اختتمت الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي عُقدت عصر اليوم في العاصمة العمانية مسقط، بوساطة وزير الخارجية العماني، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي.
وأكد بقائي في منشور له عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، أن هذه الجولة كانت صعبة لكنها مفيدة، وأسهمت في تحقيق فهم أفضل لمواقف الطرفين، والتوصل إلى مقاربات معقولة وواقعية لحل القضايا الخلافية.
وأشار بقائي إلى أن الإعلان عن زمان ومكان الجولة التالية من المفاوضات سيتم من خلال المنسق العماني.
واستضافت مسقط هذه الجولة التي تأتي ضمن مسار المفاوضات النووية غير المباشرة، حيث عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لقاءً ثنائيًا مع نظيره العماني بدر البوسعيدي.
وقبيل مغادرته طهران، انتقد عراقجي التصريحات المتناقضة للمسؤولين الأميركيين داخل أروقة التفاوض وخارجها، مشيرًا إلى أن طهران قدمت خطة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، القائم على أسس قانونية متينة، وتحت إشراف دائم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف أن تخصيب اليورانيوم يمثل أحد إنجازات الأمة الإيرانية، وقد دُفع ثمن باهظ لتحقيقه.
وقال عراقجي: “إذا كان الهدف هو ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فهذا هدف قابل للتحقق تمامًا، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق بشأنه، لكن إذا طُرحت مطالب غير منطقية أو غير واقعية أو غير قابلة للتنفيذ، فمن الطبيعي أن تواجه المفاوضات صعوبات”.
ضبابية في مفاوضات مسقط النووية وسط تباينات أمريكية وتحركات إقليمية متسارعة
تُجرى حاليًا مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة عبر وسطاء في مسقط، وسط أجواء من الغموض والتضارب في التصريحات، ما يعكس تعقيد المرحلة الراهنة من التفاوض حول الملف النووي الإيراني.
وتستند الجولة الحالية إلى المقترح الإيراني الذي طُرح قبل جولتين، وينص على تقديم طهران ضمانات تؤكد سلمية برنامجها النووي، مقابل رفع شامل للعقوبات الأمريكية، وتقديم واشنطن ضمانات قانونية بعدم تكرار انسحابها الأحادي من الاتفاق، كما حدث في عام 2018.
وأكد الرئيس الإيراني أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بطبيعته، وأن بلاده مستعدة لتقديم تطمينات للمجتمع الدولي، فيما شدد المفاوضون الإيرانيون على أهمية الحصول على ضمانات قابلة للتنفيذ، خاصة في ظل غياب التوافق داخل الإدارة الأمريكية، حيث تشهد إدارة ترامب خلافات حادة بين أركان فريق السياسة الخارجية، وبرز ذلك مع إقالة مستشار الأمن القومي.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن التصريحات المتضاربة من الجانب الأمريكي، وآخرها ما نقلته شبكة MBC عن مصادر إسرائيلية بشأن “الوقت الأمثل لتدمير المنشآت النووية الإيرانية”، تأتي في إطار الحرب النفسية والإعلامية التي ترافق كل جولة تفاوضية.
وفي السياق، شدد رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية مختار حداد، في مقابلة مع قناة المنار، على أن إيران لن تتنازل عن حقها في امتلاك دورة نووية كاملة، لكنها مستعدة لتقديم ضمانات حول سلمية هذه الدورة، مؤكدًا أن أطرافًا، في مقدمتها الكيان الإسرائيلي وبعض الدول الأوروبية، تلعب دورًا تخريبيًا في مسار التفاوض.
وأشار حداد إلى أن الفريق الإيراني المفاوض يتمتع بصلاحيات كاملة ويتحرك وفق استراتيجية واضحة، خلافًا للفريق الأمريكي الذي يعاني من تباين في التوجهات.
وبالرغم من عدم صدور إعلان رسمي عن انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات، نقلت منصة “أكسيوس” عن مصادر أمريكية وإيرانية انتهاء الجولة بعد ثلاث ساعات من النقاشات المكثفة، فيما لم تؤكد وسائل الإعلام الإيرانية هذه المعلومات حتى اللحظة.
ورجّح حداد أن تُعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بعد زيارة الرئيس ترامب المرتقبة إلى المنطقة، معتبرًا أن نتائج الجولة الرابعة – إذا جاءت إيجابية – قد تفتح الباب أمام مزيد من التقدم، خصوصًا مع إصرار إيران على مطلب رفع كامل للعقوبات وتقديم ضمانات تنفيذية من الجانب الأمريكي.
وفي ختام حديثه، اعتبر حداد أن التوتر الأمريكي – الإسرائيلي الأخير يمثل فشلًا لمعسكر العرقلة، وفرصة لطهران لتعزيز موقعها التفاوضي، وهو ما انعكس في تكثيف الحراك الإيراني نحو دول المنطقة، لا سيما عبر الزيارات الرسمية إلى السعودية وقطر، ما يعكس مقاربة إيرانية شاملة في التعاطي مع ملفات الإقليم.
المصدر: موقع المنار
أخبار متعلقة :