نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين شروط موسكو وضغوط واشنطن..كييف في سباق نحو السلام الصعب, اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 11:39 صباحاً
ووصف الكرملين هذه الخطوة بأنها تأتي "تكريما لذكرى انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية"، لكنها تحمل في طياتها رسائل أعمق تتجاوز مجرد استراحة ميدانية.
ورغم إعلان الكرملين أن موسكو لا تشترط اعتراف كييف بالمناطق التي تسيطر عليها روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، إلا أن شروط السلام التي طرحتها موسكو لم تخلُ من التعقيد.
فروسيا أوضحت أن أي تسوية نهائية تتطلب اعترافا دوليا بضم خمس مناطق أوكرانية، من بينها شبه جزيرة القرم، وهو ما يعيد الأزمة إلى المربع الأول.
ترامب يعبر عن إحباطه.. ويدفع نحو حل نهائي
الهدنة الروسية المؤقتة لم تلق ترحيبا حارا في واشنطن، فقد أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفت، عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يريد وقفا دائما لإطلاق النار ينهي الحرب وليس مجرد هدنة مؤقتة لالتقاط الأنفاس"، مضيفة أن ترامب يشعر بـ"إحباط متزايد" تجاه مواقف كل من بوتين وزيلينسكي.
وفي هذا السياق، برزت تصريحات عضو الحزب الجمهوري والمستشار السابق لترامب، غبريال صوما، الذي قدم قراءة متعمقة للمشهد خلال مقابلة مع برنامج التاسعة على قناة سكاي نيوز عربية.
صوما لخص الإحباط الأميركي قائلا: "المشكلة لم تبدأ مع ترامب.. المسؤولية الحقيقية تعود إلى إدارة أوباما، التي سمحت لروسيا باحتلال القرم دون رد فعلي جاد".
وأشار صوما إلى أن الرئيس بايدن، كنائب للرئيس آنذاك، "كان شريكا في التقاعس عن التصدي للزحف الروسي"، معتبرا أن هذا الفشل القديم فتح الطريق أمام التصعيد الحالي.
شروط الكرملين.. عقدة تفاوضية إضافية
رغم المبادرة بالهدنة، لا تبدو موسكو مستعدة لتقديم تنازلات جوهرية، حيث صرّح الكرملين بوضوح أن أي مفاوضات جدية يجب أن تقر أولا بسيطرة روسيا على الأراضي التي استحوذت عليها خلال السنوات الماضية، وهو ما يرفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع، متمسكا بـ"وحدة الأراضي الأوكرانية وعدم المساس بشبه جزيرة القرم"، كما ينص الدستور الأوكراني.
واعتبر صوما أن شروط بوتين تهدف إلى تثبيت مكاسب موسكو الميدانية قائلا إن: "بوتين يريد الاحتفاظ بأجزاء كبيرة من شرق أوكرانيا وبالقرم، ولن يقبل بالانسحاب دون مقابل حقيقي".
وأضاف أن "سحب القوات الروسية بالكامل يبدو صعبا للغاية ما دام بوتين يعتبر وجوده العسكري في هذه المناطق جزءا من الأمن القومي الروسي".
وأوضح صوما أن ترامب يتبنى مقاربة حذرة حيال الأزمة، مشيرا إلى أن الرئيس الجمهوري "لا يريد أن يقدم ضمانات أمنية شاملة لأوكرانيا"، لأنها قد تجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، مما يعني "اندلاع حرب عالمية ثالثة"، بحسب تعبيره.
وتابع قائلا: "ترامب قال بوضوح إنه لا يريد أن تتحمل أميركا وحدها كلفة النزاع، ويعتقد أن حل الأزمة الأوكرانية ينبغي أن يكون أوروبيا في الأساس".
وفي المقابل، يرى كثير من المراقبين أن تقاعس واشنطن عن تقديم دعم عسكري أكبر لكييف قد يُطيل أمد الحرب، بينما تراهن موسكو على تعب الإرادة الغربية مع مرور الوقت.
تحالفات جديدة تربك المشهد
في خضم هذه التطورات، وجه بوتين رسالة مدوية بشكره للجنود الكوريين الشماليين الذين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك، وهي خطوة تعزز تحالفا عسكريا جديدا مع بيونغيانغ، أثار قلق واشنطن ودفع الخارجية الأميركية للتحذير من "خطورة تورط كوريا الشمالية المباشر في الحرب".
ولا يبدو أن وقف إطلاق النار المؤقت كافٍ لتمهيد الطريق نحو سلام شامل، فتصريحات بوتين الملتبسة، وتعنت زيلينسكي، والتردد الأميركي، كلها عوامل ترسم صورة مستقبلية قاتمة لمصير الحرب في أوكرانيا.
وفي ظل هذه الصورة المعقدة، يبدو أن أوكرانيا باتت عالقة بين هدنة هشة ومفاوضات معقدة، بينما تتقاطع فوق أرضها رهانات عالمية كبرى لا يبدو أنها ستُحسم قريبا.
أخبار متعلقة :