لم يكن الفنان المغربي ربيع القاطي يتوقع أن يتحول ظهوره الأخير على الشاشة أثناء تقديمه لبرنامج رياضي إلى مادة دسمة للجدل، بعدما انهالت عليه الانتقادات من بعض المتابعين الذين لم يرقهم مظهره ولا أسلوبه، حيث اعتبر المنتقدون أن هندامه لا يتناسب مع طبيعة البرنامج الذي يتطلب، برأيهم، التزاما أكبر بالشكل الخارجي، سواء من حيث اللباس أو طريقة الظهور أمام الكاميرا.
ولأن ربيع القاطي ليس من طينة من يلتزمون الصمت طويلا، فقد اختار الرد بطريقته الخاصة، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، حيث نشر رسالة قوية ومباشرة في خاصية "ستوري" كتب فيها بلهجة واثقة: "نحن هكذا وهكذا نحن خلقنا، مزغبين وشعرنا رطب... ما ذنبنا؟".
ولأن الرد لم يكن كافيا بالنسبة له بالكلمات فقط، أضاف تعليقا صوتيا زاد من قوة موقفه، قال فيه: "نحن خلقنا هكذا، أقوياء، أشداء، صناديد. نعم نميل أحيانًا لكننا لا نسقط أبدًا"، في إشارة واضحة إلى أن مظاهر الشكل الخارجي لا تعكس حقيقة الإنسان ولا تحدد قيمته أو كفاءته.
ربيع القاطي، الذي خبرته الساحة الفنية ممثلا متمكنا وصوتا حاضرا، أكد من خلال رسائله أن النجاح لا يقاس بالمظهر، بل بالكفاءة والإبداع والحضور، كما أن تفاعله مع جمهوره لم يتوقف عند حدود الرد على الانتقادات، بل حرص أيضا على تقاسم بعض المساندات التي تلقاها من متابعيه عبر نفس الخاصية، حيث أشاد كثيرون بأدائه، مؤكدين أن استعماله للغة العربية الفصحى السليمة أعاد لهم شيئا من الحنين إلى زمن الخطاب الإعلامي الرصين الذي غاب كثيرا عن القنوات العمومية.
وبين النقد والمدح، يبدو أن ربيع القاطي اختار أن يسلك طريقه بثقة، مؤمنا بأن البقاء للأصلح، وأن المضمون هو الذي يصنع الفارق، لا المظهر الخارجي الذي سرعان ما يزول أمام بريق الموهبة وأصالة الحضور.
أخبار متعلقة :