توصل باحثون في كوريا الجنوبية إلى تقنية ثورية للكشف عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي، وذلك من خلال تحليل صور الجزء الخلفي من العين باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة npj Digital Medicine، أن النموذج المستخدم استطاع التنبؤ بالإصابة بدقة وصلت إلى 96%، ما يفتح الباب أمام طرق جديدة للتشخيص المبكر وغير الغازي.
وبيّنت التحليلات أن المرضى يعانون من سمات بصرية محددة في الشبكية، مثل زيادة عدد الأوعية الدموية، وسماكتها غير المعتادة، وصغر حجم القرص البصري، وهي التغيرات التي يعتقد الباحثون أنها تعكس نمط نمو الدماغ لدى المصابين. ويمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في فهم الاضطراب من زاوية بيولوجية، بعيدًا عن الاقتصار على التقييم السلوكي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 5% من سكان العالم يعانون من هذا الاضطراب، بينهم أكثر من 2.6 مليون شخص في المملكة المتحدة وحدها. ويؤكد الباحثون أن التشخيص المبكر يمكن أن يغيّر مسار حياة المرضى بشكل كبير، من خلال تحسين مهاراتهم الدراسية والاجتماعية والنفسية، خاصة في ظل تزايد وعي المجتمعات وتراجع الوصمة المرتبطة بالاضطراب.
وشملت الدراسة تحليل صور شبكية لـ646 طفلًا ومراهقًا بمتوسط عمر بلغ 9.5 سنوات، ويخطط الفريق لتوسيع التجربة لتشمل فئات عمرية ومجتمعات أكبر. ويأمل الباحثون في تطوير هذه التقنية مستقبلاً لتصبح أداة معتمدة في التشخيص السريع والدقيق لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، في خطوة قد تُحدث ثورة في أساليب رعاية الصحة النفسية.
أخبار متعلقة :