيسية من قبل أعضاء البنك الفيدرالي.
توقعات أعضاء البنك وتصريحات رئيس البنك جيروم باول ستحدد اتجاه الذهب خلال الفترة القادمة، لأن الأسواق تتوقع فترة هدوء من البنك الفيدرالي وترقب لنتائج سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب والتي قد يكون لها تأثيرات داعمة للتضخم والدولار الأمريكي.
وبالنسبة للطلب على الذهب المادي فقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب حول العالم خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر بمقدار – 8.2 طن ذهب وذلك بعد ارتفاع في التدفقات خلال الأسبوع السابق.
بينما أظهر تقرير عن مجلس الذهب العالمي أن الذهب يستعد لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ أكثر من عقد من الزمان في ظل عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية التي عوضت التراجع في الطلب من قبل المستهلكين.
وأشار مجلس الذهب العالمي أن اجماع السوق يشير إلى نمو إيجابي ولكن أكثر تواضعا للذهب في عام 2025. حيث تركز كل الأنظار على ما قد تعنيه ولاية ترامب الثانية للاقتصاد العالمي وتأثيره على الذهب.
أخبار متعلقة :