حقوق الملكية الفكرية.. في تصريح له خلال برنامج "فتاوى الناس"، الذي يُذاع على قناة الناس"، أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، سواء كان من خلال سرقة أو تعديل البرامج المحمية، يعد جريمة شرعية تتحمل إثمًا كبيرًا في الإسلام.
وأوضح أن هذا النوع من الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، حتى وإن كانت النية فيه خدمة المجتمع أو تحسين الظروف الاقتصادية، لا يُعفي من الإثم ولا يبرر الفعل غير الشرعي.
الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية
في حديثه، أوضح الدكتور اليداك أن أحد الأشخاص قام بسرقة نسخة أصلية من برنامج محمي، ثم قام بتعديلها ونشرها عبر الإنترنت دون الحصول على إذن من صاحب الحق هو اعتداء حقوق الملكية الفكرية.
واعتبر هذه الفعلة خطأ كبيرًا، سواء كان الفاعل هو من سرق النسخة الأصلية أو من قام باستخدام النسخة المقلدة بعد نشرها.
وأشار إلى أن الهدف الذي قد يبرر بعض الأفراد في ارتكاب جريمة الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، مثل توفير البرنامج لطلاب الجامعات أو المدارس، لا يُعد مبررًا شرعيًا للقيام بهذا الفعل فالله سبحانه وتعالى، كما يوضح الدكتور اليداك، طيب ولا يقبل إلا طيبًا. وعليه، لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام الطرق غير المشروعة لتحقيق الأهداف الحسنة.
تأثير الأفعال غير المشروعة على أصحاب الحقوق
كما تطرق الدكتور اليداك إلى الآثار السلبية التي تترتب على سرقة أو تعديل البرامج المحمية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأفعال تضر بالشركات المطورة للبرامج. فسرقة النسخ الأصلية أو نشر النسخ المقرصنة يؤثر بشكل مباشر على الاستثمارات التي تقوم بها هذه الشركات في تطوير برامج جديدة، مما يعرقل نمو القطاع التكنولوجي ويقلل من الموارد المخصصة للابتكار في المستقبل.
وأضاف أن استخدام النسخ المقرصنة يمكن أن يتسبب في تدهور الوضع المالي لشركات البرمجيات، ويضر بمصالح المطورين الذين قد يتوقفون عن الاستثمار في تطوير منتجات جديدة بسبب الأضرار الناتجة عن هذه الممارسات غير القانونية.
الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية مثل التصدق بمال غير حلال
وفي إطار تأكيده على أهمية احترام حقوق الملكية الفكرية، أكد الدكتور اليداك أن الاعتداء على هذه الحقوق يُعد بمثابة التصرف في مال غير حلال. وقال إن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن الأعمال التي تُرتكب بطرق غير شرعية، مهما كانت النية طيبة. وبالتالي، فإن أي تصرف يستهدف الاستفادة من حقوق ملكية فكرية بطريقة غير قانونية يُعد محرمًا في الإسلام، ولا يُقبل من المؤمن حتى وإن كان الهدف من ورائه نفع الناس أو خدمة المجتمع.
البرامج التي لا تحمل حقوق ملكية فكرية
فيما يتعلق بالبرامج التي لا تحمل حقوق ملكية فكرية أو حماية قانونية، أشار الدكتور اليداك إلى أنه لا يوجد مانع شرعي من استخدام هذه البرامج وتوزيعها بحرية، طالما أنها لا تحتوي على حقوق فكرية محمية. وبذلك، تصبح هذه البرامج مفتوحة للاستخدام من قبل الأفراد دون أن يتعرضوا لأي إثم شرعي.
خريطة قناة "الناس" وبرامجها
تجدر الإشارة إلى أن برنامج "فتاوى الناس" الذي استضاف فيه الدكتور حسن اليداك يتم بثه على قناة "الناس"، التي تم إطلاقها بشكلها الجديد من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. قناة "الناس" تُعرض مجموعة من البرامج المتنوعة التي تشمل مواضيع دينية، ثقافية، اجتماعية، بالإضافة إلى برامج مخصصة للمرأة والطفل، مما يساهم في تغطية جميع مجالات الحياة بشكل يواكب احتياجات الجمهور.
في الختام، يُعد تأكيد الدكتور حسن اليداك على تحري الحلال في التعامل مع حقوق الملكية الفكرية دعوة للتزام الأفراد والشركات بالقانون واحترام حقوق الآخرين. فالاستفادة من البرامج أو المواد المحمية بطرق غير قانونية تضر بالمجتمع ككل، وتعوق التقدم في مجال الابتكار. وبدلًا من استخدام أساليب غير مشروعة، يجب على الأفراد البحث عن حلول قانونية تضمن لهم تحقيق أهدافهم مع الحفاظ على شرعية أعمالهم.
أخبار متعلقة :