يتوقع محللون تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال شهر مايو، في ظل تصاعد الحذر لدى الشركات والأسر الأمريكية نتيجة التحولات في السياسة التجارية للبيت الأبيض، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرج”.
ورجّح اقتصاديون أن يضيف الاقتصاد الأمريكي نحو 125 ألف وظيفة فقط خلال مايو، انخفاضًا من مستويات النمو المرتفعة التي فاقت التوقعات في شهري مارس وأبريل، ما يعكس حالة من الترقب والضبابية بشأن المسار الاقتصادي في المرحلة المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن التعديلات المتكررة في جداول الرسوم الجمركية وخطط التجارة الخارجية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أربكت أصحاب الأعمال، الذين وجدوا صعوبة في بناء خطط استثمارية واضحة على المدى الطويل، خاصة في ظل اتساع استخدام الرسوم الجمركية كأداة لإعادة توجيه الاستثمارات وتعزيز التصنيع المحلي.
تراجع في شهية الاستهلاك وقلق من الإيرادات
تأتي هذه التقديرات في وقت تشير فيه استطلاعات الثقة إلى تراجع نسبي في الإنفاق الاستهلاكي، حيث أبدت الأسر الأمريكية سلوكًا أكثر تحفظًا في الشراء، وهو ما قد ينعكس على بيانات مبيعات السيارات المنتظر صدورها هذا الأسبوع، وسط توقعات بتراجعها للشهر الثاني على التوالي، بحسب مؤسسة “وارد إنتليجنس”.
وأمام هذا التراجع المحتمل في الإيرادات، أصبحت الشركات أكثر حرصًا على خفض التكاليف، وهو ما قد يترجم إلى تباطؤ في وتيرة التوظيف الجديدة، خاصة في القطاعات غير الأساسية.
7.1 مليون وظيفة شاغرة فقط
من المتوقع أن تُظهر بيانات الوظائف المرتقبة انخفاضًا في عدد الوظائف الشاغرة خلال أبريل إلى نحو 7.1 مليون وظيفة، وهو أدنى مستوى منذ نهاية عام 2020، ما يعكس بداية تحوّل في سوق العمل الأمريكية من التوسع إلى التباطؤ النسبي.
ويبدو أن قطاع الترفيه والضيافة سيكون الأكثر تضررًا، نتيجة انخفاض مستويات السياحة الدولية وتراجع السفر الحكومي، في حين يصمد كل من قطاع البناء والنقل والتخزين أمام التحديات، مستفيدين من الطلب الموسمي المعتاد في مايو.
0 تعليق