بحلول السنة الثالثة لتطبيق التوقيت الصيفى فى مصر، رحبت المصانع بالقرار الحكومي بعد دراسة الانعكاسات الإيجابية فى ظل توافر العديد من المقومات منها عدم انقطاع التيار الكهربائي.
وأكدت قيادات بالقطاع الصناعي ، أن أهم التأثيرات الإيجابية للتوقيت الجديد تتمثل فى ترشيد فاتورة الكهرباء، وارتفاع الطاقات الإنتاجية بعد زيادة ساعات العمل أثناء النهار، وبالتالى منح فرص أكثر للتواصل مع العملاء.
وبدأ العمل بالتوقيت الصيفى فى مصر للمرة الأولى عام 1945 واستمر بشكل متقطع حتى تم إلغاؤه عام 2016.
والعام قبل الماضي، أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى بموجب القانون رقم 24 لسنة 2023، ليتواصل العمل به صيفي 2023 و2024 والصيف الحالي 2025.
فتح الله : تقليل الإضاءة الصناعية يحقق وفرا في فواتير الطاقة
قال سمير فتح الله، المدير التنفيذى لشركة ترانس أفريكا المتخصصة في تصنيع الملابس الجاهزة، إن التوقيت الصيفي عمل على تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية للموظفين.
وأضاف لـ «البورصة»، أن التوقيت الصيفي يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز أهداف الاستدامة داخل الشركة، من خلال العمل على تقليل الاعتماد على الإضاءة الصناعية لساعات أطول خلال النهار، وهو ما يوفر في فاتورة استهلاك الكهرباء.
وأوضح أن انتهاء العمل في وقت مبكر من اليوم يتيح للشركة تنظيم برامج تدريبية وورش عمل للعاملين في أوقات أكثر ملاءمة، دون التأثير على سير الإنتاج اليومي، مما يرفع مستوى مهاراتهم وكفاءتهم ويصب في صالح المنتج النهائي، ويزيد فرص تواجد منتجاتهم داخل الأسواق العالمية.
نفى فتح الله، وجود أي تحديات لوجستية ، أو صعوبات في التواصل مع العملاء أو الموردين في مناطق زمنية مختلفة، نظرًا لأن التوقيت الصيفي أصبح يتماشى مع توقيت موردي الشركة بالخارج.
مهران : فرصة لزيادة ساعات التسويق والتواصل بشكل أكبر مع العملاء
وقال محمد مهران رئيس شركة فابريكة للمنتجات الجلدية، إن التوقيت الصيفى أصبح ضمن العوامل التي تؤثر على نشاط عمل المصنع، من خلال ترشيد فاتورة الكهرباء وتعويض فارق التكاليف لشراء مستلزمات أخرى، عكس التوقيت الشتوى الذى يرفع تكاليف الكهرباء.
أضاف لـ «البورصة»، أن مواعيد العمل الجديدة منحت فرصة لزيادة ساعات التسويق والتواصل أكثر مع العملاء، وهو ما يؤثر أيضا على المبيعات خلال موسم الصيف .
ولفت مهران، إلى أن التوقيت الجديد يؤثر على زيادة الطاقات الإنتاجية إذا قارناه بالتوقيت الشتوى ، والإسهام فى خفض تكاليف التشغيل.
عابدين: الموظفون حققوا توازنا أكبر بين حياتهم المهنية والشخصية
وقال طارق عابدين، رئيس مجلس إدارة شركة عابدين للأواني المنزلية، إن تعديل ساعات العمل أسهم بشكل كبير في تعزيز كفاءة إدارة الوقت وتحسين مستوى الأداء داخل الشركة.
وأضاف لـ «البورصة»، أن تقليص عدد ساعات العمل المسائية وزيادة التركيز خلال الفترة النهارية مكن الموظفين من أداء مهامهم بفعالية أعلى، مما انعكس إيجاباً على جودة العمل وسرعة إنجازه.
وأوضح أن تغير التوقيت أيضًا ساعد على تحسين بيئة العمل، إذ أصبح الموظفون والعمال أكثر قدرة على تحقيق توازن بين حياتهم المهنية والشخصية، مما أدى إلى زيادة الالتزام والإنتاجية.
وأشار عابدين، إلى أن العودة المبكرة للموظفين أسهمت في تقليل حدة الازدحام المروري في أوقات الذروة، وهو ما خفف من مستويات الإجهاد البدني والنفسي الناتجة عن التنقل اليومي، لافتاً إلى أن هذا التحسن في ظروف العمل ينعكس بشكل مباشر على الأداء العام للشركة.
وأكد أن مثل هذه التعديلات تعزز قدرة الشركات المحلية على مواكبة الاتجاهات العالمية في تنظيم العمل وزيادة الاعتماد على أساليب الإدارة الذكية للوقت والموارد.
وقال أسامة الطوخي، عضو غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات، ورئيس مصنع الطوخى للمنتجات الجلدية، إن التطبيق الصيفى انعكس بشكل إيجابى على تقليل استهلاك الطاقة أثناء ساعات النهار بشكل أحدث خفضا نسبيا فى التكاليف.
وأضاف لـ «البورصة»، أن المصنع وضع استراتيجيات للتكيف مع ساعات العمل الجديدة، من خلال تعديل جدول العمل لضمان نشاط العمال وأدائهم وبالتالى الحفاظ على معدلات الإنتاجية، كما حرص على توعية العمال بأهمية التكيف مع التوقيت الجديد وكيفية استغلاله فى العمل.
وتوقع أن يتحسن أداء إنتاج المصنع خلال صيف 2025 مقارنة بالعام الماضى ، وذلك بعد تجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي مستهدفا زيادة فى الطاقة الإنتاجية بنسبة 20%.
وقال عمرو محمد رئيس مجلس إدارة شركة كيان تريدينج للمنتجات الجلدية، إن التوقيت الصيفى يعزز مستهدفات الشركة فى زيادة الطاقات الإنتاجية من حقائب السفر والأحذية خلال الموسم الحالى.
أضاف أن زيادة عدد ساعات العمل خلال النهار يعطى للعمال فرص لاستغلال وقت أكثر فى الجزء المتبقى من اليوم وتحسين الحالة المزاجية ، شرط التكيف التدريجي مع التوقيت.
ولفت إلى أن التكاليف التى وفرتها الشركة من فاتورة الكهرباء تضعها لشراء مستلزمات أخرى موفرة للطاقة.
هارون: المواعيد الجديدة تنشط قطاعي الترفيه والمطاعم بشكل غير مباشر
وأشار محمد هارون، رئيس مجلس إدارة دريمز للألومنيوم ، إلى أن التوقيت الصيفي يبعث رسالة قوية إلى المستثمرين حول قدرة مصر على التكيف مع المعايير العالمية في إدارة الوقت والطاقة.
وأضاف أن هذه التفاصيل الصغيرة لها دلالات كبيرة في تقييم البيئة الاستثمارية، موضحًا أنه عندما يرى المستثمر أن هناك حرصاً على الاستغلال الأمثل للموارد وتسهيل حركة الأعمال مع العالم، فإن ذلك يعزز من ثقته في السوق المصري.
وأشار إلى أن التوقيت الصيفي يسهم أيضاً في تنشيط بعض القطاعات الأخرى بشكل غير مباشر، مثل قطاع الترفيه والمطاعم، حيث يجد الأفراد وقتاً أطول للاستمتاع بأنشطتهم بعد انتهاء ساعات العمل في النهار.
أخبار متعلقة :