يواجه عمالقة النفط في الولايات المتحدة فترة صعبة قادمة، بعد أن توجه منتجي النفط إلى تقليص أنشطتهم الحفرية وإعادة التفكير في ميزانياتهم، بعد التراجع الأخير في أسعار النفط.
وحذرت كل من شركات “إس إل بي”، و”هاليبرتون”، و”بيكر هيوز” الأمريكية من أن الإنفاق الحذر من جانب العملاء كان أحد أبرز السمات في تقاريرها للربع الأول، مشيرة إلى نقص الرؤية المستقبلية، خاصة في أمريكا الشمالية، بحسب ما نقلته شبكة “يو إس نيوز” الأمريكية.
وكان ارتفاع الإنتاج من مجموعة “أوبك+”، بالإضافة إلى تأثيرات الحرب التجارية العالمية المتمثلة في انخفاض الطلب، قد دفعا أسعار النفط إلى نحو 55 دولارًا للبرميل هذا الشهر، مقارنة بحوالي 78 دولارًا قبيل تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير.
وقال محللو سوق النفط إنه “مع تراجع أسعار النفط عن النطاق المحدد الذي ظل سائدا لفترة كبيرة منذ أكثر من عامين، تواجه ميزانيات المنتجين ضغوطا كبيرة لأول مرة منذ عدة سنوات”.
وحذر العديد من المنتجين من أن الحفر يصبح غير مربح عندما تكون الأسعار دون 65 دولارًا للبرميل، حيث وصل سعر خام برنت الأمريكي عند 63 دولارًا خلال تعاملات الجمعة.
وخفضت شركة “دايموندباك إنرجي” ميزانيتها الرأسمالية لعام 2025 بمقدار 400 مليون دولار، وقالت إنها ستقوم بحفر وإكمال عدد أقل من الآبار، بينما قالت شركة “كوتيرا إنرجي” إنها ستخفض عدد الحفارات في حوض بيرميان بنسبة 30% في النصف الثاني من العام.
ونوهت الشبكة الأمريكية عن أن هذه التخفيضات من قبل المنتجين المستقلين قد تؤثر على شركات الخدمات التي تزودهم بالحفارات والطاقم والمعدات، وهو ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة “هاليبرتون” جيف ميلر، بقوله إن العملاء يراجعون خططهم لعام 2025، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من الوقت غير المستغل للأساطيل، وفي بعض الحالات، إرسال المعدات إلى الخارج أو تقاعدها.
وأضافت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كثير من دول العالم مزيدًا من الغموض، بما في ذلك زيادة تكاليف المعدات، وتوقعت شركة “هاليبرتون” تأثيرًا يتراوح بين 2 سنت و3 سنتات للسهم في الربع الثاني من التوترات التجارية، بينما حذرت شركة “بيكر هيوز” من تأثير يتراوح بين 100 مليون دولار و200 مليون دولار على الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك لعام 2025 إذا استمرت الرسوم الجمركية.
وفي الوقت نفسه، تركز الشركات الثلاث على مجالات أخرى بجانب النفط مثل بنية الغاز الطبيعي المسال، وترقيات شبكات الطاقة، وطلب الطاقة المدفوع بمراكز البيانات للتعامل مع التعافي البطيء والأقل انتظامًا، وتتوقع شركة “بيكر هيوز” تسجيل طلبات لا تقل عن 1.5 مليار دولار في معدات مراكز البيانات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
أخبار متعلقة :