تتواصل، اليوم الخميس، جهود الإطفاء للسيطرة على الحرائق الواسعة التي اندلعت ظهر أمس الأربعاء جنوب غرب القدس، حيث يعمل 119 طاقم إطفاء في عدة بؤر نشطة. ومن المقرر أن تنضم اليوم ثماني طائرات إطفاء من قبرص وإيطاليا لدعم عمليات الإخماد.
وبحسب تقديرات “الصندوق الدائم لإسرائيل” (كاكال)، التهمت النيران نحو 24 ألف دونم، ما يجعل الحريق من بين الأكبر في تاريخ الكيان. وأشارت التقديرات إلى أن معظم “غابة كندا” احترق بالكامل، فيما تعرضت “غابة إشتاؤول” لأضرار جسيمة.
وأُصيب 17 عنصرًا من فرق الإطفاء خلال مشاركتهم في إخماد النيران، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. في الأثناء، أعادت الشرطة، صباح اليوم، فتح جميع الطرق التي كانت قد أُغلقت بسبب اتساع رقعة الحرائق، وفق ما جاء في بيان صدر عنها.
واشتعلت الخلافات داخل كيان الاحتلال مع استمرار حرائق الغابات في القدس المحتلة، التي التهمت آلاف الدونمات من الأراضي، في وقت اتهمت فيه المعارضة الحكومة بالتقصير، بينما حوّلت أطراف حكومية الأزمة إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية والأمنية، مع تصاعد حملات التحريض ضد الفلسطينيين.
واتهم مسؤولون مقرّبون من رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، جهاز “الشاباك” بـ”الفشل” في منع الحرائق، بينما نقلت وسائل إعلامية عن نتنياهو قوله إن على “الشاباك” أن “يلاحق المحرضين ومشعلي النيران”.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن النيران التهمت 19 ألف دونم، بينها حدائق وغابات ومتنزهات بأكملها، وأضافت أن “هناك إهمالًا واضحًا من الجهات الرسمية في إسرائيل التي لم تتعامل بجدية مع تحذيرات الأرصاد الجوية من إمكانية اندلاع حرائق في ظل هذه الأجواء”.
من جانبه، أشار موقع واللا العبري إلى أن حكومة نتنياهو–سموتريتش قلّصت 217 مليون شيكل من ميزانية جهاز الإطفاء لصالح أهداف سياسية، وعلّق ساخرًا: “الجميع مذنبون ما عدا نتنياهو”.
وأوضح الموقع أن ميزانية قوات الإطفاء الإسرائيلية كانت 2 مليار شيكل في العام الماضي، لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قلّصها إلى 1.7 مليار شيكل هذا العام.
من جهته، اتهم يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة، اليسار الإسرائيلي والفلسطينيين بالتورط في إشعال الحرائق، بينما دعا زعيم حزب “شاس”، أرييه درعي، إلى “قتل كل من يشعل النيران”.
وفي المقابل، هاجم نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي ما وصفوه بـ”حملات التحريض العنصرية” التي تزيد من توتير الأجواء في المنطقة.
ولليوم الثاني على التوالي، لا تزال الحرائق الضخمة المندلعة في جبال القدس مشتعلة، في ظل عجز الاحتلال عن السيطرة عليها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد إطفاء الاحتلال في القدس، صباح اليوم الخميس، أن 119 طاقمًا يواصلون مكافحة النيران عبر 11 محورًا رئيسيًا، مشيرة إلى أن النيران أتت على 24 ألف دونم.
وأعلنت عدة دول أوروبية، من بينها رومانيا، فرنسا، إسبانيا، كرواتيا، إيطاليا، وأوكرانيا، أنها سترسل طائرات إطفاء لدعم الجهود. غير أن مصدرًا في خدمات الإطفاء أشار إلى أن المساعدة الدولية قد لا تكون فعّالة على نطاق واسع، نظرًا إلى تقديرات تشير إلى إمكانية السيطرة على الحريق قبل وصول تلك المساعدات.
تشهد مناطق واسعة في شمال وغرب القدس المحتلة موجة حرائق غير مسبوقة، وسط عجز سلطات الاحتلال عن السيطرة على ألسنة اللهب المتسارعة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن بؤرة حريق جديدة اندلعت قرب مستوطنة “متسبيه إيلان” شمال فلسطين المحتلة، حيث تحاول تسعُ طواقم إطفاء التعامل مع النيران المتصاعدة.
وفي السياق، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن حرائق الغابات غرب القدس التهمت حتى الآن نحو 12 ألف دونم، في حين أعلنت القناة 12 العبرية عن إخلاء مستوطنة “نافيه إيلان” بالكامل، شمال غربي القدس، بعد وصول النيران إلى أطرافها.
من جهتها، قالت “سلطة الإطفاء الإسرائيلية” إن تسعة حرائق ما تزال مشتعلة في جبال القدس، وتشمل مناطق حساسة مثل باب الواد واللطرون، وسط مخاوف من اتساع رقعتها.
كما امتدت الحرائق شرقًا باتجاه مستوطنة “بيتاح تكفا” قرب تل أبيب، بينما تتواصل النيران في الاشتعال بمناطق أخرى مثل “متسبيه إيلان” قرب الخضيرة.
وفي أول تعليق له، حذّر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من احتمال وصول الحرائق إلى داخل القدس، وقال إن “الرياح الغربية قد تدفع الحريق بسهولة نحو ضواحي القدس، وحتى إلى داخل المدينة”، مؤكدًا أن الوضع يشكل “حالة طوارئ وطنية”.
من جانبه، وصف قائد جهاز الإطفاء، إيال كاسبي، الحرائق بأنها “الأكبر منذ عقد”، بينما أمر وزير الحرب، يسرائيل كاتس، الجيش بالمشاركة الفورية في عمليات الإطفاء.
وأعلنت “نجمة داوود الحمراء” أنها عالجت ما لا يقل عن 23 مصابًا، في وقت لا يزال فيه مئات المستوطنين تحت تهديد النيران.
المصدر: مواقع
أخبار متعلقة :