النائب حسن فضل الله: ‏لتنجز الحكومة ورعاة الاتفاق ما هو مطلوب وبعد ذلك نناقش استراتيجية دفاع ‏وطني

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تخليدًا للدماء الزاكية أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد على طريق ‏القدس المجاهد نبيل محمد بلاغي “هلال” وذكرى أسبوع على وفاة فقيدة التربية ‏والتعليم المعلمة ريم الغدير نصوح كوراني، في مدرسة بلدة ياطر، بحضور عضو كتلة ‏الوفاء للمقاومة النائب د. حسن فضل الله إلى جانب عائلة الشهيد وعلماء دين ‏وفعاليات وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.‏

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب فضل الله كلمة أشار من خلالها إلى ‏أننا قد خرجنا من حرب مصيرية وقاسية، كان مصيرنا فيها ليس كمقاومة فحسب، ‏إنما كبيئة وبقعة جغرافية في لبنان مهددًا بوجوده، وقد تعرضنا لآلام موجعة وقدمنا ‏تضحيات جسيمة ولكن منعنا العدو من تحقيق هدفه، ونحن لا ننكر الواقع على ‏الإطلاق، ولكن شباب المقاومة وأبناء هذه القرى وعلى امتداد مساحة وجود ‏المقاومة واجهوا الغزاة ببسالة نادرة ومنعوا العدو من احتلال جنوب الليطاني وإقامة ‏منطقة عازلة وتهجير أهل الجنوب. ‏

وأضاف لأننا لم نكن نريد الحرب سعينا إلى أن يكون هناك وقف لإطلاق النار فاوضت ‏عليه الدولة اللبنانية وتوصلت إليه، مؤكداً أنه لا يوجد في الاتفاق أي نص أو كلمة ‏تعطي العدو شرعية للقيام بأي اعتداء، وأننا وافقنا أن تكون السلطة في عهدة الدولة ‏وقد أخذت الحكومة تعهدات من الولايات المتحدة وفرنسا بأن تتوقف الاعتداءات وأن ‏ينسحب العدو، ولكن العدو أخلّ بكل التزاماته، بينما الدولة اللبنانية المسؤولة عن ‏بلدها واستلمت كل جنوب الليطاني قلنا لها تفضلي وقومي بكل الواجبات.‏

وقال النائب فضل الله: نحن نريد أن نحمّل الدولة المسؤولية الكاملة، وهناك سؤال ‏دائم يلح على المواطنين وهو: أين هي الدولة ومن هي هذه الدولة وكيف نؤمن ‏لبعض من في الدولة أن يحمي الشعب اللبناني؟ وهذا صحيح، لكن في هذه المرحلة ‏التي نواجه فيها هذه الاعتداءات الإسرائيلية وهذا التمادي وأعمال القتل والخروق ‏المستمرة لوقف إطلاق النار، نريد أن تتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة، ‏لأنها هي الطرف المقابل فيما يتعلق بالالتزامات المرتبطة بوقف إطلاق النار.‏

وأضاف النائب فضل الله: بمعزل عن كل الأسئلة والهواجس التي ترتاب الناس حيال ‏ما تقوم به الحكومة والدولة من إجراءات، فهذا لا يعني أن نعفيهم من مسؤولياتهم ‏وعلينا دائمًا أن نحملهم هذه المسؤولية ليقوموا بها حيال شعبهم، والخطأ الجسيم ‏الذي يرتكبه المسؤولون في لبنان الآن هو الخطأ نفسه الذي ارتكبته السلطات في ‏المرحلة التي كان فيها الجنوب مستباحًا وكانت الاعتداءات متمادية بعد العام 1948 ‏إلى العام ألفين، عندما تخلت الدولة عن مسؤولياتها وعندما بحث الشعب عنها فلم ‏يجدها، فلجأ إلى خياراته وأنشأ حركات المقاومة.‏

ولفت النائب فضل الله إلى أن ثمة خطأ جسيمًا آخر يرتكبه بعض من في السلطة ‏اليوم، عندما يعتقد أنه يستطيع أن يصل إلى أهدافه من خلال الاعتداءات الإسرائيلية، ‏وأن توفر له هذه الاعتداءات الفرصة كي يحقق مشروعه في لبنان، ولكن إذا استمرت ‏الدولة في تجاهلها وإذا استمر بعضها في رهاناته الخائبة، فإنه لن يبقى مجال أمام ‏الناس إلا أن يفتشوا عن الخيارات المناسبة للدفاع عن حياتهم وعن أرضهم وعن ‏وجودهم. ‏

وأشار النائب فضل الله إلى أن هناك في الداخل من يريد ان يفرض جدول أعمال على ‏البلد تحت عنوان المقاومة وسلاحها، ففي الحقيقة بعض القوى ووسائل الإعلام هي ‏التي تثير هذا الموضوع كل يوم، ولكن بالنسبة إلينا لا نقاش عندنا في أي أمر في ‏لبنان قبل أن تتحقق أمور أربعة وهي: انسحاب العدو ووقف الاعتداءات واستعادة ‏الأسرى وإعادة الإعمار، فخارج هذه الأولويات الوطنية الأربعة لا نقاش معنا، وقد ‏قلنا هذا بوضوح لمن نلتقيهم من المسؤولين اللبنانيين.‏

وقال النائب فضل الله: لا أحد يبحث معنا أمرًا خارج إطار تحقيق هذه القضايا وهي ‏ملزمة للحكومة كما نص عليه البيان الوزاري الذي التزمت به أمام المجلس النيابي ‏وليس لدينا ما نعطيه لأحد وليس لدينا أمر نتنازل عليه لأحد ولسنا حتى مستعدين أن ‏نناقش أحد قبل إنجاز ما هو مطلوب من الدولة، فكل الضغوط لا تؤثر على أي قرار ‏من قرارات المقاومة، ولينجزوا ما هو مطلوب منهم كحكومة ودولة ورعاة لاتفاق ‏وقف إطلاق النار وبعد ذلك نأتي لنناقش استراتيجية دفاع وطني وكيفية حماية لبنان ‏دون النقاش في أمور أخرى، وهذا هو المسار والقرار.‏

وأكد النائب فضل الله أن ثمة أولويات للمواطن في الجنوب، على رأسها الأمن ‏والحماية من الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الإعمار وربما أولوية المواطنين على ‏امتداد لبنان هي قضاياهم الحياتية والمعيشية وتحقيق شعارات الإصلاح التي جاءت ‏بها هذه الحكومة، ونحن لدينا تمثيل في الحكومة ولكن القرار فيها ليس بيدنا، بل نحن ‏نعبر عن وجهة نظرنا من خلال التمثيل الذي نمثله، لكن أين هي الكهرباء التي وعدوا ‏الناس بها خلال ستة أشهر 24 ساعة، أين هو الإصلاح وأين أموال المودعين وأين ‏التعيينات على الكفاءة، فما نراه من تعيينات هو من خارج التزامات الحكومة بالبيان ‏الوزاري.‏

ورأى النائب فضل الله أنّ الحكومة لم تقدّم حتى الآن الأفعال التي ينتظرها ‏المواطنون، مشيرًا إلى أنّ الناس شبعت من الخطابات السياسية وملّت من ‏الشعارات، في وقتٍ ما تزال الأولويات الحقيقية غائبة. ‏

وأضاف رغم الفرصة الكبيرة التي حظيت بها الحكومة من خلال الدعم الدولي والعربي ‏واللبناني، لكنها أضاعت هذه الفرصة حين خرجت عن الأولويات الوطنية لتلبية رغبات ‏خارجية، وفشلت في تحقيق الشعارات الإصلاحية ومعالجة قضايا المواطنين، رغم أنّ ‏أمامها ما يقارب تسعة أشهر فقط قبل انتهاء ولايتها مع موعد الانتخابات النيابية.‏

وشدّد فضل الله على أنّ الملف الأول اليوم هو ملف إعادة الإعمار، مؤكّدًا أنّ حزب ‏الله حاول وفق إمكاناته الوقوف إلى جانب المواطنين، لكن المسؤولية تبقى على ‏عاتق الدولة التي عليها التعويض عن الأضرار.‏

‏ وأوضح أنّ هذا الملف هو محل متابعة ومواكبة من قبل الحزب.‏ كما لفت إلى حجم العبء الكبير الملقى على كاهل حزب الله، في ظل حصار مالي ‏يهدف إلى منع وصول الأموال إلى المتضررين.‏ وذكر أنّ الحزب عالج حتى الآن ملفات تخص 400 ألف أسرة تضرّرت بين ترميم وإيواء.‏

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق