منذ شبابه الأول، كان في المواقع المتقدّمة يدافع ويقاوم ويجاهد عن القضايا المحقّة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومواجهة العدو الإسرائيلي. كان يمتلك الوعي السياسي والاستراتيجي، له عقل عملي وعلمي، كما كان بارعًا في الحرب النفسية والإعلامية، وكان إداريًّا دقيقًا في تراتبيته التنظيمية.
هو صلبٌ، له مهابته ومهامه في آنٍ معًا، وكان يهتمّ بالإخوة علميًّا واجتماعيًّا، وعلى المستوى الخاص، حتى أحبّوه وارتبطوا به. ولا يخفى أنّه كان قائدًا حقيقيًّا في الميدان، يمتلك البأس والجرأة والقدرة، و”هو أحد النماذج من قيادات المقاومة الإسلامية المظفّرة”.
وبالسياق، الأكيد أن المقاومة لديها قادة يسدّدهم الله بقدرات ومهام على درب هذا القائد الجهادي الكبير، ومن سبقه ومن لحق به من القادة الشهداء، ومنهم رفيق دربه القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان)، والسيّد محسن شكر، والحاج إبراهيم عقيل، والحاج علي كركي، وغيرهم من الشهداء الذين قضوا عمرهم في الجهاد والشهادة تحت عباءة سيّد شهداء الأمة السيّد حسن نصر الله وبرفقة الشهيد السيد هاشم صفي الدين.
فالمقاومة مستمرة وحاضرة، لا تهزّها الرياح العاتية أو الضغوط الهائلة، فهي كما أكّد الشيخ قاسم: “فليعلم الإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي أننا لن نخضع للتهديدات والضغوطات، لو اجتمع العالم ليسلبنا حقنا وأرضنا، لن نستسلم، سنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة..”.
ومن المفيد التذكير بما قاله الشهيد السيّد حسن نصر الله عن السيّد بدر الدين في ذكرى أسبوعه في 20-5-2016 “…نحن أمام رجلٍ من كبار رجال المقاومة الإسلامية في لبنان، وواحدٍ من عقولها الكبيرة ومؤسسيها الأوائل، الذين أمضَوا حياتهم فيها، مقاتلًا في الميدان، وقائدًا في الساحات، وشهيدًا في نهاية المطاف، كما يهوى كل مقاوم وكل قائد.. هذا السيف البتّار، كان سريع الدمعة عندما يتطلّب الموقف دمعة، سخيّ الدم عندما يتطلب الموقف دمًا، وحادّ السيف عندما يحتاج الموقف إلى سيفٍ بتّار، هنيئًا له الشهادة التي تمناها وسعى إليها، والتي يغبطه عليها كل رفاقه الباقين..”.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :