في عصرٍ تُؤخذُ فيه الامةُ على أيدي قادةِ الاحباطِ وعلماءِ السوءِ الى الظلمات، يبقى نورُ ذاكَ الامامِ يشعُ في كلِّ الارجاء، ففي ذكرى رحيلِ الامامِ الخميني قدسَ سرُه كَتَبَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم: نعيشُ اشعاعاتِ نورِ الاسلامِ المحمديِّ الاصيل، ونعيشُ الايمانَ ورفضَ الظلمِ والاملَ بانتصارِ الحقِ على الباطلِ بعدما نقلَ ايرانَ من استبدادِ الشاهِ وطاغوتِ أميركا الى رحابِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ ناصرةِ المستضعفينَ وخاصةً المقاومةَ لتحريرِ فلسطين، ختمَ الامينُ العامُّ لحزب الله.
فالامامُ الخمينيُ كانَ التِرياقَ لشفاءِ جسدِ الامةِ من قرونٍ من الاسقامِ والعِلل. فماذا عن الترياقِ العراقيّ بالنسبةِ للبنانيين؟ يقولُ فيه الرئيسُ اللبنانيُ جوزاف عون: اِنَ كلَّ لبنانيٍّ باتَ يؤمنُ فعلاً عندَ كلِّ أزمة، بأنَ “الترياقَ من العراق”، ليسَ قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقَّق”.
كلامُ الرئيسِ عون جاءَ في معرضِ شكرِه للعراقِ على كلِّ ما قدّمَهُ للبنان ، من هِباتٍ وتقديماتٍ وذلكَ خلالَ زيارتِه لبغدادَ والتي وُصفت بالتاريخية.
زيارةٌ غابَ عنها وزيرا الطاقةِ والخارجية، فوزيرُ الطاقةِ معنيٌ جداً بالزيارة، فالعراقُ له الفضلُ الاولُ في تزويدِ لبنانَ بالوقود، وكذلك وزيرُ الخارجيةِ المفترضُ أنْ يرافقَ الرئيسَ في جولاتِه الخارجية. فالعراقُ معروفٌ بكرمِ الضيافة، ولا يجرُّ ضيوفَه الى السفارةِ كما حصلَ مع الوزيرِ رجي عندما زارت بيروتَ المبعوثةُ الاميركيةُ مورغان اورتاغوس، فهل يلتقيانِ مجدداً ، خاصةً مع الحديثِ عن انها ستُرحَّلُ عن منصبِها، فبحسَبِ القناةِ الرابعةَ عشرةَ الصهيونيةِ ، فانَ اورتاغوس ستغادرُ منصبَها في خطوةٍ وُصفت بأنها ليست خبراً جيداً لاسرائيلَ بحسَبِ الصحيفة.
فاذا صحَّ الخبرُ فانَ البكاءَ لن يكونَ فقط في كيانِ العدو، بل أيضاً عندَ البعضِ في لبنان. امّا الشعبُ اللبنانيُ فلا شكَ انه سيَستريحُ مما تحملُه من سموم ، على أنَ هناكَ من يُقدِّمُ لشعبِه السُمَّ في عسلِ التطبيع.
فالى أبعدَ مما يتوقعُه العدوُ الصهيوني ، ذهبَ الرئيسُ السوريُ أحمد الشرع في مواقفِه ورؤيتِه للعلاقةِ بينَ بلادِه وتل أبيب، ففي مقابلةٍ مع صحيفة Jewish Journal، عبَّر الجولاني كما أسمتهُ الصحيفةُ عن انفتاحِه نحوَ إقامةِ شراكةٍ أمنيةٍ مستقبليةٍ مع “اسرائيل” في ظلِّ وجودِ أعداءٍ مشتركينَ على حدِّ وصفِه.
فمن هم الاعداءُ المشتركون؟ سؤالٌ مشروعٌ جداً على الشرع في ظلِّ الابادةِ الجماعيةِ في غزةَ حيثُ تتحولُ مراكزُ المساعداتِ الغذائيةِ الى أفرانٍ يُشوى فيها الجَياعُ في هولوكوست هذا الزمنِ الرديء.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق