اليوم الجديد

معارك حلب تتصاعد.. هل نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معارك حلب تتصاعد.. هل نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا؟, اليوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024 11:04 صباحاً

تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة تعكس حالة من التصعيد العسكري والسياسي، حيث تتجه الأنظار نحو مدينة حلب باعتبارها مركزاً محتملاً لتحولات استراتيجية قد تعيد رسم ملامح النزاع السوري.

التغيرات الميدانية في حلب.. عودة التصعيد

تصاعدت المواجهات في حلب مع تحركات عسكرية مكثفة تقودها فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، ما يعيد إلى الواجهة الطموحات التركية في شمال سوريا.

وفي هذا السياق، يقول كادار بيري، مدير مؤسسة "كرد بلا حدود": "ما نراه اليوم هو استمرار لسياسة الاحتلال التركي، حيث تتحرك التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وفقاً لتوجيهات أنقرة.. هذه التنظيمات تقدمت في مناطق لم يكن ينبغي لها التقدم إليها، مما يعكس أجندة توسعية واضحة".

وأضاف بيري أن "تركيا تسعى لتعزيز وجودها العسكري والسياسي في شمال سوريا تحت مظلة ما يُعرف بولاية 82، وهو مصطلح يعكس أطماعها في ضم أجزاء من الأراضي السورية".

بين إيران وتركيا.. معادلة معقدة

من جانبه، يرى أستاذ العلاقات الدولية سمير صالحة أن التطورات الإقليمية أصبحت تُدار وفق رؤية جديدة تهدف إلى تحجيم الدور الإيراني في سوريا.

ويشير صالحة إلى أن: "الخطة الإقليمية الحالية تسعى لإجبار إيران على الخروج من سوريا، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لنظام دمشق الذي يعتمد على الدعم الإيراني للبقاء. وفي المقابل، تركيا تحاول استغلال هذا الضعف لإعادة ترتيب أوراقها في المنطقة".

قسد والنظام.. توازنات متغيرة

وفيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يؤكد بيري أن موقفها يتسم بالارتباك نتيجة الضغوط الإقليمية والدولية.

وأضاف: "قسد تجد نفسها محاصرة بين الحكومة السورية والتهديدات التركية.. التحالف مع واشنطن لم يعد يوفر نفس الزخم السابق، ما يجعلها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجياتها".

أما صالحة فيلفت النظر إلى أن أي تحالف بين قسد والحكومة السورية قد يثير حساسية لدى اللاعبين الإقليميين، خاصة تركيا، التي تعتبر هذه القوات تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

خيارات دمشق.. بين الفيدرالية والتغيير الديمغرافي

الحديث عن الفيدرالية كحل سياسي بدأ يطفو على السطح مع تزايد الدعوات لحل النزاع السوري عبر إعادة هيكلة الحكم. ويرى بيري أن التغيير الديمغرافي الذي تشهده المناطق الشمالية هو جزء من خطة تركية لإبعاد السكان الأكراد عن مناطقهم الأصلية.

ويضيف: "تركيا تسعى جاهدة لطمس الهوية الكردية في شمال سوريا، مما يجعل العودة إلى المناطق المهجرة حلماً صعب المنال للكثير من الأهالي".

هل نحن أمام مرحلة جديدة؟

يبدو أن معركة حلب قد تكون بوابة لمرحلة جديدة في النزاع السوري، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية بشكل غير مسبوق، بينما تسعى تركيا لتعزيز وجودها، تواجه الحكومة السورية ضغوطاً متزايدة من الحلفاء والخصوم على حد سواء، ما يجعل مستقبل المدينة مرهوناً بالتفاهمات الدولية وتغير التحالفات.

ويشير صالحة إلى أن: "الحل في سوريا لن يكون عسكرياً فقط، بل يحتاج إلى قراءة سياسية جديدة تأخذ بعين الاعتبار مواقف جميع الأطراف، بما في ذلك قسد وتركيا وإيران".

هذا التصعيد يجعل السؤال مفتوحاً:

هل ستتمكن الأطراف الفاعلة من إيجاد صيغة للحل، أم أن حلب ستظل شاهداً على فصول أخرى من النزاع السوري؟

أخبار متعلقة :